الرسم العثمانيإِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِۦ مَا هٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِىٓ أَنتُمْ لَهَا عٰكِفُونَ
الـرسـم الإمـلائـياِذۡ قَالَ لِاَبِيۡهِ وَقَوۡمِهٖ مَا هٰذِهِ التَّمَاثِيۡلُ الَّتِىۡۤ اَنۡتُمۡ لَهَا عٰكِفُوۡنَ
تفسير ميسر:
حين قال لأبيه وقومه; ما هذه الأصنام التي صنعتموها، ثم أقمتم على عبادتها ملازمين لها؟
ثم قال " إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون " هذا هو الرشد الذي أوتيه من صغره الإنكار على قومه في عبادة الأصنام من دون الله عز وجل فقال " ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون " أي معتكفون على عبادتها قال ابن أبي حاتم حدثنا الحسن بن محمد الصباح حدثنا أبو معاوية الضرير حدثنا سعيد بن طريف عن الأصبغ بن نباته قال; مر عليٌّ- رضي الله عنه- على قوم يلعبون بالشطرنج فقال ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون؟ لأن يمس أحدكم جمرا حتى يطفأ خير له من أن يمسها.
قوله تعالى ; إذ قال لأبيه قيل ; المعنى أي اذكر حين قال لأبيه ؛ فيكون الكلام قد تم عند قوله ; وكنا به عالمين . وقيل ; المعنى ؛ وكنا به عالمين إذ قال فيكون الكلام متصلا ولا يوقف على قوله ; عالمين . لأبيه وهو آزر وقومه نمرود ومن اتبعه .ما هذه التماثيل أي الأصنام . والتمثال اسم موضوع للشيء المصنوع مشبها بخلق من خلق الله تعالى . يقال ; مثلت الشيء بالشيء أي شبهته به . واسم ذلك الممثل تمثال . التي أنتم لها عاكفون أي مقيمون على عبادتها .
( إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ) يعني في وقت قيله وحين قيله لهم ( مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ) يقول; قال لهم; أيّ شيء هذه الصور التي أنتم عليها مقيمون، وكانت تلك التماثيل أصنامهم التي كانوا يعبدونها.كما حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ) قال; الأصنام.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله. وقد بيَّنا فيما مضى من كتابنا هذا أن العاكف على الشيء المقيم عليه بشواهد ذلك، وذكرنا الرواية عن أهل التأويل.
{ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ ْ} التي مثلتموها، ونحتموها بأيديكم، على صور بعض المخلوقات { الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ْ} مقيمون على عبادتها، ملازمون لذلك، فما هي؟ وأي فضيلة ثبتت لها؟ وأين عقولكم، التي ذهبت حتى أفنيتم أوقاتكم بعبادتها؟ والحال أنكم مثلتموها، ونحتموها بأيديكم، فهذا من أكبر العجائب، تعبدون ما تنحتون.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الأنبياء٢١ :٥٢
Al-Anbiya'21:52