الرسم العثمانيوَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِى هٰذَا الْقُرْءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَلَقَدۡ ضَرَبۡنَا لِلنَّاسِ فِىۡ هٰذَا الۡقُرۡاٰنِ مِنۡ كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُوۡنَۚ
تفسير ميسر:
ولقد ضربنا لهؤلاء المشركين بالله في هذا القرآن من كل مثل من أمثال القرون الخالية تخويفًا وتحذيرًا؛ ليتذكروا فينزجروا عما هم عليه مقيمون من الكفر بالله. وجعلنا هذا القرآن عربيًا واضح الألفاظ سهل المعاني، لا لَبْس فيه ولا انحراف؛ لعلهم يتقون الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
يقول تعالى "ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل" أي بينا للناس فيه بضرب الأمثال "لعلهم يتذكرون" فإن المثل يقرب المعنى إلى الأذهان كما قال تبارك وتعالى "ضرب لكم مثلا من أنفسكم" أي تعلمونه من أنفسكم وقال عز وجل "وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون".
قوله تعالى ; ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرونقوله تعالى ; ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل أي من كل مثل يحتاجون إليه ، مثل قوله تعالى ; ما فرطنا في الكتاب من شيء وقيل ; أي ; ما ذكرناه من [ ص; 225 ] إهلاك الأمم السالفة مثل لهؤلاء ." لعلهم يتذكرون " ; يتعظون .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27)يقول تعالى ذكره; ولقد مثلنا لهؤلاء المشركين بالله من كل مثل من أمثال القرون للأمم الخالية, تخويفا منا لهم وتحذيرا( لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) يقول; ليتذكروا فينـزجروا عما هم عليه مقيمون من الكفر بالله.
يخبر تعالى أنه ضرب في القرآن من جميع الأمثال، أمثال أهل الخير وأمثال أهل الشر، وأمثال التوحيد والشرك، وكل مثل يقرب حقائق الأشياء، والحكمة في ذلك { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } عندما نوضح لهم الحق فيعلمون ويعملون.
(الواو) استئنافيّة
(اللام) لام القسم لقسم مقدّر
(قد) حرف تحقيق
(للناس) متعلّق بـ (ضربنا) ،
(في هذا) متعلّق بـ (ضربنا) ،
(القرآن) بدل من ذا- أو عطف بيان عليه- مجرور
(من كلّ) متعلّق بـ (ضربنا) ..
جملة: «ضربنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لعلّهم يتذكّرون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-.
وجملة: «يتذكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّهم.
(28)
(قرآنا) حال منصوبة موطّئة- أو مؤكّدة للفظ القرآن- ،
(غير) نعت ثان لـ (قرآنا) منصوب.. أو حال.
وجملة: «لعلّهم يتّقون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل لجعل القرآن عربيا.وجملة: «يتّقون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
- القرآن الكريم - الزمر٣٩ :٢٧
Az-Zumar39:27