الرسم العثمانيقَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوٓا أَنَحْنُ صَدَدْنٰكُمْ عَنِ الْهُدٰى بَعْدَ إِذْ جَآءَكُم ۖ بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ
الـرسـم الإمـلائـيقَالَ الَّذِيۡنَ اسۡتَكۡبَرُوۡا لِلَّذِيۡنَ اسۡتُضۡعِفُوۡۤا اَنَحۡنُ صَدَدۡنٰكُمۡ عَنِ الۡهُدٰى بَعۡدَ اِذۡ جَآءَكُمۡ بَلۡ كُنۡتُمۡ مُّجۡرِمِيۡنَ
تفسير ميسر:
قال الرؤساء للذين استُضعِفوا; أنحن منعناكم من الهدى بعد إذ جاءكم؟ بل كنتم مجرمين إذ دخلتم في الكفر بإرادتكم مختارين.
يخبر تعالى عن تمادي الكفار في طغيانهم وعنادهم وإصرارهم على عدم الإيمان بالقرآن وبما أخبر به من أمر المعاد ولهذا قال تعالى " وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه " قال الله عز وجل متهددا لهم ومتوعدا ومخبرا عن مواقفهم الذليلة بين يديه في حال تخاصمهم وتحاجهم " يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا " وهم الأتباع " للذين استكبروا " منهم وهم قادتهم وسادتهم " لولا أنتم لكنا مؤمنين " أي لولا أنتم تصدونا لكنا اتبعنا الرسل وآمنا بما جاءونا به فقال لهم القادة والسادة وهم الذين استكبروا " أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم " ؟ أي نحن ما فعلنا بكم أكثر من أنا دعوناكم فاتبعتمونا من غير دليل ولا برهان وخالفتم الأدلة والبراهين والحجج التي جاءت بهم الرسل لشهوتكم واختياركم لذلك ولهذا قالوا.
قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم هو استفهام بمعنى الإنكار ، أي ما رددناكم نحن عن الهدى بعد إذ جاءكم ، ولا أكرهناكم . [ ص; 272 ] بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين أي مشركين مصرين على الكفر .
القول في تأويل قوله تعالى ; قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (32)يقول تعالى ذكره; (قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) في الدنيا، فرأسوا في الضلالة والكفر بالله (لِلَّذِينّ اسْتُضْعِفُوا) فيها فكانوا أتباعًا لأهل الضلالة منهم إذ قالوا لهم لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ; (أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى) ومنعناكم من اتباع الحق (بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ) من عند الله يبين لكم (بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ) فمنعكم إيثاركم الكفر بالله على الإيمان من اتباع الهدى، والإيمان بالله ورسوله.
{ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا } مستفهمين لهم ومخبرين أن الجميع مشتركون في الجرم: { أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ } أي: بقوتنا وقهرنا لكم. { بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ } أي: مختارين للإجرام, لستم مقهورين عليه, وإن كنا قد زينا لكم, فما كان لنا عليكم من سلطان.
(الهمزة) للاستفهام الإنكاري
(عن الهدى) متعلّق بـ (صددناكم) ،
(بعد) ظرف منصوب متعلّق بفعل صددناكم
(بل) للإضراب الانتقاليّ.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .وجملة: «استضعفوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) الثاني.
وجملة: «نحن صددناكم» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «صددناكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(نحن) .
وجملة: «جاءكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «كنتم مجرمين» لا محلّ لها استئنافيّة.
- القرآن الكريم - سبإ٣٤ :٣٢
Saba'34:32