الرسم العثمانيوَكَذٰلِكَ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتٰبَ ۚ فَالَّذِينَ ءَاتَيْنٰهُمُ الْكِتٰبَ يُؤْمِنُونَ بِهِۦ ۖ وَمِنْ هٰٓؤُلَآءِ مَن يُؤْمِنُ بِهِۦ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِـَٔايٰتِنَآ إِلَّا الْكٰفِرُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَكَذٰلِكَ اَنۡزَلۡنَاۤ اِلَيۡكَ الۡكِتٰبَؕ فَالَّذِيۡنَ اٰتَيۡنٰهُمُ الۡكِتٰبَ يُؤۡمِنُوۡنَ بِهٖۚ وَمِنۡ هٰٓؤُلَاۤءِ مَنۡ يُّؤۡمِنُ بِهٖ ؕ وَ مَا يَجۡحَدُ بِاٰيٰتِنَاۤ اِلَّا الۡكٰفِرُوۡنَ
تفسير ميسر:
وكما أنزلنا -أيها الرسول- الكتب على مَن قبلك من الرسل، أنزلنا إليك هذا الكتاب المصدق للكتب السابقة، فالذين آتيناهم الكتاب من بني إسرائيل فعرفوه حق معرفته يؤمنون بالقرآن، ومِن هؤلاء العرب من قريش وغيرهم مَن يؤمن به، ولا ينكر القرآن أو يتشكك في دلائله وبراهينه البينة إلا الكافرون الذين دَأْبُهم الجحود والعناد.
قال ابن جرير يقول الله تعالى كما أنزلنا الكتاب على من قبلك يا محمد من الرسل كذلك أنزلنا إليك هذا الكتاب وهذا الذي قاله حسن ومناسبته وارتباطه جيد وقوله تعالى "الذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به" أي الذين أخذوه فتلوه حق تلاوته من أحبارهم العلماء الأذكياء كعبدالله بن سلام وسلمان الفارسي وأشباههما وقوله تعالى "ومن هؤلاء من يؤمن به" يعني العرب من قريش وغيرهم "وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون" أي ما يكذب بها ويجحد حقها إلا من يستر الحق بالباطل. ويغطي ضوء الشمس بالوصائل وهيهـات.
القول في تأويل قوله تعالى ; وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلا الْكَافِرُونَ (47)يقول تعالى ذكر; كما أنـزلنا الكتب على مَن قبلك يا محمد من الرسل (كَذلكَ أنـزلْنَا إلَيْكَ) هذا(الكِتابَ فالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الكِتابَ) من قبلك من بني إسرائيل (يُؤْمِنُون بِهِ وَمِنْ هَؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ) يقول; ومن هؤلاء الذين هم بين ظهرانيك اليوم، من يؤمن به، كعبد الله بن سلام، ومن آمن برسوله من بني إسرائيل.وقوله; ( وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلا الْكَافِرُونَ ) يقول تعالى ذكره; وما يجحد بأدلتنا وحججنا إلا الذي يجحد نعمنا عليه، وينكر توحيدنا وربوبيتنا على علم منه عنادا لنا.كما حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قَتادة ( وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلا الْكَافِرُونَ ) قال; إنما يكون الجحود بعد المعرفة.
أي: { وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ } يا محمد، هذا { الْكِتَاب } الكريم، المبين كل نبأ عظيم، الداعي إلى كل خلق فاضل، وأمر كامل، المصدق للكتب السابقة، المخبر به الأنبياء الأقدمون.{ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ } فعرفوه حق معرفته، ولم يداخلهم حسد وهوى.{ يُؤْمِنُونَ بِهِ } لأنهم تيقنوا صدقه، بما لديهم من الموافقات، وبما عندهم من البشارات، وبما تميزوا به من معرفة الحسن والقبيح، والصدق والكذب.{ وَمِنْ هَؤُلَاءِ } الموجودين { مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ } إيمانا عن بصيرة، لا عن رغبته ولا رهبته. { وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ } الذين دأبهم الجحود للحق والعناد له. وهذا حصر لمن كفر به، أنه لا يكون من أحد قصده متابعة الحق، وإلا، فكل من له قصد صحيح، فإنه لا بد أن يؤمن به، لما اشتمل عليه من البينات، لكل من له عقل، أو ألقى السمع وهو شهيد.
(الواو) استئنافيّة
(كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله أنزلنا
(إليك) متعلّق بـ (أنزلنا) ،
(الفاء) عاطفة تفريعيّة.
(الكتاب) مفعول به ثان منصوبـ (به) متعلّق بـ (يؤمنون) ،
(الواو) عاطفة
(من هؤلاء) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم «1» للمبتدأ المؤخّر الموصولـ (من)
(به) متعلّق بـ (يؤمن) ،
(الواو) اعتراضيّة أو حاليّة
(ما) نافية
(بآياتنا) متعلّق بـ (يجحد) ،
(إلّا) للحصر.جملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الذين آتيناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «آتيناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «يؤمنون به ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(الذين) .
وجملة: «من هؤلاء من يؤمن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آتيناهم ...وجملة: «يؤمن به ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «يجحد ... الكافرون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة- أو في محلّ نصب حال-
(48)
(الواو) عاطفة
(ما) نافية
(من قبله) متعلّق بـ (تتلو) ،
(كتاب) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به
(الواو) عاطفة
(لا) نافية
(بيمينك) متعلّق بـ (تخطّه) ،
(إذاً) - بالتنوين- حرف جواب ،
(اللام) رابطة لجواب شرط مقدّر هو لو .
وجملة: «ما كنت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا.
وجملة: «تتلو ... » في محلّ نصب خبر كنت.
وجملة: «لا تخطّه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تتلو.
وجملة: «ارتاب المبطلون ... » لا محلّ لها جواب الشرط المقدّر
(لو) .(49)
(بل) للاضراب الانتقاليّ
(في صدور) متعلّق بنعت لبيّنات، و (الواو) في(أوتوا) نائب الفاعلـ (الواو) عاطفة
(ما يجحد ... الظالمون) مثل المتقدّمة.
وجملة: «هو آيات ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «ما يجحد ... إلّا الظالمون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو آيات ...
- القرآن الكريم - العنكبوت٢٩ :٤٧
Al-'Ankabut29:47