وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَاسْتَوٰىٓ ءَاتَيْنٰهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذٰلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ
وَلَمَّا بَلَغَ اَشُدَّهٗ وَاسۡتَوٰٓى اٰتَيۡنٰهُ حُكۡمًا وَّعِلۡمًا ؕ وَكَذٰلِكَ نَجۡزِى الۡمُحۡسِنِيۡنَ
تفسير ميسر:
ولما بلغ موسى أشد قوته وتكامل عقله، آتيناه حكمًا وعلمًا يعرف بهما الأحكام الشرعية، وكما جزينا موسى على طاعته وإحسانه نجزي مَن أحسن مِن عبادنا.
لما ذكر تعالى مبدأ أمر موسى عليه السلام ذكر أنه لما بلغ أشده واستوى آتاه الله حكما وعلما قال مجاهد يعني النبوة; "وكذلك نجزي المحسنين" ثم ذكر تعالى سبب وصوله إلى ما كان تعالى قدره له من النبوة والتكليم في قضية قتله ذلك القبطي الذي كان سبب خروجه من الديار المصرية إلى بلاد مدين.
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًاواستوى آتيناه حكما وعلما " قد مضى الكلام في الأشد في [ الأنعام ] وقول ربيعة ومالك أنه الحلم أولى ما قيل فيه , لقوله تعالى ; " حتى إذا بلغوا النكاح " [ النساء ; 6 ] فإن ذلك أول الأشد , وأقصاه أربع وثلاثون سنة , وهو قول سفيان الثوري , " واستوى " قال ابن عباس ; بلغ أربعين سنة والحكم ; الحكمة قبل النبوة وقيل ; الفقة في الدين وقد مضى بيانها في [ البقرة ] وغيرها والعلم الفهم في قول السدي وقيل ; النبوة وقال مجاهد ; الفقه محمد بن إسحاق ; أي العلم بما في دينه ودين آبائه , وكان له تسعة من بني إسرائيل يسمعون منه , ويقتدون به , ويجتمعون إليه , وكان هذا قبل النبوةوَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ" أي كما جزينا أم موسى لما استسلمت لأمر الله , وألقت ولدها في البحر , وصدقت بوعد الله , فرددنا ولدها إليها بالتحف والطرف وهي آمنة , ثم وهبنا له العقل والحكمة والنبوة , وكذلك نجزي كل محسن
القول في تأويل قوله تعالى ; وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14)يقول تعالى ذكره; ( وَلَمَّا بَلَغَ) مُوسَى (أشده ) , يعني حان شدة بدنه وقواه, وانتهى ذلك منه، وقد بيَّنا معنى الأشدّ فيما مضى بشواهده, فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع.وقوله; ( واستوى ) يقول; تناهي شبابه, وتمّ خلقه واستحكم. وقد اختلف في مبلغ عدد سني الاستواء, فقال بعضهم; يكون ذلك في أربعين سنة.* ذكر من قال ذلك;حدثنا ابن بشار, قال; ثنا عبد الرحمن, قال; ثنا سفيان, عن ليث, عن مجاهد, في قوله; ( واستوى ) قال; أربعين سنة.حدثني محمد بن عمرو, قال; ثنا أبو عاصم, قال; ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال; ثنا الحسن, قال; ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله; ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ ) قال; ثلاثا وثلاثين سنة.قوله; ( واستوى ) قال; بلغ أربعين سنة.حدثنا القاسم, قال; ثنا الحسين, قال; ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, مثله.حدثنا ابن بشار, قال; ثنا عبد الرحمن, قال; ثنا سفيان, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, عن ابن عباس ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ ) قال; بضعا وثلاثين سنة.قال; ثنا سفيان, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ ) قال; ثلاثا وثلاثين سنة.حدثنا القاسم, قال; ثنا الحسين, قال; ثنا أبو سفيان, عن معمر, عن قَتادة ( أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى ) قال; أربعين سنة, وأشدّه; ثلاثا وثلاثين سنة.حدثني يونس, قال; أخبرنا ابن وهب, قال; قال ابن زيد في قوله; ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى ) قال; كان أبي يقول; الأشدّ; الجلَد, والاستواء; أربعون سنة.وقال بعضهم; يكون ذلك في ثلاثين سنة.وقوله; ( آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ) يعني بالحكم; الفهم بالدين والمعرفة.كما حدثني محمد بن عمرو, قال; ثنا أبو عاصم, قال; ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال; ثنا الحسن, قال; ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ) قال; الفقه والعقل والعمل قبل النبوّة.حدثنا القاسم, قال; ثنا الحسين, قال; ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد ( آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ) قال; الفقه والعمل قبل النبوة.حدثنا ابن حميد, قال; ثنا سلمة, عن ابن إسحاق ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى ) آتاه الله حكما وعلما; وفقها في دينه ودين آبائه, وعلما بما في دينه وشرائعه وحدوده.وقوله; ( وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ) يقول تعالى ذكره; كما جزينا موسى على طاعته إيانا وإحسانه بصبره على أمرنا, كذلك نجزي كلّ من أحسن من رسلنا وعبادنا, فصبر على أمرنا وأطاعنا, وانتهى عما نهيناه عنه.
{ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ } من القوة والعقل واللب، وذلك نحو أربعين سنة في الغالب، { وَاسْتَوَى } كملت فيه تلك الأمور { آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا } أي: حكما يعرف به الأحكام الشرعية، ويحكم به بين الناس، وعلما كثيرا.{ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } في عبادة اللّه المحسنين لخلق اللّه، نعطيهم علما وحكما بحسب إحسانهم، ودل هذا على كمال إحسان موسى عليه السلام.
(الواو) استئنافيّة
(لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب آتيناه
(حكما) مفعول به ثان منصوبـ (الواو) اعتراضيّة
(كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي.
جملة: «بلغ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «استوى ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بلغ أشدّه.
وجملة: «آتيناه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «نجزي ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
(15)
(الواو) عاطفة
(على حين) حال من فاعل دخلـ (من أهلها) متعلّق بنعت لغفلة
(فيها) متعلّق بـ (وجد)
(من شيعته) خبر للمبتدأ هذا، وكذلك
(من عدوّه) ،
(الفاء) عاطفة
(من شيعته) الثاني متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذي
(على الذي) متعلّق بـ (استغاثه) بتضمينه معنى استنصره
(من عدوّه) الثاني متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذي الثاني
(الفاء) عاطفة في الموضعين
(عليه) متعلّق بـ (قضى) ،
(من عمل) خبر المبتدأ هذا
(مضلّ) خبر ثان
(مبين) نعت لمضلّ ...وجملة: «دخل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: «وجد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة دخل.
وجملة: «يقتتلان ... » في محلّ نصب نعت لرجلين.
وجملة: «هذا من شيعته» في محلّ نصب حال من فاعل يقتتلان .
وجملة: «هذا من عدوّه» في محلّ نصب معطوفة على جملة هذا من شيعته.
وجملة: «استغاثة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وجد.
وجملة: «وكزه موسى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استغاثة ...وجملة: «قضى عليه.» لا محلّ لها معطوفة على جملة وكزه موسى.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هذا من عمل ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّه عدوّ ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ.-