الرسم العثمانيإِنَّ فِى ذٰلِكَ لَءَايٰتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ
الـرسـم الإمـلائـياِنَّ فِىۡ ذٰ لِكَ لَاٰيٰتٍ وَّاِنۡ كُنَّا لَمُبۡتَلِيۡنَ
تفسير ميسر:
إن في إنجاء المؤمنين وإهلاك الكافرين لَدلالات واضحات على صدق رسل الله فيما جاؤوا به من الله، وإن كنا لمختبرين الأمم بإرسال الرسل إليهم قبل وقوع العقوبة بهم.
وقال تعالى " وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين " وقوله " إن في ذلك لآيات " أي إن في هذا الصنيع وهو إنجاء المؤمنين وإهلاك الكافرين لآيات أي لحجج ودلالات واضحات علي صدق الأنبياء فيما جاءوا به عن الله تعالى وأنه تعالى فاعل لما يشاء قادر عل كل شيء عليم بكل شيء وقوله " وإن كنا لمبتلين " أي لمختبرين للعباد بإرسال المرسلين.
قوله تعالى ; إن في ذلك لآيات وإن كنا لمبتلينقوله تعالى ; إن في ذلك أي في أمر نوح ، والسفينة ، وإهلاك الكافرين . لآيات أي دلالات على كمال قدرة الله تعالى ، وأنه ينصر أنبياءه ، ويهلك أعداءهم . وإن كنا لمبتلين أي ما كنا إلا مبتلين الأمم قبلكم ؛ أي مختبرين لهم بإرسال الرسل إليهم ليظهر المطيع ، والعاصي فيتبين للملائكة حالهم ؛ لا أن يستجد الرب علما . وقيل ; أي نعاملهم معاملة المختبرين . وقد تقدم هذا المعنى في ( البقرة ) وغيرها . وقيل ; ( وإن كنا ) أي وقد كنا .
وقوله; ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ ) يقول تعالى ذكره; إن فيما فعلنا بقوم نوح يا محمد ، من إهلاكناهم إذ كذبوا رسلنا ، وجحدوا وحدانيتنا وعبدوا الآلهة والأصنام- لعبرا لقومك من مشركي قريش، وعظات وحُجَجا لنا، يستدلون بها على سنتنا في أمثالهم، فينـزجروا عن كفرهم ، ويرتدعوا عن تكذيبك، حذرا أن يصيبهم مثل الذي أصابهم من العذاب.وقوله; ( وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ) يقول تعالى ذكره; وكنا مختبريهم بتذكيرنا إياهم بآياتنا، لننظر ما هم عاملون قبل نـزول عقوبتنا بهم.
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ } أي: في هذه القصة { لَآيَاتٍ } تدل على أن الله وحده المعبود، وعلى أن رسوله نوحا صادق، وأن قومه كاذبون، وعلى رحمة الله بعباده، حيث حملهم في صلب أبيهم نوح، في الفلك لما غرق أهل الأرض. والفلك أيضا من آيات الله، قال تعالى: { وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } ولهذا جمعها هنا لأنها تدل على عدة آيات ومطالب. { وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ }
(في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ
(اللام) لتوكيد
(آيات) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة
(الواو) عاطفة
(إن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف
(اللام) هي الفارقة
(مبتلين) خبر كنّا منصوب.
جملة: «إنّ في ذلك لآيات» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن
(هـ) كنّا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «كنّا لمبتلين) في محلّ رفع خبر إن المخفّفة.
31-
(من بعدهم) متعلّق بـ (أنشأنا) ،
(آخرين) نعت لقرن منصوب، وهو على معنى قوم، وعلامة النصب الياء.
وجملة: «أنشأنا ... » لا محلّ لها معطوفة على إن كنّا ...32-
(الفاء) عاطفة
(فيهم) متعلّق بـ (أرسلنا) ،
(منهم) متعلّق بنعت لـ (رسولا) ،
(أن) مفسّرة ،
(اعبدوا الله ... تتّقون) مرّ إعرابها .
وجملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنشأنا.
وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها تفسيريّة .
وجملة: «ما لكم من إله ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «تتّقون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر مقرّر لما قبله.
- القرآن الكريم - المؤمنون٢٣ :٣٠
Al-Mu'minun23:30