الرسم العثمانيوَلَهُۥ مَن فِى السَّمٰوٰتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَنْ عِندَهُۥ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِۦ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَلَهٗ مَنۡ فِى السَّمٰوٰتِ وَالۡاَرۡضِؕ وَمَنۡ عِنۡدَهٗ لَا يَسۡتَكۡبِرُوۡنَ عَنۡ عِبَادَتِهٖ وَلَا يَسۡتَحۡسِرُوۡنَۚ
تفسير ميسر:
ولله سبحانه كل مَن في السموات والأرض، والذين عنده من الملائكة لا يأنَفُون عن عبادته ولا يملُّونها. فكيف يجوز أن يشرك به ما هو عبده وخلقه؟
فقال " وله من في السموات والأرض ومن عنده " يعني الملائكة " لا يستكبرون عن عبادته " أي لا يستنكفون عنها كما قال " لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا " وقوله " ولا يستحسرون " أي لا يعتبرن ولا يملون.
قوله تعالى ; وله من في السماوات والأرض أي ملكا وخلقا فكيف يجوز أن يشرك به ما هو عبده وخلقه . ومن عنده يعني الملائكة الذين ذكرتم أنهم بنات الله . لا يستكبرون أي لا يأنفون عن عبادته والتذلل له . ولا يستحسرون أي يعيون ؛ قاله قتادة . مأخوذ من الحسير وهو البعير المنقطع بالإعياء والتعب ، ; حسر البعير يحسر حسورا أعيا وكل ، واستحسر وتحسر مثله ، وحسرته أنا حسرا يتعدى ولا يتعدى ، وأحسرته أيضا فهو حسير . وقال ابن زيد ; لا يملون . ابن عباس ; لا يستنكفون . وقال أبو زيد ; لا يكلون . وقيل ; لا يفشلون ؛ ذكره ابن الأعرابي ؛ والمعنى واحد .
يقول تعالى ذكره; وكيف يجوز أن يتخذ الله لهوا، وله ملك جميع من في السماوات والأرض، والذين عنده من خلقه لا يستنكفون عن عبادتهم إياه ولا يَعْيَون من طول خدمتهم له، وقد علمتم أنه لا يستعبد والد ولده ولا صاحبته، وكل من في السماوات والأرض عبيده، فأنى يكون له صاحبة وولد; يقول; أولا تتفكرون فيما تفترون من الكذب على ربكم.وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا عليّ، قال; ثنا عبد الله، قال; ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( وَلا يَسْتَحْسِرُونَ ) لا يرجعون.حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( وَلا يَسْتَحْسِرُونَ ) لا يحسرون.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قَتادة، قوله ( وَلا يَسْتَحْسِرُونَ ) قال; لا يُعيون.حدثنا الحسن بن يحيى، قال; أخبرنا عبد الرزاق، قال; أخبرنا معمر، عن قَتادة، قوله; ( وَلا يَسْتَحْسِرُونَ ) قال; لا يعيون.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، مثله.حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد، في قوله ( لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ ) قال; لا يستحسرون، لا يملُّون ذلك الاستحسار، قال; ولا يفترون، ولا يسأمون ، هذا كله معناه واحد والكلام مختلف، وهو من قولهم; بعير حَسِير; إذا أعيا وقام؛ ومنه قول علقمة بن عبدة;بِهـا جِـيفُ الحَسْـرَى فأمَّـا عِظامُهافَبِيــضٌ, وأمَّــا جِلْدُهـا فَصَلِيـبُ (1)------------------------الهوامش ;(1) البيت لعلقمة بن عبدة التميمي ، من قصيدة له يمدح بها الحارث بن أبي الحارث بن أبي شمر الغساني ( مختار الشعر الجاهلي ، بشرح مصطفى السقا ، طبعة مصطفى البابي الحلبي ، ص 421 ، وهو البيت العشرون في القصيدة ) والحسرى ; جمع حسير من الدواب ، وهو الذي كل من من المسير ، فمات إعياء . وصليب ; يابس لم يدبغ . والضمير في ( بها ) راجع إلى المغارة التي سلكها ، فوجد فيها بقايا الدواب التي سارت فيها من قبل ، من عظام وجلود .
أخبر أنه له ملك السماوات والأرض وما بينهما، فالكل عبيده ومماليكه، فليس لأحد منهم ملك ولا قسط من الملك، ولا معاونة عليه، ولا يشفع إلا بإذن الله، فكيف يتخذ من هؤلاء آلهة وكيف يجعل لله منها ولد؟! فتعالى وتقدس، المالك العظيم، الذي خضعت له الرقاب، وذلت له الصعاب، وخشعت له الملائكة المقربون، وأذعنوا له بالعبادة الدائمة المستمرة أجمعون، ولهذا قال: { وَمَنْ عِنْدَهُ ْ} أي من الملائكة { لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ ْ} أي: لا يملون ولا يسأمونها، لشدة رغبتهم، وكمال محبتهم، وقوة أبدانهم.
(الواو) استئنافيّة
(له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ
(من) ،
(في السموات) متعلّق بمحذوف صلة من(الواو) عاطفة
(من) الثاني موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة لا يستكبرون
(عنده) ظرف منصوبمتعلّق بمحذوف صلة من(عن عبادته) متعلّق بـ (يستكبرون) ، و (لا) نافية في الموضعين.
جملة: «له من في السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من عنده لا يستكبرون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «لا يستكبرون ... » في محل رفع خبر المبتدأ
(من) .
وجملة: «لا يستحسرون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يستكبرون.
(الليل) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ (يسبّحون) ،
(لا) نافية.
وجملة: «يسبّحون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ .
وجملة: «لا يفترون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يسبّحون.
21-
- القرآن الكريم - الأنبياء٢١ :١٩
Al-Anbiya'21:19