وَلِلَّهِ مَا فِى السَّمٰوٰتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ ۚ وَكَفٰى بِاللَّهِ وَكِيلًا
وَلِلّٰهِ مَا فِى السَّمٰوٰتِ وَمَا فِى الۡاَرۡضِ ؕ وَكَفٰى بِاللّٰهِ وَكِيۡلًا
تفسير ميسر:
ولله ملك ما في هذا الكون من الكائنات، وكفى به سبحانه قائمًا بشؤون خلقه حافظًا لها.
وقوله "ولله ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا" أي هو القائم على كل نفس بما كسبت الرقيب الشهيد على كل شيء.
ولله ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا إن قال قائل ; ما فائدة هذا التكرير ؟ فعنه جوابان ; أحدهما ; أنه كرر تأكيدا ؛ ليتنبه العباد وينظروا ما في ملكوته وملكه وأنه غني عن العالمين .الجواب الثاني ; أنه كرر لفوائد ; فأخبر في الأول أن الله تعالى يغني كلا من سعته ؛ لأن له ما في السماوات وما في الأرض فلا تنفد خزائنه . ثم قال ; أوصيناكم وأهل الكتاب بالتقوى وإن تكفروا أي وإن تكفروا فإنه غني عنكم ؛ لأن له ما في السماوات وما في الأرض . ثم أعلم في الثالث بحفظ خلقه وتدبيره إياهم بقوله ; وكفى بالله وكيلا لأن له ما في السماوات وما في الأرض . وقال ; ما في السماوات ولم يقل من في السماوات ؛ لأنه ذهب به مذهب الجنس ، وفي السماوات والأرض من يعقل ومن لا يعقل .
القول في تأويل قوله ; وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا (132)قال أبو جعفر; يعني بذلك جل ثناؤه; ولله ملك جميع ما حوته السموات والأرض، وهو القيِّم بجمعيه، والحافظ لذلك كله، لا يعزب عنه علم شيء منه، ولا يؤوده حفظه وتدبيره، كما;-10675 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا هشام، عن عمرو، عن سعيد، عن قتادة; " وكفى بالله وكيلا "، قال; حفيظًا. (66)* * *فإن قال قائل; وما وجه تكرار قوله; " ولله ما في السماوات وما في الأرض " في آيتين، إحداهما في إثر الأخرى؟قيل; كرّر ذلك، لاختلاف معنى الخبرين عما في السموات والأرض في الآيتين. وذلك أن الخبر عنه في إحدى الآيتين; ذكرُ حاجته إلى بارئه، وغنى بارئه عنه - وفي الأخرى; حفظ بارئه إياه، وعلمه به وتدبيره. (67)فإن قال; أفلا قيل; " وكان الله غنيًّا حميدًا ، وكفى بالله وكيلا "؟قيل; إن الذي في الآية التي قال فيها; وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ، مما صلح أن يختم ما ختم به من وصف الله بالغنى وأنه محمود، ولم يذكر فيها ما يصلح أن يختم بوصفه معه بالحفظ والتدبير. فلذلك كرّر قوله; " ولله ما في السماوات وما في الأرض " .-------------------الهوامش ;(66) انظر تفسير"الوكيل" فيما سلف 7 ; 405 / 8 ; 566 / 9 ; 193.(67) في المطبوعة; "حفظ بارئه إياه به ، وعلمه به وتدبيره" ، والصواب كله من المخطوطة.
ثم كرر إحاطة ملكه لما في السماوات وما في الأرض، وأنه على كل شيء وكيل، أي: عالم قائم بتدبير الأشياء على وجه الحكمة، فإن ذلك من تمام الوكالة، فإن الوكالة تستلزم العلم بما هو وكيل عليه، والقوة والقدرة على تنفيذه وتدبيره، وكون ذلك التدبير على وجه الحكمة والمصلحة، فما نقص من ذلك فهو لنقص بالوكيل، والله تعالى منزه عن كل نقص.
(الواو) عاطفة
(لله ما في السموات ... والأرض) مر إعرابها ،
(الواو) استئنافية
(كفى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف
(الباء) حرف جر زائد
(الله) لفظ الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل كفى
(وكيلا) تمييز منصوب أو حال.
جملة «لله ما في السموات» لا محل لها معطوفة على جملة لله ما في السموات في الآية السابقة.
وجملة «كفى بالله وكيلا» لا محل لها استئنافية.