الرسم العثمانيإِنَّمَا يُؤْمِنُ بِـَٔايٰتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ
الـرسـم الإمـلائـياِنَّمَا يُؤۡمِنُ بِاٰيٰتِنَا الَّذِيۡنَ اِذَا ذُكِّرُوۡا بِهَا خَرُّوۡا سُجَّدًا وَّسَبَّحُوۡا بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُوۡنَ۩
تفسير ميسر:
إنما يصدق بآيات القرآن ويعمل بها الذين إذا وُعِظوا بها أو تُليت عليهم سجدوا لربهم خاشعين مطيعين، وسبَّحوا الله في سجودهم بحمده، وهم لا يستكبرون عن السجود والتسبيح له، وعبادته وحده لا شريك له.
يقول تعالى "إنما يؤمن بآياتنا" أي إنما يصدق بها "الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا" أي استمعوا لها وأطاعوها قولا وفعلا "وسبحوا بحمد ربه وهم لا يستكبرون" أي عن اتباعها والانقياد لها كما يفعله الجهلة من الكفرة الفجرة قال الله تعالى "إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين".
قوله تعالى ; إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون .هذه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم ; أي أنهم لإلفهم الكفر لا يؤمنون بك ; إنما يؤمن بك وبالقرآن المتدبرون له والمتعظون به ، وهم الذين إذا قرئ عليهم القرآن خروا سجدا قال ابن عباس ; ركعا . قال المهدوي ; وهذا على مذهب من يرى الركوع عند قراءة السجدة ; واستدل [ ص; 93 ] بقوله تبارك وتعالى ; وخر راكعا وأناب . وقيل ; المراد به السجود ، وعليه أكثر العلماء ; أي خروا سجدا لله تعالى على وجوههم تعظيما لآياته وخوفا من سطوته وعذابه . وسبحوا بحمد ربهم أي خلطوا التسبيح بالحمد ; أي نزهوه وحمدوه ; فقالوا في سجودهم ; سبحان الله وبحمده ، سبحان ربي الأعلى وبحمده ; أي تنزيها لله تعالى عن قول المشركين . وقال سفيان ; وسبحوا بحمد ربهم أي صلوا حمدا لربهم . وهم لا يستكبرون عن عبادته ; قاله يحيى بن سلام . النقاش ; لا يستكبرون كما استكبر أهل مكة عن السجود .
القول في تأويل قوله تعالى ; إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (15)يقول تعالى ذكره; ما يصدق بحججنا وآيات كتابنا إلا القوم الذين إذا ذكروا بها ووعظوا(خَرّوا) لله (سجدا) لوجوههم، تذلُّلا له، واستكانة لعظمته، وإقرارا له بالعبوديَّة (وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ ربِّهِمْ) يقول; وسبحوا الله في سجودهم بحمده، فيبرئونه مما يصفه أهل الكفر به، ويضيفون إليه من الصاحبة والأولاد والشركاء والأنداد (وهم لا يستكبرون) يقول; يفعلون ذلك، وهم لا يستكبرون عن السجود له والتسبيح، لا يستنكفون عن التذلُّل له والاستكانة. وقيل; إن هذه الآية نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن قوما من المنافقين كانوا يخرجون من المسجد إذا أقيمت الصلاة، ذُكر ذلك عن حجاج، عن ابن جُرَيج.
لما ذكر تعالى الكافرين بآياته، وما أعد لهم من العذاب، ذكر المؤمنين بها، ووصفهم، وما أعد لهم من الثواب، فقال: { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا } [أي] إيمانًا حقيقيًا، من يوجد منه شواهد الإيمان، وهم: { الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا } بآيات ربهم فتليت عليهم آيات القرآن، وأتتهم النصائح على أيدي رسل اللّه، ودُعُوا إلى التذكر، سمعوها فقبلوها، وانقادوا، و { خَرُّوا سُجَّدًا } أي: خاضعين لها، خضوع ذكر للّه، وفرح بمعرفته.{ وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ } لا بقلوبهم، ولا بأبدانهم، فيمتنعون من الانقياد لها، بل متواضعون لها، قد تلقوها بالقبول، والتسليم، وقابلوها بالانشراح والتسليم، وتوصلوا بها إلى مرضاة الرب الرحيم، واهتدوا بها إلى الصراط المستقيم.
(إنّما) كافّة ومكفوفة
(بآياتنا) متعلق بـ (يؤمن) ،
(بها) متعلّق بـ (ذكّروا) ،
(بحمد) متعلّق بحال من الفاعل سبّحوا
(الواو) حاليّة
(لا) نافية.
جملة: «إنّما يؤمن بآياتنا..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه..» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «خرّوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «سبّحوا....» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «هم لا يستكبرون..» في محلّ نصب حال.
وجملة: «لا يستكبرون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هم) .
(16)
(عن المضاجع) متعلّق بـ (تتجافى) ،
(خوفا) مفعول لأجله
(مما) متعلّق بـ (ينفقون) ، والعائد محذوف.
وجملة: «تتجافى جنوبهم..» في محلّ نصب حال من فاعل سبّحوا .وجملة: «يدعون..» في محلّ نصب حال من الضمير في جنوبهم .
وجملة: «رزقناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «ينفقون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يستكبرون .
(17)
(الفاء) عاطفة
(لا) نافية
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ، ونائب الفاعل لفعلـ (أخفي) ضمير مستتر تقديره هو يعود على ما
(لهم) متعلّق بـ (أخفي) ،
(من قرّة) متعلّق بحال من ضمير نائب الفاعلـ (جزاء) مفعول لأجله منصوب عامله أخفي ،
(ما) حرف مصدريّ .
والمصدر المؤوّلـ (ما كانوا ... ) في محلّ جرّ بالباء- التي هي للسببيّة- متعلّق بجزاء.
وجملة: «لا تعلم نفس ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّما يؤمن ...وجملة: «أخفي ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «كانوا يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أو الاسميّ
(ما) .
وجملة: «يعملون..» في محلّ نصب خبر كانوا.(18)
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ
(الفاء) عاطفة
(من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(كمن) متعلّق بخبر المبتدأ من(لا) نافية.
وجملة: «من كان مؤمنا..» لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) الأول.
وجملة: «كان فاسقا..» لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) الثاني.
وجملة: «لا يستوون..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
- القرآن الكريم - السجدة٣٢ :١٥
As-Sajdah32:15