الرسم العثمانيقَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعٰلَمِينَ
الـرسـم الإمـلائـيقَالَ فِرۡعَوۡنُ وَمَا رَبُّ الۡعٰلَمِيۡنَؕ
تفسير ميسر:
قال فرعون لموسى; وما رب العالمين الذي تدَّعي أنك رسوله؟
يقول تعالى مخبرا عن كفر فرعون وتمرده وطغيانه وجحوده في قوله "وما رب العالمين" وذلك أنه كان يقول لقومه "ما علمت لكم من إله غيري" "فاستخف قومه فأطاعوه" وكانوا يجحدون الصانع جل وعلا ويعتقدون أنه لا رب لهم سوى فرعون فلما قال له موسى إني رسول رب العالمين قال له فرعون ومن هذا الذي تزعم أنه رب العالمين غيري؟ هكذا فسره علماء السلف وأئمة الخلف حتى قال السدي هذه الآية كقوله تعالى "قال فمن ربكما يا موسى قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى" ومن زعم من أهل المنطق وغيرهم أن هذا سؤال عن الماهية فقد غلط فإنه لم يكن مقرا بالصانع حتى يسأل عن الماهية بل كان جاحدا له بالكلية فيما يظهر وإن كانت الحجج والبراهين قد قامت عليه فعند ذلك قال موسى لما سأله عن رب العالمين.
قوله تعالى ; قال فرعون وما رب العالمين لما غلب موسى فرعون بالحجة ولم يجد اللعين من تقريره على التربية وغير ذلك حجة رجع إلى معارضة موسى في قوله ; رسول رب العالمين ; فاستفهمه استفهاما عن مجهول من الأشياء . قال مكي وغيره ; كما يستفهم عن الأجناس فلذلك استفهم ب " ما " . قال مكي ; وقد ورد له استفهام ب " من " في موضع آخر ويشبه أنها مواطن ; فأتى موسى بالصفات الدالة على الله من مخلوقاته التي لا يشاركه فيها مخلوق ، وقد سأل فرعون عن الجنس ولا جنس لله تعالى ; لأن الأجناس محدثة ،
وقول ( قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ) يقول; وأيّ شيء ربّ العالمين؟
قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ وهذا إنكار منه لربه, ظلما وعلوا، مع تيقن صحة ما دعاه إليه موسى،
(الواو) عاطفة
(ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره
(ربّ) .
جملة: «قال فرعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما ربّ العالمين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقدّرة هي مقول القول: أي: هل ثمة إله غيري وما ربّ ...
- القرآن الكريم - الشعراء٢٦ :٢٣
Asy-Syu'ara'26:23