الرسم العثمانيقُلْ أَذٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۚ كَانَتْ لَهُمْ جَزَآءً وَمَصِيرًا
الـرسـم الإمـلائـيقُلۡ اَذٰ لِكَ خَيۡرٌ اَمۡ جَنَّةُ الۡخُـلۡدِ الَّتِىۡ وُعِدَ الۡمُتَّقُوۡنَ ؕ كَانَتۡ لَهُمۡ جَزَآءً وَّمَصِيۡرًا
تفسير ميسر:
قل لهم - أيها الرسول -; أهذه النار التي وُصِفتْ لكم خيرٌ أم جنة النعيم الدائم التي وُعِد بها الخائفون من عذاب ربهم، كانت لهم ثوابًا على عملهم، ومآلا يرجعون إليه في الآخرة؟
يقول تعالى; يا محمد هذا الذي وصفناه لك من حال الأشقياء الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم فتلقاهم بوجه عبوس وتغيظ وزفير ويلقون في أماكنها الضيق مقرنين لا يستطيعون حراكا ولا استنصارا ولا فكاكا مما هم فيه أهذا خير أم جنة الخلد التي وعدها الله المتقين من عباده التي أعدها لهم وجعلها لهم جزاء ومصيرا على ما أطاعوه في الدنيا وجعل مآلهم إليها.
قوله تعالى ; أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون إن قيل ; كيف قال ; ( أذلك خير ) ولا خير في النار ; فالجواب أن سيبويه حكى عن العرب ; الشقاء أحب إليك أم السعادة ، وقد علم أن السعادة أحب إليه . وقيل ; ليس هو من باب أفعل منك ، وإنما هو كقولك ; عنده خير . قال النحاس ; وهذا قول حسن ; كما قال حسان بن ثابت ;فشركما لخيركما الفداءقيل ; إنما قال ذلك لأن الجنة والنار قد دخلتا في باب المنازل ; فقال ذلك لتفاوت ما بين المنزلتين . وقيل ; هو مردود على قوله ; تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك الآية . [ ص; 11 ] وقيل ; هو مردود على قوله ; أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها . وقيل ; إنما قال ذلك على معنى علمكم واعتقادكم أيها الكفار ; وذلك أنهم لما كانوا يعملون عمل أهل النار صاروا كأنهم يقولون ; إن في النار خيرا .
يقول تعالى ذكره; قل يا محمد لهؤلاء المكذّبين بالساعة; أهذه النار التي وصف لكم ربكم صفتها وصفة أهلها خير؟ أم بستان الخلد الذي يدوم نعيمه ولا يبيد, الذي وعد من اتقاه في الدنيا بطاعته فيما أمره ونهاه؟ وقوله; ( كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا ) يقول; كانت جنة الخلد للمتقين جزاء أعمالهم لله في الدنيا بطاعته، وثواب تقواهم إياه، ومصيرا لهم, يقول; ومصيرا للمتقين يصيرون إليها في الآخرة.
أي: قل لهم -مبينا لسفاهة رأيهم واختيارهم الضار على النافع-: { أَذَلِكَ } الذي وصفت لكم من العذاب { خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ } التي زادها تقوى الله فمن قام بالتقوى فالله قد وعده إياها، { كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً } على تقواهم { وَمَصِيرًا } موئلا يرجعون إليها، ويستقرون فيها ويخلدون دائما أبدا.
(الهمزة) للاستفهام التقريعيّ
(أم) حرف عطف- هي المتّصلة-
(جنّة) معطوف على اسم الإشارة المبتدأ
(التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت لـ (جنّة) ،
(المتّقون) نائب الفاعل لفعلـ (وعد) ، والعائد محذوف أي وعدها المتّقون
(لهم) متعلّق بـ (جزاء) خبر كانت .
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أذلك خير ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «وعد المتّقون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (التي) .
وجملة: «كانت لهم جزاء ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
16-
(لهم) الثاني متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ
(ما) ،
(فيها) متعلّق بالخبر المحذوف
(خالدين) حال منصوبة من فاعل يشاءون
(على ربّك) متعلّق بحال من خبر كان
(وعدا) ، واسم كان يعود على الوعد المفهوم من سياق الكلام .
وجملة: «لهم فيها ما يشاءون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: «يشاءون» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «كان.. وعدا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
17-
(الواو) عاطفة
(يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر
(الواو) الثانية عاطفة
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على ضمير المفعول في(يحشرهم) ،
(من دون) متعلّق بحال من العائد المحذوف أي: يعبدونه
(الفاء) عاطفة
(الهمزة) للاستفهام
(هؤلاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب نعت لعبادي- أو بدل-
(أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة..
وجملة: «
(اذكر) يوم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف قل.وجملة: «يحشرهم» في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «يعبدون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «يقول ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يحشرهم.
وجملة: «أأنتم أضللتم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أضللتم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(أنتم) .
وجملة: «هم ضلّوا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «ضلّوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هم) .
- القرآن الكريم - الفرقان٢٥ :١٥
Al-Furqan25:15