الرسم العثمانيإِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصّٰلِحٰتِ جَنّٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الْأَنْهٰرُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ
الـرسـم الإمـلائـياِنَّ اللّٰهَ يُدۡخِلُ الَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡا وَعَمِلُوا الصّٰلِحٰتِ جَنّٰتٍ تَجۡرِىۡ مِنۡ تَحۡتِهَا الۡاَنۡهٰرُ ؕ اِنَّ اللّٰهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيۡدُ
تفسير ميسر:
إن الله يدخل الذين آمنوا بالله ورسوله، وثبتوا على ذلك، وعملوا الصالحات، جنات تجري من تحت أشجارها الأنهار، إن الله يفعل ما يريد من ثواب أهل طاعته تفضلا وعقاب أهل معصيته عدلا.
لما ذكر أهل الضلالة الأشقياء عطف بذكر الأبرار السعداء من الذين آمنوا بقلوبهم وصدقوا إيمانهم بأفعالهم فعملوا الصالحات من جميع أنواع القربات وتركوا المنكرات فأورثهم ذلك سكنى الدرجات العاليات في روضات الجنات ولما ذكر تعالى أنه أضل أولئك وهدى هؤلاء قال " إن الله يفعل ما يريد ".
قوله تعالى ; إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريدقوله تعالى ; إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار لما ذكر حال المشركين ، وحال المنافقين والشياطين ذكر حال المؤمنين في الآخرة أيضا . إن الله يفعل ما يريد أي يثيب من يشاء ويعذب من يشاء ؛ فللمؤمنين الجنة بحكم وعده الصدق وبفضله ، وللكافرين النار بما سبق من عدله ؛ لا أن فعل الرب معلل بفعل العبيد .
يقول تعالى ذكره; إن الله يدخل الذين صدقوا الله ورسوله، وعملوا بما أمرهم الله في الدنيا، وانتهوا عما نهاهم عنه فيها جنات يعني بساتين ( تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ ) يقول; تجري الأنهار من تحت أشجارها( إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ) فيعطي ما شاء من كرامته أهل طاعته، وما شاء من الهوان أهل معصيته.
لما ذكر تعالى المجادل بالباطل، وأنه على قسمين، مقلد، وداع، ذكر أن المتسمي بالإيمان أيضا على قسمين، قسم لم يدخل الإيمان قلبه كما تقدم، والقسم الثاني: المؤمن حقيقة، صدق ما معه من الإيمان بالأعمال الصالحة، فأخبر تعالى أنه يدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار، وسميت الجنة جنة، لاشتمالها على المنازل والقصور والأشجار والنوابت التي تجن من فيها، ويستتر بها من كثرتها، { إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ } فما أراده تعالى فعله من غير ممانع ولا معارض، ومن ذلك، إيصال أهل الجنة إليها، جعلنا الله منهم بمنه وكرمه.
(جنّات) مفعول به منصوب عامله يدخل، وعلامة النصب الكسرة
(من تحتها) متعلّق بـ (تجري)
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف أي يريده.
جملة: «إنّ الله يدخل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يدخل ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «تجري ... الأنهار» في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: «إنّ الله يفعل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يفعل ما يريد» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يريد» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
- القرآن الكريم - الحج٢٢ :١٤
Al-Hajj22:14