الرسم العثمانييٰٓأَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنٰكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِى الْأَرْحَامِ مَا نَشَآءُ إِلٰىٓ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوٓا أَشُدَّكُمْ ۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفّٰى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلٰىٓ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنۢ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْـًٔا ۚ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَآءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنۢبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍۢ بَهِيجٍ
الـرسـم الإمـلائـييٰۤـاَيُّهَا النَّاسُ اِنۡ كُنۡـتُمۡ فِىۡ رَيۡبٍ مِّنَ الۡبَـعۡثِ فَاِنَّـا خَلَقۡنٰكُمۡ مِّنۡ تُرَابٍ ثُمَّ مِنۡ نُّـطۡفَةٍ ثُمَّ مِنۡ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنۡ مُّضۡغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَّغَيۡرِ مُخَلَّقَةٍ لِّـنُبَيِّنَ لَـكُمۡ ؕ وَنُقِرُّ فِى الۡاَرۡحَامِ مَا نَشَآءُ اِلٰٓى اَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخۡرِجُكُمۡ طِفۡلًا ثُمَّ لِتَبۡلُغُوۡۤا اَشُدَّكُمۡ ۚ وَمِنۡكُمۡ مَّنۡ يُّتَوَفّٰى وَمِنۡكُمۡ مَّنۡ يُّرَدُّ اِلٰٓى اَرۡذَلِ الۡعُمُرِ لِكَيۡلَا يَعۡلَمَ مِنۡۢ بَعۡدِ عِلۡمٍ شَيۡــًٔـا ؕ وَتَرَى الۡاَرۡضَ هَامِدَةً فَاِذَاۤ اَنۡزَلۡنَا عَلَيۡهَا الۡمَآءَ اهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡ وَاَنۡۢبَـتَتۡ مِنۡ كُلِّ زَوۡجٍۢ بَهِيۡجٍ
تفسير ميسر:
يا أيها الناس إن كنتم في شك من أن الله يُحيي الموتى فإنَّا خلقنا أباكم آدم من تراب، ثم تناسلت ذريته من نطفة، هي المنيُّ يقذفه الرجل في رحم المرأة، فيتحول بقدرة الله إلى علقة، وهي الدم الأحمر الغليظ، ثم إلى مضغة، وهي قطعة لحم صغيرة قَدْر ما يُمْضَغ، فتكون تارة مخلَّقة، أي تامة الخلق تنتهي إلى خروح الجنين حيًا، وغير تامة الخلق تارة أخرى، فتسقط لغير تمام؛ لنبيِّن لكم تمام قدرتنا بتصريف أطوار الخلق، ونبقي في الأرحام ما نشاء، وهو المخلَّق إلى وقت ولادته، وتكتمل الأطوار بولادة الأجنَّة أطفالا صغارًا تكبَرُ حتى تبلغ الأشد، وهو وقت الشباب والقوة واكتمال العقل، وبعض الأطفال قد يموت قبل ذلك، وبعضهم يكبَرُ حتى يبلغ سن الهرم وضَعْف العقل؛ فلا يعلم هذا المعمَّر شيئًا مما كان يعلمه قبل ذلك. وترى الأرض يابسةً ميتة لا نبات فيها، فإذا أنزلنا عليها الماء تحركت بالنبات تتفتح عنه، وارتفعت وزادت لارتوائها، وأنبتت من كل نوع من أنواع النبات الحسن الذي يَسُرُّ الناظرين.
لما ذكر تعالى المخالف للبعث المنكر للمعاد ذكر تعالى الدليل على قدرته تعالى على المعاد بما يشاهد من بدئه للخلق فقال " يا أيها الناس إن كنتم في ريب " أي في شك " من البعث " وهو المعاد وقيام الأرواح والأجساد يوم القيامة " فإنا خلقناكم من تراب " أي أصل برئه لكم من تراب وهو الذي خلق منه آدم عليه السلام " ثم من نطفة " أي ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين " ثم من علقة ثم من مضغة " وذلك أنه إذا استقرت النطفة في رحم المرأة مكثت أربعين يوما كذلك يضاف إليه ما يجتمع إليها ثم تنقلب علقة حمراء بإذن الله فتمكث كذلك أربعين يوما ثم تستحيل فتصير مضغة قطعة من لحم لا شكل فيما ولا تخطيط ثم يشرع في التشكيل والتخطيط فيصور منها رأس ويدان وصدر وبطن وفخذان ورجلان وسائر الأعضاء فتارة تسقطها المرأة قبل التشكيل والتخطيط وتارة تلقيها وقد صارت ذات شكل وتخطيط ولهذا قال تعالى " ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة " أي كما تشاهدونها " لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى " أي وتارة تستقر في الرحم لا تلقيها المرأة ولا تسقطها كما قال مجاهد في قوله تعالى " مخلقة وغير مخلقة " قال هو السقط مخلوق وغير مخلوق فإذا مضى عليها أربعون يوما وثم مضغة أرسل الله تعالى إليها ملكا فنفخ فيها الروح وسواها كما يشاء الله عز وجل من حسن وقبح وذكر وأنثى وكتب رزقها وأجلها وشقي أو سعيد كما ثبت في الصحيحين من حديث الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق " إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين ليلة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات فيكتب رزقه وعمله وأجله وشقي أو سعيد ثم ينفخ فيه الروح " وروى ابن أبي حاتم وابن جرير من حديث داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة عن عبدالله قال; النطفة إذا استقرت في الرحم جاءها ملك بكفه فقال يا رب مخلقة أو غير مخلقة فإن قيل غير مخلقة لم تكن نسمة وقذفتها الأرحام دما وإن قيل مخلقة قال أي رب ذكرا أو أنثى شقي أو سعيد ما الأجل وما الأثر وبأي أرض يموت. قال فيقال للنطفة من ربك ؟ فتقول الله فيقال من رازقك ؟ فتقول الله فيقال له اذهب إلى الكتاب فإنك ستجد فيه فصة هذه النطفة قال فتخلق فتعيش في أجلها وتأكل رزفها وتطأ أثرها حتى إذا جاء أجلها ماتت فدفنت في ذلك ثم تلا عامر الشعبي " يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة " فإذا بلغت مضغة نكست في الخلق الرابع فكانت نسمة وإن كانت غير مخلقة قذفتها الأرحام دما وإن كانت مخلقة نكست نسمة. وقال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن عبدالله بن يزيد المقري حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال " يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين يوما أو خمس وأربعين فيقول أي رب أشقي أم سعيد فيقول الله ويكتبان فيقول أذكر أم أنثى فيقول الله ويكتبان ويكتب عمله وأثره ورزقه وأجله ثم تطوى الصحف فلا يزاد على ما فيها ولا ينتقص " ورواه مسلم من حديث سفيان بن عيينة ومن طريق آخر عن أبي الطفيل بنحو معناه وقوله " ثم نخرجكم طفلا " أي ضعيفا في بدنه وسمعه وبصره وحواسه وبطشه وعقله ثم يعطيه الله القوة شيئا فشيئا ويلطف به ويحنن عليه والديه في آناء الليل وأطراف النهار ولهذا قال " ثم لتبلغوا أشدكم " أي يتكامل القوي ويتزايد ويصل إلى عنفوان الشباب وحسن المنظر " ومنكم من يتوفى " أي في حال شبابه وقواه " ومنكم من يرد إلى أرذل العمر " وهو الشيخوخة والهرم وضعف القوة والعقل والفهم وتناقص الأحوال من الخوف وضعف الفكر ولهذا قال " لكي لا يعلم من بعد علم شيئا " كما قال تعالى " الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير " وقد قال الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي في مسنده حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا خالد الزيات حدثني داود أبو سليمان عن عبدالله بن عبدالرحمن بن معمر بن حزم الأنصاري عن أنس بن مالك رفع الحديث قال " المولود حتى يبلغ الحنث ما عمل من حسنة كتبت لوالده أو لوالديه وما عمل من سيئة لم تكتب عليه ولا على والديه فإذا بلغ الحنث أجرى الله عليه القلم أمر الملكان اللذان كانا معه أن يحفظا وأن يشددا فإذا بلغ أربعين سنة في الإسلام أمنه الله من البلايا الثلاث; الجنون والجذام والبرص فإذا بلغ الخمسين خفف الله عنه حسابه فإذا بلغ ستين رزقه الله الإنابة إليه بما أحب فإذا بلغ السبعين أحبه أهل السماء فإذا بلغ الثمانين كتب الله حسناته وتجاوز عن سيئاته فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشفعه في أهل بيته وكتب أمين الله وكان أسير الله في أرضه فإذا بلغ أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا كتب الله له مثل ما كان يعمل في صحته من الخير فإذا عمل سيئة لم تكتب عليه " هذا حديث غريب جدا وفيه نكارة شديدة ومع هذا قد رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده موقوقا ومرفوعا فقال; حدثنا أبو النضر حدثنا الفرج حدثنا محمد بن عامر عن محمد بن عبدالله العاملي عن عمرو بن جعفر عن أنس قال " إذا بلغ الرجل المسلم أربعين سنة أمنه الله من أنواع البلايا من الجنون والبرص والجذام فإذا بلغ الخمسين لين الله حسابه وإذا بلغ الستين رزقه الله إنابة يحبه الله عليها وإذا بلغ السبعين أحبه الله وأحبه أهل السماء وإذا بلغ الثمانين تقبل الله حسناته ومحا عنه سيئاته وإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وسمي أسير الله في أرضه وشفع في أهله " ثم قال حدثنا هشام حدثنا الفرج حدثني محمد بن عبدالله العامري عن محمد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان عن عبدالله بن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله ورواه الإمام أحمد أيضا حدثنا أنس بن عياض حدثني يوسف بن أبي بردة الأنصاري عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ما من معمر يعمر في الإسلام أربعين سنة إلا صرف الله عنه ثلاثة أنواع من البلاء; الجنون والبرص والجذام " وذكر تمام الحديث كما تقدم سواء ورواه الحافظ أبو بكر البزار عن عبدالله بن شبيب عن أبي شيبة عن عبدالله بن عبدالملك عن أبي قتادة العدوي عن ابن أخي الزهري عن عمه عن أنس بن مالك قال; قال رسول الله " ما من عبد يعمر في الإسلام أربعين سنة إلا صرف الله عنه أنواع من البلاء الجنون والجذام والبرص فإذا بلغ خمسين سنة لين الله الحساب فإذا بلغ ستين سنة رزقه الله الإنابة إليه بما يحب فإذا بلغ سبعين سنة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وسمي أسير الله وأحبه أهل السماء فإذا بلغ الثمانين تقبل الله منه حسناته وتجاوز عن سيئاته فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وسمي أسير الله في أرضه وقوله " وترى الأرض هامدة " هذا دليل آخر على قدرته تعالى على إحياء الموتى كما يحي الأرض الميتة الهامدة وهي المقحلة التي لا ينبت فيها شيء وقال قتادة غبراء متهشمة. وقال السدي ميتة " فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج " أي فإذا أنزل الله عليها المطر اهتزت أي تحركت بالنبات وحيت بعد موتها وربت أي ارتفعت لما سكن فيها الثرى ثم أنبتت ما فيها من الألوان والفنون من ثمار وزروع وأشتات في اختلاف ألوانها وطعومها وروائحها وأشكالها ومنافعها ولهذا قال تعالى " وأنبتت من كل زوج بهيج " أي حسن المنظر طيب الريح.
قوله تعالى ; ياأيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيجقوله تعالى ; يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث إلى قوله ; مسمىفيه اثنتا عشرة مسألة ;الأولى ; قوله تعالى ; إن كنتم في ريب من البعث هذا احتجاج على العالم بالبداءة [ ص; 8 ] الأولى . وقوله ; إن كنتم في ريب متضمنة التوقيف . وقرأ الحسن بن أبي الحسن ( البعث ) بفتح العين ؛ وهي لغة في ( البعث ) عند البصريين . وهي عند الكوفيين بتخفيف ( بعث ) . والمعنى ; يا أيها الناس إن كنتم في شك من الإعادة . فإنا خلقناكم أي خلقنا أباكم الذي هو أصل البشر ، يعني آدم - عليه السلام - ( من تراب ) . ( ثم ) خلقنا ذريته . ( من نطفة ) وهو المني ؛ سمي نطفة لقلته ، وهو القليل من الماء ، وقد يقع على الكثير منه ؛ ومنه الحديث حتى يسير الراكب بين النطفتين لا يخشى جورا . أراد بحر المشرق وبحر المغرب . والنطف ; القطر . نطف ينطف وينطف . وليلة نطوفة دائمة القطر . ( ثم من علقة ) وهو الدم الجامد . والعلق الدم العبيط ، أي الطري . وقيل ; الشديد الحمرة . ( ثم من مضغة ) وهي لحمة قليلة قدر ما يمضغ ؛ ومنه الحديث ألا وإن في الجسد مضغة . وهذه الأطوار أربعة أشهر . قال ابن عباس ; وفي العشر بعد الأشهر الأربعة ينفخ فيه الروح ، فذلك عدة المتوفى عنها زوجها ؛ أربعة أشهر وعشر .الثانية ; روى يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، حدثنا داود ، عن عامر ، عن علقمة ، عن ابن مسعود ، وعن ابن عمر أن النطفة إذا استقرت في الرحم أخذها ملك بكفه فقال ; يا رب ، ذكر أم أنثى ، شقي أم سعيد ، ما الأجل والأثر ، بأي أرض تموت ؟ فيقال له انطلق إلى أم الكتاب فإنك تجد فيها قصة هذه النطفة ، فينطلق فيجد قصتها في أم الكتاب ، فتخلق فتأكل رزقها وتطأ أثرها فإذا جاء أجلها قبضت فدفنت في المكان الذي قدر لها ؛ ثم قرأ عامر يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب . وفي الصحيح عن أنس بن مالك - ورفع الحديث - قال ; إن الله قد وكل بالرحم ملكا فيقول ; أي رب ، نطفة . أي رب ، علقة . أي رب ، مضغة . فإذا أراد الله أن يقضي خلقا ، قال ; قال الملك ; أي رب ، ذكر ، أو أنثى ، شقي ، أو سعيد . فما الرزق ؟ فما الأجل ؟ فيكتب كذلك في بطن أمه . وفي الصحيح أيضا عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال ; سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ; إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها ، وخلق سمعها ، وبصرها ، وجلدها ، ولحمها ، وعظامها ، ثم يقول ; أي رب ، أذكر ، أم [ ص; 9 ] أنثى . . . وذكر الحديث . وفي الصحيح عن عبد الله بن مسعود ، قال ; حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق ; إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات ; بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي ، أو سعيد . . . الحديث . فهذا الحديث مفسر للأحاديث الأول ؛ فإنه فيه ; يجمع أحدكم في بطن أمه أربعين يوما نطفة ، ثم أربعين يوما علقة ، ثم أربعين يوما مضغة ، ثم يبعث الملك ، فينفخ فيه الروح ، فهذه أربعة أشهر ، وفي العشر ينفخ الملك الروح ، وهذه عدة المتوفى عنها زوجها كما قال ابن عباس . وقوله ; إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه قد فسره ابن مسعود ، سئل الأعمش ; ما يجمع في بطن أمه ؟ فقال ; حدثنا خيثمة ، قال ; قال عبد الله ; إذا وقعت النطفة في الرحم ، فأراد أن يخلق منها بشرا طارت في بشرة المرأة تحت كل ظفر وشعر ، ثم تمكث أربعين يوما ، ثم تصير دما في الرحم ؛ فذلك جمعها ، وهذا وقت كونها علقة .الثالثة ; نسبة الخلق والتصوير للملك نسبة مجازية لا حقيقية ، وأن ما صدر عنه فعل ما في المضغة كان عند التصوير ، والتشكيل بقدرة الله ، وخلقه ، واختراعه ؛ ألا تراه سبحانه قد أضاف إليه الخلقة الحقيقية ، وقطع عنها نسب جميع الخليقة ، فقال ; ولقد خلقناكم ثم صورناكم . وقال ; ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين . وقال ; يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة . وقال تعالى ; هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن . ثم قال ; وصوركم فأحسن صوركم . وقال ; لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم . وقال ; خلق الإنسان من علق . إلى غير ذلك من الآيات ، مع ما دلت عليه قاطعات البراهين أن لا خالق لشيء من المخلوقات إلا رب العالمين . وهكذا القول في قوله ; ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح أي أن النفخ سبب خلق الله فيها الروح والحياة . وكذلك القول في سائر الأسباب المعتادة ؛ فإنه بإحداث الله تعالى لا بغيره . فتأمل هذا الأصل وتمسك به ، ففيه النجاة من مذاهب أهل الضلال الطبعيين وغيرهم .[ ص; 10 ] الرابعة ; لم يختلف العلماء أن نفخ الروح فيه يكون بعد مائة وعشرين يوما ، وذلك تمام أربعة أشهر ودخوله في الخامس ؛ كما بيناه بالأحاديث . وعليه يعول فيما يحتاج إليه من الأحكام في الاستلحاق عند التنازع ، وفي وجوب النفقات على حمل المطلقات ؛ وذلك لتيقنه بحركة الجنين في الجوف . وقد قيل ; إنه الحكمة في عدة المرأة من الوفاة بأربعة أشهر وعشر ، وهذا الدخول في الخامس يحقق براءة الرحم ببلوغ هذه المدة إذا لم يظهر حمل .الخامسة ; النطفة ليست بشيء يقينا ، ولا يتعلق بها حكم إذا ألقتها المرأة إذا لم تجتمع في الرحم ، فهي كما لو كانت في صلب الرجل ؛ فإذا طرحته علقة فقد تحققنا أن النطفة قد استقرت واجتمعت واستحالت إلى أول أحوال يتحقق به أنه ولد . وعلى هذا فيكون وضع العلقة فما فوقها من المضغة وضع حمل ، تبرأ به الرحم ، وتنقضي به العدة ، ويثبت به لها حكم أم الولد . وهذا مذهب مالك - رضي الله عنه - وأصحابه . وقال الشافعي - رضي الله عنه - ; لا اعتبار بإسقاط العلقة ، وإنما الاعتبار بظهور الصورة والتخطيط ؛ فإن خفي التخطيط ، وكان لحما فقولان بالنقل والتخريج ، والمنصوص أنه تنقضي به العدة ولا تكون أم ولد . قالوا ; لأن العدة تنقضي بالدم الجاري ، فبغيره أولى .السادسة ; قوله تعالى ; مخلقة وغير مخلقة قال الفراء ; ( مخلقة ) تامة الخلق ، وغير مخلقة السقط . وقال ابن الأعرابي ; ( مخلقة ) قد بدأ خلقها ، وغير مخلقة لم تصور بعد . ابن زيد ; المخلقة التي خلق الله فيها الرأس ، واليدين ، والرجلين ، وغير مخلقة التي لم يخلق فيها شيء . قال ابن العربي ; إذا رجعنا إلى أصل الاشتقاق فإن النطفة ، والعلقة ، والمضغة مخلقة ؛ لأن الكل خلق الله تعالى ، وإن رجعنا إلى التصوير الذي هو منتهى الخلقة كما قال الله تعالى ; ثم أنشأناه خلقا آخر فذلك ما قال ابن زيد .قلت ; التخليق من الخلق ، وفيه معنى الكثرة ، فما تتابع عليه الأطوار فقد خلق خلقا بعد خلق ، وإذا كان نطفة فهو مخلوق ؛ ولهذا قال الله تعالى ; ثم أنشأناه خلقا آخر والله أعلم . وقد قيل ; إن قوله ; مخلقة وغير مخلقة يرجع إلى الولد بعينه لا إلى السقط ؛ أي منهم من يتم الرب سبحانه مضغته فيخلق له الأعضاء أجمع ، ومنهم من يكون خديجا ناقصا غير تام . وقيل ; ( المخلقة أن تلد المرأة لتمام الوقت ) . ابن عباس ; المخلقة ما كان حيا ، وغير المخلقة السقط . قال .[ ص; 11 ]أفي غير المخلقة البكاء فأين الحزم ويحك والحياءالسابعة ; أجمع العلماء على أن الأمة تكون أم ولد بما تسقطه من ولد تام الخلق . وعند مالك ، والأوزاعي ، وغيرهما بالمضغة كانت مخلقة أو غير مخلقة . قال مالك ; إذا علم أنها مضغة . وقال الشافعي ، وأبو حنيفة ; إن كان قد تبين له شيء من خلق بني آدم أصبع أو عين أو غير ذلك فهي له أم ولد . وأجمعوا على أن المولود إذا استهل صارخا يصلى عليه ؛ فإن لم يستهل صارخا لم يصل عليه عند مالك ، وأبي حنيفة ، والشافعي ، وغيرهم . وروي عن ابن عمر أنه يصلى عليه ؛ وقال ابن المسيب ، وابن سيرين ، وغيرهما . وروي عن المغيرة بن شعبة أنه كان يأمر بالصلاة على السقط ، ويقول سموهم ، واغسلوهم ، وكفنوهم ، وحنطوهم ؛ فإن الله أكرم بالإسلام كبيركم وصغيركم ، ويتلو هذه الآية فإنا خلقناكم من تراب إلى وغير مخلقة . قال ابن العربي ; لعل المغيرة بن شعبة أراد بالسقط ما تبين خلقه فهو الذي يسمى ، وما لم يتبين خلقه فلا وجود له . وقال بعض السلف ; يصلى عليه متى نفخ فيه الروح وتمت له أربعة أشهر . وروى أبو داود ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ; إذا استهل المولود ورث . الاستهلال ; رفع الصوت ؛ فكل مولود كان ذلك منه ، أو حركة ، أو عطاس ، أو تنفس فإنه يورث لوجود ما فيه من دلالة الحياة . وإلى هذا ذهب سفيان الثوري ، والأوزاعي ، والشافعي . قال الخطابي ; وأحسنه قول أصحاب الرأي . وقال مالك ; لا ميراث له ، وإن تحرك ، أو عطس ما لم يستهل . وروي عن محمد بن سيرين ، والشعبي ، والزهري ، وقتادة .الثامنة ; قال مالك - رضي الله عنه - ; ما طرحته المرأة من مضغة ، أو علقة ، أو ما يعلم أنه ولد إذا ضرب بطنها ففيه الغرة . وقال الشافعي ; لا شيء فيه حتى يتبين من خلقه . قال مالك ; إذا سقط الجنين فلم يستهل صارخا ففيه الغرة . وسواء تحرك ، أو عطس فيه الغرة أبدا ، حتى يستهل صارخا ففيه الدية كاملة . وقال الشافعي - رضي الله عنه - وسائر فقهاء الأمصار ; إذا علمت حياته بحركة ، أو بعطاس ، أو باستهلال ، أو بغير ذلك مما تستيقن به حياته ففيه الدية .التاسعة ; ذكر القاضي إسماعيل أن عدة المرأة تنقضي بالسقط الموضوع ، واحتج عليه بأنه حمل ، وقال ; قال الله تعالى ; وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن . قال [ ص; 12 ] القاضي إسماعيل ; والدليل على ذلك أنه يرث أباه ، فدل على وجوده خلقا وكونه ولدا وحملا . قال ابن العربي ; ولا يرتبط به شيء من هذه الأحكام إلا أن يكون مخلقا .قلت ; ما ذكرناه من الاشتقاق وقوله - عليه الصلاة والسلام - ; إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه يدل على صحة ما قلناه ، ولأن مسقطة العلقة والمضغة يصدق على المرأة إذا ألقته أنها كانت حاملا وضعت ما استقر في رحمها ، فيشملها قوله تعالى ; وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ولأنها وضعت مبدأ الولد عن نطفة متجسدا كالمخطط ، وهذا بين .العاشرة ; روى ابن ماجه ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا خالد بن مخلد ، حدثنا يزيد ، عن عبد الملك النوفلي ، عن يزيد بن رومان ، عن أبي هريرة قال ; قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ; لسقط أقدمه بين يدي أحب إلي من فارس أخلفه . وأخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث له عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، فقال ; أحب إلي من ألف فارس أخلفه ورائي .الحادية عشرة ; لنبين لكم يريد ; كمال قدرتنا بتصريفنا أطوار خلقكم . ونقر في الأرحام قرئ بنصب ( نقر ) و ( نخرج ) ، رواه أبو حاتم ، عن أبي زيد ، عن المفضل ، عن عاصم ، قال ; قال أبو حاتم ; النصب على العطف . وقال الزجاج ; ( نقر ) بالرفع لا غير ؛ لأنه ليس المعنى ; فعلنا ذلك لنقر في الأرحام ما نشاء ، وإنما خلقهم - عز وجل - ليدلهم على الرشد والصلاح . وقيل ; المعنى لنبين لهم أمر البعث ؛ فهو اعتراض بين الكلامين . وقرأت هذه الفرقة بالرفع ( ونقر ) ؛ المعنى ; ونحن نقر . وهي قراءة الجمهور . وقرئ ; ( ويقر ) و ( يخرجكم ) بالياء ، والرفع على هذا سائغ . وقرأ . ابن وثاب ( ما نشاء ) بكسر النون . والأجل المسمى يختلف بحسب جنين جنين ؛ فثم من يسقط ، وثم من يكمل أمره ويخرج حيا . وقال ; ( ما نشاء ) ولم يقل ; من نشاء لأنه يرجع إلى الحمل ؛ أي يقر في الأرحام ما يشاء من الحمل ومن المضغة وهي جماد فكنى عنها بلفظ ما .[ ص; 13 ] الثانية عشرة ; قوله تعالى ; ( ثم نخرجكم طفلا ) أي أطفالا ؛ فهو اسم جنس . وأيضا فإن العرب قد تسمي الجمع باسم الواحد ؛ قال الشاعر ;يلحينني في حبها ويلمنني إن العواذل ليس لي بأميرولم يقل أمراء . وقال المبرد ; وهو اسم يستعمل مصدرا كالرضا والعدل ، فيقع على الواحد والجمع ؛ قال الله تعالى ; أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء . وقال الطبري ; وهو نصب على التمييز ، كقوله تعالى ; فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا . وقيل ; المعنى ثم نخرج كل واحد منكم طفلا . والطفل يطلق من وقت انفصال الولد إلى البلوغ . وولد كل وحشية أيضا طفل . ويقال ; جارية طفل ، وجاريتان طفل ، وجوار طفل ، وغلام طفل ، وغلمان طفل . ويقال أيضا ; طفل ، وطفلة ، وطفلان ، وطفلتان ، وأطفال . ولا يقال ; طفلات . وأطفلت المرأة صارت ذات طفل . والمطفلة ; الظبية معها طفلها ، وهي قريبة عهد بالنتاج . وكذلك الناقة ، مطافل ومطافيل . والطفل ( بالفتح في الطاء ) الناعم ؛ يقال ; جارية طفلة أي ناعمة ، وبنان طفل . وقد طفل الليل إذا أقبل ظلامه . والطفل ( بالتحريك ) ; بعد العصر إذا طفلت الشمس للغروب . والطفل ( أيضا ) ; مطر ؛ قال ;لوهد جاده طفل الثرياثم لتبلغوا أشدكم قيل ; إن ( ثم ) زائدة كالواو في قوله ; حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها ؛ لأن ثم من حروف النسق كالواو . ( أشدكم ) كمال عقولكم ، ونهاية قواكم . وقد مضى في ( الأنعام ) بيانه . ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم أي أخسه وأدونه ، وهو الهرم والخرف حتى لا يعقل ؛ ولهذا قال ; لكيلا يعلم من بعد علم شيئا كما قال في سورة يس ; ومن نعمره ننكسه في الخلق . وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - . يدعو فيقول ; اللهم إني أعوذ بك من البخل ، وأعوذ بك من الجبن ، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر ، وأعوذ بك من فتنة الدنيا ، وعذاب القبر . أخرجه النسائي ، عن سعد ، وقال ; وكان يعلمهن بنيه كما يعلم المكتب الغلمان . وقد مضى في النحل هذا المعنى .[ ص; 14 ] قوله تعالى ; وترى الأرض هامدة ذكر دلالة أقوى على البعث فقال في الأول ; فإنا خلقناكم من تراب فخاطب جمعا . وقال في الثاني ; وترى الأرض فخاطب واحدا ، فانفصل اللفظ عن اللفظ ، ولكن المعنى متصل من حيث الاحتجاج على منكري البعث . ( هامدة ) يابسة لا تنبت شيئا ؛ قال ابن جريج . وقيل ; دارسة . والهمود الدروس . قال الأعشى ;قالت قتيلة ما لجسمك شاحبا وأرى ثيابك باليات همداالهروي ; ( هامدة ) أي جافة ذات تراب . وقال شمر ; يقال ; همد شجر الأرض إذا بلي وذهب . وهمدت أصواتهم إذا سكنت . وهمود الأرض ألا يكون فيها حياة ، ولا نبت ، ولا عود ، ولم يصبها مطر . وفي الحديث ; حتى كاد يهمد من الجوع أي يهلك . يقال ; همد الثوب يهمد إذا بلي . وهمدت النار تهمد .قوله تعالى ; فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت أي تحركت . والاهتزاز ; شدة الحركة ؛ يقال ; هززت الشيء فاهتز ؛ أي حركته فتحرك . وهز الحادي الإبل هزيزا فاهتزت هي إذا تحركت في سيرها بحدائه . واهتز الكوكب في انقضاضه . وكوكب هاز . فالأرض تهتز بالنبات ؛ لأن النبات لا يخرج منها حتى يزيل بعضها من بعض إزالة خفية ؛ فسماه اهتزازا مجازا . وقيل ; اهتز نباتها ، فحذف المضاف ؛ قال المبرد ، واهتزازه شدة حركته ، كما قال الشاعر ;تثنى إذا قامت وتهتز إن مشت كما اهتز غصن البان في ورق خضروالاهتزاز في النبات أظهر منه في الأرض . ( وربت ) أي ارتفعت وزادت . وقيل ; انتفخت ؛ والمعنى واحد ، وأصله الزيادة . ربا الشيء يربو ربوا أي زاد ؛ ومنه الربا والربوة . وقرأ يزيد بن القعقاع ، وخالد بن إلياس ( وربأت ) أي ارتفعت حتى صارت بمنزلة الربيئة ، وهو الذي يحفظ القوم على شيء مشرف ؛ فهو رابئ وربيئة على المبالغة . قال امرؤ القيس ;بعثنا ربيئا قبل ذاك مخملا كذئب الغضا يمشي الضراء ويتقي( وأنبتت ) أي أخرجت . ( من كل زوج ) أي لون . ( بهيج ) أي حسن ؛ عن قتادة . أي يبهج من يراه . والبهجة الحسن ؛ يقال ; رجل ذو بهجة . وقد بهج ( بالضم ) بهاجة وبهجة فهو بهيج . وأبهجني أعجبني بحسنه . ولما وصف الأرض بالإنبات دل على أن قوله ; اهتزت وربت يرجع إلى الأرض لا إلى النبات ، والله أعلم .
وهذا احتجاج من الله على الذي أخبر عنه من الناس أنه يجادل في الله بغير علم، اتباعا منه للشيطان المريد ، وتنبيه له على موضع خطأ قيله، وإنكاره ما أنكر من قدرة ربه. قال; يا أيها الناس إن كنتم في شكّ من قدرتنا على بعثكم من قبوركم بعد مماتكم وبلاكم استعظاما منكم لذلك، فإن في ابتدائنا خلق أبيكم آدم صلى الله عليه وسلم من تراب ثم إنشائناكم من نطفة آدم ، ثم تصريفناكم أحوالا حالا بعد حال، من نطفة إلى علقة، ثم من علقة إلى مضغة، لكم معتبرا ومتعظا تعتبرون به، فتعلمون أن من قدر على ذلك فغير متعذّر عليه إعادتكم بعد فنائكم كما كنتم أحياء قبل الفناء.واختلف أهل التأويل في تأويل قوله مخلقة وغير مخلّقة، فقال بعضهم; هي من صفة النطفة. قال; ومعنى ذلك; فإنا خلقناكم من تراب، ثم من نطفة مخلَّقة وغير مخلقة قالوا; فأما المخلقة فما كان خلقا سَوِيّا وأما غير مخلقة، فما دفعته الأرحام ، من النطف ، وألقته قبل أن يكون خلقا.ذكر من قال ذلك; حدثنا أبو كريب، قال; ثنا أبو معاوية، عن داود بن أبي هند، عن عامر، عن علقمة، عن عبد الله، قال; إذا وقعت النطفة في الرحم، بعث الله ملَكا فقال; يا ربّ مخلقة ، أو غير مخلقة؟ فإن قال; غير مخلَّقة، مجّتها الأرحام دما، وإن قال; مخلقة، قال; يا ربّ فما صفة هذه النطفة ، أذكر أم أنثى؟ ما رزقها ما أجلها؟ أشقيّ أو سعيد؟ قال; فيقال له; انطلق إلى أمّ الكتاب فاستنسخ منه صفة هذه النطفة! قال; فينطلق الملك فينسخها فلا تزال معه حتى يأتي على آخر صفتها.وقال آخرون; معنى ذلك; تامة وغير تامة.ذكر من قال ذلك; حدثنا ابن بشار، قال; ثنا سليمان، قال; ثنا أبو هلال، عن قتادة في قول الله ( مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ) قال; تامة وغير تامة.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا محمد بن ثور، عن قتادة ( مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ) فذكر مثله.وقال آخرون; معنى ذلك المضغة مصوّرة إنسانا وغير مصوّرة، فإذا صورت فهي مخلقة وإذا لم تصوّر فهي غير مخلقة.ذكر من قال ذلك; ابن حميد، قال; ثنا حكام، عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن أبي بزة، عن مجاهد في قوله ( مُخَلَّقَةٍ ) قال; السِّقط، ( مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ).حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله ( مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ) قال; السقط، مخلوق وغير مخلوق.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، بنحوه.حدثنا ابن المثنى، قال; ثنا عبد الأعلى، قال; ثنا داود، عن عامر أنه قال في النطفة والمضغة إذا نكست في الخلق الرابع، كانت نسمة مخلقة، وإذا قذفتها قبل ذلك فهي غير مخلقة.قال; ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن أبي سلمة، عن داود بن أبي هند، عن أبي العالية ( مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ) قال; السقط.وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال; المخلقة المصورة خلقا تاما، وغير مخلقة; السِّقط قبل تمام خلقه، لأن المخلقة وغير المخلقة من نعت المضغة والنطفة بعد مصيرها مضغة، لم يبق لها حتى تصير خلقا سويا إلا التصوير، وذلك هو المراد بقوله ( مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ) خلقا سويا، وغير مخلقة بأن تلقيه الأم مضغة ولا تصوّر ولا ينفخ فيها الروح.وقوله ( لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ) يقول تعالى ذكره; جعلنا المضغة منها المخلقة التامة ومنها السقط غير التام، لنبين لكم قدرتنا على ما نشاء ونعرفكم ابتداءنا خلقكم.وقوله ( وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ) يقول تعالى ذكره; من كنا كتبنا له بقاء وحياة إلى أمد وغاية، فإنا نقرّه في رحم أمه إلى وقته الذي جعلنا له أن يمكث في رحمها، فلا تسقطه ، ولا يخرج منها حتى يبلغ أجله، فإذا بلغ وقت خروجه من رحمها أذنا له بالخروج منها، فيخرج.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.ذكر من قال ذلك; حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ) قال; التمام.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، مثله.حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد، في قوله ( وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ) قال; الأجل المسمى; إقامته في الرحم حتى يخرج.وقوله ( ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلا ) يقول تعالى ذكره; ثم نخرجكم من أرحام أمهاتكم إذا بلغتم الأجل الذي قدرته لخروجكم منها طفلا صغارا ووحد الطفل ، وهو صفة للجميع، لأنه مصدر مثل عدل وزور.وقوله ( ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ) يقول; ثم لتبلغوا كمال عقولكم ونهاية قواكم بعمركم.وقد ذكرت اختلاف المختلفين في الأشد، والصواب من القول فيه عندنا بشواهده فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع."5"القول في تأويل قوله تعالى ; وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍيقول تعالى ذكره; ومنكم أيها الناس من يتوفى قبل أن يبلغ أشدّه فيموت، ومنكم من يُنْسَأ في أجله فيعمر حتى يهرم ، فيردّ من بعد انتهاء شبابه وبلوغه غاية أشده ، إلى أرذل عمره، وذلك الهرم، حتى يعود كهيئته في حال صباه لا يعقل من بعد عقله الأوّل شيئا.ومعنى الكلام; ومنكم من يرد إلى أرذل العمر بعد بلوغه أشده ( لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ ) كان يعلمه (شَيْئًا ) .وقوله ( وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً ) يقول تعالى ذكره; وترى الأرض يا محمد يابسة دارسة الآثار من النبات والزرع، وأصل الهمود; الدروس والدثور، ويقال منه; همدت الأرض تهمد هُمودا ؛ ومنه قول الأعشى ميمون بن قيس;قــالَتْ قُتَيْلَـةُ مـا لِجِسِـمَك شـاحِباوأرَى ثِيـــابكَ بالِيـــاتٍ هُمَّــدَا (9)والهُمَّد; جمع هامد، كما الركع جمع راكع.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.ذكر من قال ذلك; حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، في قوله ( وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً ) قال; لا نبات فيها.وقوله ( فَإِذَا أَنـزلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ ) يقول تعالى ذكره; فإذا نحن أنـزلنا على هذه الأرض الهامدة التي لا نبات فيها ، المطر من السماء اهتزّت يقول; تحركت بالنبات، (وَرَبَتْ) يقول; وأضعفت النبات بمجيء الغيث.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.ذكر من قال ذلك; حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قَتادة ( اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ) قال; عُرِف الغيث في ربوها.حدثنا الحسن بن يحيى، قال; أخبرنا عبد الرزاق، قال; أخبرنا معمر، عن قَتادة ( اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ) قال; حسنت، وعرف الغيث في ربوها.وكان بعضهم يقول; معنى ذلك; فإذا أنـزلنا عليها الماء اهتزت، ويوجه المعنى إلى الزرع، وإن كان الكلام مخرجه على الخبر عن الأرض، وقرأت قراء الأمصار ( وَرَبَتْ ) بمعنى; الربو، الذي هو النماء والزيادة.وكان أبو جعفر القارئ يقرأ ذلك (وَرَبَأَتْ) بالهمز.حُدثت عن الفراء، عن أبي عبد الله التميمي عنه، وذلك غلط، لأنه لا وجه للرب ههنا، وإنما يقال; ربأ بالهمز بمعنى حرس من الربيئة، ولا معنى للحراسة في هذا الموضع، والصحيح من القراءة ما عليه قراء الأمصار.وقوله ( وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ) يقول جلّ ثناؤه; وأنبتت هذه الأرض الهامدة بذلك الغيث من كل نوع بهيج، يعني بالبهيج ، البهج، وهو الحسن.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.ذكر من قال ذلك; حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال; ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قَتادة ( وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ) قال; حسن.حدثنا الحسن، قال; أخبرنا عبد الرزاق، قال; أخبرنا معمر، عن قَتادة، مثله.--------------------------الهوامش ;(9) البيت لأعشى بن قيس بن ثعلبة ( ديوانه طبع القاهرة بشرح الدكتور محمد حسين ، ص 227 ) . وهو من قصيدة قالها لكسرى حين أراد منهم رهائن ، لما أغار الحارث بن وعلة على بعض السواد . والرواية فيه " سايئا " في موضع " شاحبا " . قال في تفسيره ; سايئ ; يسوء من رآه . وهمد الثوب تقطع من طول الطي ينظر إليه الناظر فيحسبه صحيحا ، فإذا مسه تناثر من البلى ، ومثله في ( اللسان ; همد ) ; ( وترى الأرض هامدة ) ; أي جافة ذات تراب . وأرض هامدة ; مقشعرة ، لا نبات فيها إلا اليابس المتحطم ، وقد أهمدها القحط . أه .
يقول تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ } أي: شك واشتباه، وعدم علم بوقوعه، مع أن الواجب عليكم أن تصدقوا ربكم، وتصدقوا رسله في ذلك، ولكن إذا أبيتم إلا الريب، فهاكم دليلين عقليين تشاهدونهما، كل واحد منهما، يدل دلالة قطعية على ما شككتم فيه، ويزيل عن قلوبكم الريب. أحدهما: الاستدلال بابتداء خلق الإنسان، وأن الذي ابتدأه سيعيده، فقال فيه: { فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ } وذلك بخلق أبي البشر آدم عليه السلام، { ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ } أي: مني، وهذا ابتداء أول التخليق، { ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ } أي: تنقلب تلك النطفة، بإذن الله دما أحمر، { ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ } أي: ينتقل الدم مضغة، أي: قطعة لحم، بقدر ما يمضغ، وتلك المضغة تارة تكون { مُخَلَّقَةٍ } أي: مصور منها خلق الآدمي، { وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ } تارة، بأن تقذفها الأرحام قبل تخليقها، { لِنُبَيِّنَ لَكُمْ } أصل نشأتكم، مع قدرته تعالى، على تكميل خلقه في لحظة واحدة، ولكن ليبين لنا كمال حكمته، وعظيم قدرته، وسعة رحمته. { وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى } أي : ونقر، أي: نبقي في الأرحام من الحمل، الذي لم تقذفه الأرحام، ما نشاء إبقاءه إلى أجل مسمى، وهو مدة الحمل. { ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ } من بطون أمهاتكم { طِفْلًا } لا تعلمون شيئا، وليس لكم قدرة، وسخرنا لكم الأمهات، وأجرينا لكم في ثديها الرزق، ثم تنتقلون طورا بعد طور، حتى تبلغوا أشدكم، وهو كمال القوة والعقل. { وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى } من قبل أن يبلغ سن الأشد، ومنكم من يتجاوزه فيرد إلى أرذل العمر، أي: أخسه وأرذله، وهو سن الهرم والتخريف، الذي به يزول العقل، ويضمحل، كما زالت باقي القوة، وضعفت. { لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا } أي: لأجل أن لا يعلم هذا المعمر شيئا مما كان يعلمه قبل ذلك، وذلك لضعف عقله، فقوة الآدمي محفوفة بضعفين، ضعف الطفولية ونقصها، وضعف الهرم ونقصه، كما قال تعالى: { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ } والدليل الثاني، إحياء الأرض بعد موتها، فقال الله فيه: { وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً } أي: خاشعة مغبرة لا نبات فيها، ولا خضر، { فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ } أي: تحركت بالنبات { وَرَبَتْ } أي: ارتفعت بعد خشوعها وذلك لزيادة نباتها، { وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ } أي: صنف من أصناف النبات { بَهِيجٍ } أي: يبهج الناظرين، ويسر المتأملين، فهذان الدليلان القاطعان، يدلان على هذه المطالب الخمسة، وهي هذه.
(يأيّها الناس) مرّ إعرابها ،
(كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط
(في ريب) متعلّق بمحذوف خبر كنتم
(من البعث) متعلّق بـ (ريب) - أو بنعت لـ (ريب) -
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(من تراب) متعلّق بـ (خلقناكم) بحذف مضاف أي: أباكم،ويعطف عليه بحروف العطف
(ثمّ) من قوله
(من نطفة) إلى قوله
(من مضغة) ،
(غير) معطوف على مخلّقة مجرور
(اللام) للتعليلـ (نبيّن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.. والفاعل نحن للتعظيم، ومفعوله محذوف أي: كمال قدرتنا
(لكم) متعلّق بـ (نبيّن) ،
(الواو) استئنافيّة
(في الأرحام) متعلّق بـ (نقرّ) ،
(إلى أجل) متعلّق بـ (نقرّ) ..
والمصدر المؤوّلـ (أن نبيّن) في محلّ جرّ متعلّق بـ (خلقناكم) .
(طفلا) حال منصوبة من مفعول نخرجكم ،
(اللام) لام الصيرورة
(تبلغوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل.
والمصدر المؤوّلـ (أن تبلغوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف معطوف على نخرجكم بحرف العطف
(ثمّ) أي: ثمّ نعمّركم لتبلغوا ...(الواو) عاطفة
(منكم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم
(من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر، ونائب الفاعل للمبنيّ للمجهولـ (يتوفّى) ضمير يعود على من وهو العائد
(الواو) عاطفة
(منكم من يردّ) مثل منكم من يتوفّى،
(إلى أرذل) متعلّق بـ (يردّ) ،
(لكيلا) حرف جرّ، وحرف مصدريّ ونصب، وحرف نفي(من بعد) متعلّق بـ (يعلم) .
والمصدر المؤوّلـ (كيلا يعلم..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ (يردّ) .
(الواو) عاطفة
(ترى) مضارع مرفوع والرؤية بصريّة، والفاعل أنت
(هامدة) حال منصوبة
(الفاء) عاطفة
(عليها) متعلّق بـ (أنزلنا) ،
(ربت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوف لالتقاء الساكنين، والفاعلهي
(من كلّ) متعلّق بـ (أنبتت) ، ومفعوله محذوف أي أشياء أو ألوانا..
جملة: «يأيّها الناس ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن كنتم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «إنّا خلقناكم ... » لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر، أي إن كنتم في ريب.. فانظروا في ما حولكم فإنّا خلقناكم .
وجملة: «خلقناكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «نبيّن لكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر.
وجملة: «نقرّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة مبيّنة ما سبق.
وجملة: «نشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «نخرجكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نقرّ.
وجملة: «تبلغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) الثاني.
وجملة: «منكم من يتوفّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نعمّركم المقدّرة.
وجملة: «يتوفّى ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) الأول.
وجملة: «منكم من يردّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة منكم من يتوفّى.
وجملة: «يردّ ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) الثاني.
وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(كي) .
وجملة: «ترى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة التعليل إنّا خلقناكم.
وجملة: «أنزلنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «اهتزّت ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «ربت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اهتزّت.وجملة: «أنبتت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اهتزّت.
- القرآن الكريم - الحج٢٢ :٥
Al-Hajj22:5