الرسم العثمانيفَالتّٰلِيٰتِ ذِكْرًا
الـرسـم الإمـلائـيفَالتّٰلِيٰتِ ذِكۡرًا
تفسير ميسر:
أقسم الله تعالى بالملائكة تصف في عبادتها صفوفًا متراصة، وبالملائكة تزجر السحاب وتسوقه بأمر الله، وبالملائكة تتلو ذكر الله وكلامه تعالى. إن معبودكم -أيها الناس- لواحد لا شريك له، فأخلصوا له العبادة والطاعة. ويقسم الله بما شاء مِن خلقه، أما المخلوق فلا يجوز له القسم إلا بالله، فالحلف بغير الله شرك.
هي الملائكة وكذا قال ابن عباس رضي الله عنهما ومسروق وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد والسدي وقتادة والربيع بن أنس قال قتادة الملائكة صفوف فى السماء. وقال مسلم حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي عن حذيفة رضي الله عنه قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فضلنا على الناس بثلاث; جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة وجعلت لنا الأرض كلها مسجدا وجعل لنا ترابها طهورا إذا لم نجد الماء" وقد روى مسلم أيضا وأبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث الأعمش عن المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم؟" قلنا وكيف تصف الملائكة عند ربهم؟ قال صلى الله عليه وسلم "يتمون الصفوف المتقدمة ويتراصون في الصف" وقال السدي وغيره معنى قوله تعالى "فالزاجرات زجرا" أنها تزجر السحاب. وقال الربيع بن أنس "فالزاجرات زجرا" ما زجر الله تعالى عنه في القرآن وكذا روى مالك عن زيد بن اسلم "فالتاليات ذكرا" قال السدي الملائكة يجيئون بالكتاب والقرآن من عند الله إلى الناس وهذه الآية كقوله تعالى "فالملقيات ذكرا عذرا أو نذرا".
فالتاليات ذكرا الملائكة تقرأ كتاب الله تعالى ، قاله ابن مسعود وابن عباس والحسن ومجاهد وابن جبير والسدي . وقيل ; المراد جبريل وحده فذكر بلفظ الجمع ; لأنه كبير الملائكة فلا يخلو من جنود وأتباع . وقال قتادة ; المراد كل من تلا ذكر الله تعالى وكتبه . وقيل ; هي آيات القرآن ، وصفها بالتلاوة كما قال تعالى ; إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل ويجوز أن يقال لآيات القرآن تاليات ; لأن بعض الحروف يتبع بعضا ، ذكره القشيري .وذكر الماوردي ; أن المراد بالتاليات الأنبياء يتلون الذكر على أممهم . فإن قيل ; ما حكم الفاء إذا جاءت عاطفة في الصفات ؟ قيل له ; إما أن تدل على ترتب معانيها في الوجود ، كقوله ; [ سلمة بن ذهل ] ;يا لهف زيابة للحارث الص ابح فالغانم فالآيبكأنه قال ; الذي صبح فغنم فآب . وإما على ترتبها في التفاوت من بعض الوجوه كقولك ; خذ الأفضل فالأكمل ، واعمل الأحسن فالأجمل . وإما على ترتب موصوفاتها في ذلك كقوله ; رحم الله المحلقين فالمقصرين . فعلى هذه القوانين الثلاثة ينساق أمر الفاء العاطفة في الصفات ، قاله الزمخشري .
وقوله (فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا) يقول; فالقارئات كتابا.واختلف أهل التأويل في المعني بذلك، فقال بعضهم; هم الملائكة.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (فالتاليات ذكرا) قال; الملائكة.حدثنا محمد بن الحسين، قال; ثنا أحمد بن المفضل، قال; ثنا أسباط، عن السدي (فالتاليات ذكرا) قال; هم الملائكة.وقال آخرون; هو ما يُتلى في القرآن من أخبار الأمم قبلنا.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة (فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا) قال; ما يُتلى عليكم في القرآن من أخبار الناس والأمم قبلكم.
{ فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا } وهم الملائكة الذين يتلون كلام اللّه تعالى.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الصافات٣٧ :٣
As-Saffat37:3