الرسم العثمانيأَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا الَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ فِى ذٰلِكَ لَءَايٰتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
الـرسـم الإمـلائـياَلَمۡ يَرَوۡا اَنَّا جَعَلۡنَا الَّيۡلَ لِيَسۡكُنُوۡا فِيۡهِ وَالنَّهَارَ مُبۡصِرًا ؕ اِنَّ فِىۡ ذٰ لِكَ لَاٰيٰتٍ لِّـقَوۡمٍ يُّؤۡمِنُوۡنَ
تفسير ميسر:
ألم ير هؤلاء المكذبون بآياتنا أنا جعلنا الليل يستقرُّون فيه وينامون، والنهار يبصرون فيه للسعي في معاشهم؟ إن في تصريفهما لَدلالة لقوم يؤمنون بكمال قدرة الله ووحدانيَّته وعظيم نعمه.
ثم قال تعالى منبها على قدرته التامة وسلطانه العظيم وشأنه الرفيع الذي تجب طاعته والانقياد لأوامره وتصديق أنبيائه فيما جاءوا به من الحق الذي لا محيد عنه "ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه" أي في ظلام الليل لتسكن حركاتهم بسببه وتهدأ أنفاسهم ويستريحون من نصب التعب في نهارهم "والنهار مبصرا" أي منيرا مشرقا فبسبب ذلك يتصرفون في المعايش والمكاسب والأسفار والتجارات وغير ذلك من شئونهم التي يحتاجون إليها "إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون".
قوله تعالى ; ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه أي يستقرون فينامون . والنهار مبصرا أي يبصر فيه لسعي الرزق . إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون بالله . ذكر الدلالة على إلهيته وقدرته ، أي ; ألم يعلموا كمال قدرتنا فيؤمنوا .
وقوله ; ( أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ ) يقول تعالى ذكره; ألم ير هؤلاء المكذّبون بآياتنا تصريفنا الليل والنهار, ومخالفتنا بينهما بتصييرنا هذا سكنًا لهم يسكنون فيه ويهدءون، راحة أبدانهم من تعب التصرِّف والتقلب نهارا, وهذا مضيئا يبصرون فيه الأشياء ويعاينونها فيتقلبون فيه لمعايشهم, فيتفكروا في ذلك, ويتدبروا, ويعلموا أن مصرِّف ذلك كذلك هو الإله الذي لا يعجزه شيء, ولا يتعذر عليه إماتة الأحياء, وإحياء الأموات بعد الممات, كما لم يتعذر عليه الذهاب بالنهار والمجيء بالليل, والمجيء بالنهار والذهاب بالليل مع اختلاف أحوالهما(إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) يقول تعالى ذكره; إن في تصييرنا الليل سكنا, والنهار مبصرا لدلالة لقوم يؤمنون بالله على قدرته على ما آمنوا به من البعث بعد الموت, وحجة لهم على توحيد الله.
أي: ألم يشاهدوا هذه الآية العظيمة والنعمة الجسيمة وهو تسخير الله لهم الليل والنهار، هذا بظلمته ليسكنوا فيه ويستريحوا من التعب ويستعدوا للعمل، وهذا بضيائه لينتشروا فيه في معاشهم وتصرفاتهم. { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } على كمال وحدانية الله وسبوغ نعمته.
(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ
(أنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه
(اللام) للتعليلـ (يسكنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام
(فيه) متعلّق بـ (يسكنوا) .
والمصدر المؤوّلـ (أنّا جعلنا ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا.
والمصدر المؤوّلـ (أن يسكنوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ (جعلنا) ، ومفعول جعلنا الثاني محذوف تقديره مظلما .(الواو) عاطفة
(النهار مبصرا) معطوفان على المفعولين الأول والثاني ،
(في ذلك) متعلّق بخبر إنّ
(اللام) لام الابتداء للتوكيد
(آيات) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة
(لقوم) متعلّق بنعت لآيات.
جملة: «يروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جعلنا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «يسكنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر.
وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يؤمنون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم.
- القرآن الكريم - النمل٢٧ :٨٦
An-Naml27:86