الرسم العثمانيبَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوٓا أَهْوَآءَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۖ فَمَن يَهْدِى مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ ۖ وَمَا لَهُم مِّن نّٰصِرِينَ
الـرسـم الإمـلائـيبَلِ اتَّبَعَ الَّذِيۡنَ ظَلَمُوۡۤا اَهۡوَآءَهُمۡ بِغَيۡرِ عِلۡمٍۚ فَمَنۡ يَّهۡدِىۡ مَنۡ اَضَلَّ اللّٰهُ ؕ وَمَا لَهُمۡ مِّنۡ نّٰصِرِيۡنَ
تفسير ميسر:
بل اتبع المشركون أهواءهم بتقليد آبائهم بغير علم، فشاركوهم في الجهل والضلالة، ولا أحد يقدر على هداية مَن أضلَّه الله بسبب تماديه في الكفر والعناد، وليس لهؤلاء مِن أنصار يُخَلِّصونهم من عذاب الله.
قال تعالى مبينا أن المشركين إنما عبدوا غيره سفها من أنفسهم وجهلا "بل اتبع الذين ظلموا" أي المشركون "أهواءهم" أي في عبادتهم الأنداد بغير علم "فمن يهدي من أضل الله" أي فلا أحد يهديهم إذا كتب الله ضلالهم "وما لهم من ناصرين" أي ليس لهم من قدرة الله منقذ ولا مجير ولا محيد لهم عنه لأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
قوله تعالى ; بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين .قوله تعالى ; بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم لما قامت عليهم الحجة ذكر أنهم يعبدون الأصنام باتباع أهوائهم في عبادتها وتقليد الأسلاف في ذلك . فمن يهدي من أضل الله أي لا هادي لمن أضله الله تعالى . وفي هذا رد على القدرية . وما لهم من ناصرين .
القول في تأويل قوله تعالى ; بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (29)يقول تعالى ذكره; ما ذلك كذلك، ولا أشرك هؤلاء المشركون في عبادة الله &; 20-97 &; الآلهة والأوثان؛ لأن لهم شركاء فيما رزقهم الله من ملك أيمانهم، فهم وعبيدهم فيه سواء، يخافون أن يقاسموهم ما هم شركاؤهم فيه، فرضوا لله من أجل ذلك بما رضوا به لأنفسهم، فأشركوهم في عبادته، ولكن الذين ظلموا أنفسهم فكفروا بالله، اتبعوا أهواءهم، جهلا منهم لحقّ الله عليهم، فأشركوا الآلهة والأوثان في عبادته، (فَمَنْ يهْدِي مَنْ أضَلَّ اللهُ) يقول; فمن يسدّد للصواب من الطرق، يعني بذلك من يوفق للإسلام مَن أضلّ الله عن الاستقامة والرشاد (وَما لَهُمْ منْ ناصرِينَ) يقول; وما لمن أضلّ الله من ناصرين ينصرونه، فينقذونه من الضلال الذي يبتليه به تعالى ذكره.
{ بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ } هويت أنفسهم الناقصة التي ظهر من نقصانها ما تعلق به هواها، أمرا يجزم العقل بفساده والفطر برده بغير علم دلهم عليه ولا برهان قادهم إليه.{ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ } أي: لا تعجبوا من عدم هدايتهم فإن اللّه تعالى أضلهم بظلمهم ولا طريق لهداية من أضل اللّه لأنه ليس أحد معارضا للّه أو منازعا له في ملكه.{ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ } ينصرونهم حين تحق عليهم كلمة العذاب، وتنقطع بهم الوصل والأسباب.
(بل) للإضراب الانتقاليّ
(بغير) متعلّق بحال منالموصول الذين، و (أهواءهم) مفعول اتّبع منصوبـ (الفاء) عاطفة
(من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ
(من) الثاني اسم موصول في محلّ نصب مفعول به عامله يهدي، والعائد محذوف أي أضلّه- أو أضلّهم-
(الواو) عاطفة
(ما) نافية
(لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ
(ناصرين) وهو مجرور لفظا مرفوع محلا، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «اتّبع الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «من يهدي..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يهدي..» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) .
وجملة: «أضلّ الله....» لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «ما لهم من ناصرين..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة .
- القرآن الكريم - الروم٣٠ :٢٩
Ar-Rum30:29