الرسم العثمانييٰٓأَهْلَ الْكِتٰبِ لَا تَغْلُوا فِى دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُۥٓ أَلْقٰىهَآ إِلٰى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ فَـَٔامِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِۦ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلٰثَةٌ ۚ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلٰهٌ وٰحِدٌ ۖ سُبْحٰنَهُۥٓ أَن يَكُونَ لَهُۥ وَلَدٌ ۘ لَّهُۥ مَا فِى السَّمٰوٰتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ ۗ وَكَفٰى بِاللَّهِ وَكِيلًا
الـرسـم الإمـلائـييٰۤـاَهۡلَ الۡكِتٰبِ لَا تَغۡلُوۡا فِىۡ دِيۡـنِكُمۡ وَلَا تَقُوۡلُوۡا عَلَى اللّٰهِ اِلَّا الۡحَـقَّ ؕ اِنَّمَا الۡمَسِيۡحُ عِيۡسَى ابۡنُ مَرۡيَمَ رَسُوۡلُ اللّٰهِ وَكَلِمَتُهٗ ۚ اَ لۡقٰٮهَاۤ اِلٰى مَرۡيَمَ وَرُوۡحٌ مِّنۡهُ فَاٰمِنُوۡا بِاللّٰهِ وَرُسُلِهٖ ۚ وَلَا تَقُوۡلُوۡا ثَلٰثَةٌ ؕ اِنْتَهُوۡا خَيۡرًا لَّـكُمۡ ؕ اِنَّمَا اللّٰهُ اِلٰـهٌ وَّاحِدٌ ؕ سُبۡحٰنَهٗۤ اَنۡ يَّكُوۡنَ لَهٗ وَلَدٌ ۘ لَهٗ مَا فِى السَّمٰوٰتِ وَمَا فِى الۡاَرۡضِؕ وَكَفٰى بِاللّٰهِ وَكِيۡلًا
تفسير ميسر:
يا أهل الإنجيل لا تتجاوزوا الاعتقاد الحق في دينكم، ولا تقولوا على الله إلا الحق، فلا تجعلوا له صاحبةً ولا ولدًا. إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله أرسله الله بالحق، وخَلَقَه بالكلمة التي أرسل بها جبريل إلى مريم، وهي قوله; "كن"، فكان، وهي نفخة من الله تعالى نفخها جبريل بأمر ربه، فَصدِّقوا بأن الله واحد وأسلموا له، وصدِّقوا رسله فيما جاؤوكم به من عند الله واعملوا به، ولا تجعلوا عيسى وأمه مع الله شريكين. انتهوا عن هذه المقالة خيرًا لكم مما أنتم عليه، إنما الله إله واحد سبحانه. ما في السموات والأرض مُلْكُه، فكيف يكون له منهم صاحبة أو ولد؟ وكفى بالله وكيلا على تدبير خلقه وتصريف معاشهم، فتوكَّلوا عليه وحده فهو كافيكم.
ينهى تعالى أهل الكتاب عن الغلو والإطراء وهذا كثير في النصارى فانهم تجاوزوا الحد في عيسى حتى رفعوه فوق المنزلة التي أعطاه الله إياها فنقلوه من حيز النبوة إلى أن اتخذوه إلها من دون الله يعبدونه كما يعبدونه. بل قد غلوا في أتباعه وأشياعه ممن زعم أنه على دينه فادعوا فيهم العصمة واتبعوهم في كل ما قالوه سواء كان حقا أو باطلا أو ضلالا أو رشادا أو صحيحا أو كذبا ولهذا قال الله تعالى "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله" الآية. وقال الإمام أحمد حدثنا هشيم قال زعم الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله" ثم رواه هو وعلي بن المديني عن سفيان بن عينة عن الزهري كذلك ولفظه "إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله" وقال على بن المديني هذا حديث صحيح مسند وهكذا رواه البخاري عن الحميدي عن سفيان بن عيينة عن الزهري به ولفظه" فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله" وقال الإمام أحمد حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رجلا قال يا محمد يا سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أيها الناس عليكم بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان أنا محمد بن عبد الله عبد الله ورسوله والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل "تفرد به من هذا الوجه. وقوله تعالى "ولا تقولوا على الله إلا الحق" أي لا تفتروا عليه وتجعلوا له صاحبة وولدا تعالى الله عز وجل عن ذلك علوا كبيرا وتنزه وتقدس وتوحد في سؤددة وكبريائه وعظمته فلا إله إلا هو ولا رب سواه ولهذا قال "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه" أي إنما هو عبد من عباد الله وخلق من خلقه قال له كن فكان ورسول من رسله وكلمته ألقاها إلى مريم أي خلقه بالكلمة التي أرسل بها جبريل عليه السلام إلى مريم فنفخ فيها من روحه بإذن ربه عز وجل فكان عيسى بإذنة عز وجل وكانت تلك النقخة التي نفخها في جيب درعها فنزلت حتى ولجت فرجها بمنزلة لقاح الأب والأم والجميع مخلوق لله عز وجل ولهذا قيل لعيسى إنه كلمة الله وروح منه لأنه لم يكن له أب تولد منه وإنما هو ناشئ عن الكلمة التي قال له بها كن فكان والروح التي أرسل بها جبريل. قال الله تعالى "ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام" وقال تعالى "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خطله من تراب ثم قال له كن فيكون" وقال تعالى "والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين" وقال تعالى "ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها" إلى آخر السورة وقال تعالى إخبارا عن المسيح "إن هو إلا عبد أنعمنا عليه" الآية وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة "وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه" هو كقوله "كن فيكون" وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان الواسطي قال سمعت شاذان بن يحيى يقول في قول الله "وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه" قال ليس الكلمة صارت عيسى ولكن بالكلمة صار عيسى وهذا أحسن مما ادعاه ابن جرير في قوله "ألقاها إلى مريم"أي أعلمها بها كما زعمه في قوله "إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه" أي يعلمك بكلمة منه ويجعل ذلك كقوله تعالى "وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك" بل الصحيح أنها الكلمة التي جاء بها جبريل إلى مريم فنفخ فيها بإذن الله فكان عيسى عليه السلام. وقال البخاري; حدثنا صدقة بن الفضل حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثني عمير بن هانئ حدثنا جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل" وقال الوليد فحدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عمير بن هانئ عن جنادة زاد "من أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء " وكدا رواه مسلم عن داود بن رشيد عن الوليد عن ابن جابر به ومن وج آخر عن الأوزاعي به فقوله في الآية والحديث "وروح منه" كقوله "وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه" أي من خلقه ومن عنده وليست "من" للتبعيض كما تقوله النصارى عليهم لعائن الله المتتابعة بل هي لابتداء الغاية كما في الآية الأخرى وقد قال مجاهد في قوله "وروح منه" أي ورسول منه وقال غيره ومحبة منه والأظهر الأول وهو أنه مخلوق من روح مخلوقة وأضيفت الروح إلى الله على وجه التشريف كما أضيفت الناقة والبيت إلى الله في قوله "هذه ناقة الله" وفي قوله "وطهر بيتي للطائفتين" وكما روي في الحديث الصحيح "فأدخل على ربى في داره" أضافها إليه إضافة تشريف وهذا كله من قبيل واحد ونمط واحد وقوله "فأمنوا بالله ورسوله" أي فصدقوا بأن الله واحد أحد لا ولد له ولا صاحبة واعلموا وتيقنوا بأن عيسى عبد الله ورسوله ولهذا قال تعالى "ولا تقولوا ثلاثة" أي لا تجعلوا عيسى وأمه مع الله شريكين تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وهذه الآية والتي في سورة المائدة حيث يقول تعالى "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد" وكما قال في آخر السورة المذكورة "وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني" الآية وقال في أولها "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم" الآية. والنصارى عليهم لعائن الله من جهلهم ليس لهم ضابط ولا لكفرهم حد بل أقوالهم وضلالهم منتشر فمنهم من يعتقده إلها ومنهم من يعتقده شريكا ومنهم من يعتقده ولدا وهم طوائف كثيرة لهم آراء مختلفة وأقوال غير مؤتلفة. ولقد أحسن بعض المتكلمين حيث قال; لو اجتمع عشرة من النصارى لافترقوا عن أحد عشر قولا. ولقد ذكر بعض علمائهم المشاهير عندهم وهو سعيد بن بطريق بترك الأسكندرية في حدود سنة أربعمائة من الهجرة النبوية أنهم اجتمعوا المجمع الكبير الذي عقدوا فيه الأمانة الكبيرة التي لهم وإنما هي الخيانة الحقيرة الصغيرة وذلك في أيام قسطنطين باني المدينة المشهورة وأنهم اختلفوا عليه اختلافا لا ينضبط ولا ينحصر فكانوا أزيد من ألفين أسقفا فكانوا أحزابا كثيرة كل خمسين منهم على مقالة وعشرون على مقالة ومائة على مقالة وسبعون على مقالة وأزيد من ذلك وأنقص. فلما رأى منهم عصابة قد زادوا على الثلثمائة بثمانية عشر نفرا وقد توافقوا على مقالة فأخذها الملك ونصرها وأيدها وكان فيلسوفا داهية ومحق ما عداها من الأقوال وانتظم دست أولئك الثلثمائة والثمانية عشر وبنيت لهم الكنائس ووضعوا لهم كتبا وقوانين وأحدثوا فيها الأمانه التي يلقنونها الولدان من الصغار ليعتقدوها ويعمدونهم عليها وأتباع هؤلاء هم الملكانية. ثم إنهم اجتمعوا مجمعا ثانيا فحدث فيهم اليعوقوبية ثم مجمعا ثالثا فحدث فيهم النسطورية وكل هذه الفرق تثبت الأقانيم الثلاثة في المسيح ويختلفون في كيفية ذلك وفي اللاهوت والناسوت على زعمهم هل اتحدا أو ما اتحدا أو امتزجا أو حل فيه على ثلاث مقالات وكل منهم يكفر الفرقة الأخرى ونحن نكفر الثلاثة ولهذا قال تعالى "انتهوا خيرا لكم" أي يكن خيرا لكم "إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد" أي تعالى وتقدس عن ذلك علوا كبيرا "له ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا" أي الجميع ملكه وخلقه وجميع ما فيهما عبيده وهم تحت تدبيره وتصريفه وهو وكيل على كل شيء فكيف يكون له منهم صاحبة وولد كما قال في الآية الأخرى "بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد" الآية. وقال تعالى "وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا -إلى قوله - فردا ".
قوله تعالى ; ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا[ ص; 382 ] قوله تعالى ; يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم نهي عن الغلو . والغلو التجاوز في الحد ؛ ومنه غلا السعر يغلو غلاء ؛ وغلا الرجل في الأمر غلوا ، وغلا بالجارية لحمها وعظمها إذا أسرعت الشباب فجاوزت لداتها ؛ ويعني بذلك فيما ذكره المفسرون غلو اليهود في عيسى حتى قذفوا مريم ، وغلو النصارى فيه حتى جعلوه ربا ؛ فالإفراط والتقصير كله سيئة وكفر ؛ ولذلك قال مطرف بن عبد الله ; الحسنة بين سيئتين ؛ وقال الشاعر ;وأوف ولا تستوف حقك كله وصافح فلم يستوف قط كريم ولا تغل في شيء من الأمر واقتصدكلا طرفي قصد الأمور ذميموقال آخر ;عليك بأوساط الأمور فإنها نجاة ولا تركب ذلولا ولا صعباوفي صحيح البخاري عنه عليه السلام ; لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى وقولوا عبد الله ورسوله .قوله تعالى ; ولا تقولوا على الله إلا الحق أي لا تقولوا إن له شريكا أو ابنا . ثم بين تعالى حال عيسى عليه السلام وصفته فقال ; إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته وفيه ثلاث مسائل ;الأولى ; قوله تعالى ; إنما المسيح المسيح رفع بالابتداء ؛ و عيسى بدل منه وكذا ابن مريم . ويجوز أن يكون خبر الابتداء ويكون المعنى ; إنما المسيح ابن مريم . ودل بقوله ; عيسى ابن مريم على أن من كان منسوبا بوالدته كيف يكون إلها ، وحق الإله أن يكون قديما لا محدثا . ويكون رسول الله خبرا بعد خبر .[ ص; 383 ] الثانية ; لم يذكر الله عز وجل امرأة وسماها باسمها في كتابه إلا مريم ابنة عمران ؛ فإنه ذكر اسمها في نحو من ثلاثين موضعا لحكمة ذكرها بعض الأشياخ ؛ فإن الملوك والأشراف لا يذكرون حرائرهم في الملإ ، ولا يبتذلون أسماءهن ؛ بل يكنون عن الزوجة بالعرس والأهل والعيال ونحو ذلك ؛ فإن ذكروا الإماء لم يكنوا عنهن ولم يصونوا أسماءهن عن الذكر والتصريح بها ؛ فلما قالت النصارى في مريم ما قالت وفي ابنها صرح الله باسمها ، ولم يكن عنها بالأموة والعبودية التي هي صفة لها ؛ وأجرى الكلام على عادة العرب في ذكر إمائها .الثالثة ; اعتقاد أن عيسى عليه السلام لا أب له واجب ، فإذا تكرر اسمه منسوبا للأم استشعرت القلوب ما يجب عليها اعتقاده من نفي الأب عنه ، وتنزيه الأم الطاهرة عن مقالة اليهود لعنهم الله ، والله أعلم .قوله تعالى ; وكلمته ألقاها إلى مريم أي هو مكون بكلمة " كن " فكان بشرا من غير أب ؛ والعرب تسمي الشيء باسم الشيء إذا كان صادرا عنه . وقيل ; كلمته بشارة الله تعالى مريم عليها السلام ، ورسالته إليها على لسان جبريل عليه السلام ؛ وذلك قوله ; إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه . وقيل ; " الكلمة " هاهنا بمعنى الآية ؛ قال الله تعالى ; وصدقت بكلمات ربها و ما نفدت كلمات الله . وكان لعيسى أربعة أسماء ؛ المسيح وعيسى وكلمة وروح ، وقيل غير هذا مما ليس في القرآن . ومعنى ألقاها إلى مريم أمر بها مريم .قوله تعالى ; وروح منه هذا الذي أوقع النصارى في الإضلال ؛ فقالوا ; عيسى جزء منه فجهلوا وضلوا ؛ وعنه أجوبة ثمانية ; الأول ; قال أبي بن كعب ; خلق الله أرواح بني آدم لما أخذ عليهم الميثاق ؛ ثم ردها إلى صلب آدم وأمسك عنده روح عيسى عليه السلام ؛ فلما أراد خلقه أرسل ذلك الروح إلى مريم ، فكان منه عيسى عليه السلام ؛ فلهذا قال ; وروح منه . وقيل ; هذه الإضافة للتفضيل وإن كان جميع الأرواح من خلقه ؛ وهذا كقوله ; وطهر بيتي للطائفين ، وقيل ; قد يسمى من تظهر منه الأشياء العجيبة روحا ، وتضاف إلى الله تعالى فيقال ; هذا روح من الله أي من خلقه ؛ كما يقال في النعمة إنها من الله . وكان عيسى يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى فاستحق هذا الاسم . وقيل ; يسمى روحا بسبب نفخة [ ص; 384 ] جبريل عليه السلام ، ويسمى النفخ روحا ؛ لأنه ريح يخرج من الروح . قال الشاعر - هو ذو الرمة ;فقلت له ارفعها إليك وأحيها بروحك واقتته لها قيتة قدراوقد ورد أن جبريل نفخ في درع مريم فحملت منه بإذن الله ؛ وعلى هذا يكون وروح منه معطوفا على المضمر الذي هو اسم الله في ألقاها التقدير ; ألقى الله وجبريل الكلمة إلى مريم . وقيل ; روح منه أي من خلقه ؛ كما قال ; وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه أي من خلقه . وقيل ; روح منه أي رحمة منه ؛ فكان عيسى رحمة من الله لمن اتبعه ؛ ومنه قوله تعالى ; وأيدهم بروح منه أي برحمة ، وقرئ ; " فروح وريحان " . وقيل ; وروح منه وبرهان منه ؛ وكان عيسى برهانا وحجة على قومه صلى الله عليه وسلم .قوله تعالى ; فآمنوا بالله ورسوله أي آمنوا بأن الله إله واحد خالق المسيح ومرسله ، وآمنوا برسله ومنهم عيسى فلا تجعلوه إلها . ولا تقولوا آلهتنا ثلاثة عن الزجاج . قال ابن عباس ; يريد بالتثليث الله تعالى وصاحبته وابنه . وقال الفراء وأبو عبيد ; أي لا تقولوا هم ثلاثة ؛ كقوله تعالى ; سيقولون ثلاثة . قال أبو علي ; التقدير ولا تقولوا هو ثالث ثلاثة ؛ فحذف المبتدأ والمضاف . والنصارى مع فرقهم مجمعون على التثليث ويقولون ; إن الله جوهر واحد وله ثلاثة أقانيم ؛ فيجعلون كل أقنوم إلها ويعنون بالأقانيم الوجود والحياة والعلم ، وربما يعبرون عن الأقانيم بالأب والابن وروح القدس ؛ فيعنون بالأب الوجود ، وبالروح الحياة ، وبالابن المسيح ، في كلام لهم فيه تخبط بيانه في أصول الدين . ومحصول كلامهم يئول إلى التمسك بأن عيسى إله بما كان يجريه الله سبحانه وتعالى على يديه من خوارق العادات على حسب دواعيه وإرادته ؛ وقالوا ; قد علمنا خروج هذه الأمور عن مقدور البشر ، فينبغي أن يكون المقتدر عليها موصوفا بالإلهية ؛ فيقال لهم ; لو كان ذلك من مقدوراته وكان مستقلا به كان تخليص نفسه من أعدائه ودفع شرهم عنه من مقدوراته ، وليس كذلك ؛ فإن اعترفت النصارى بذلك فقد سقط قولهم ودعواهم أنه كان يفعلها مستقلا به ؛ وإن لم يسلموا ذلك فلا حجة لهم أيضا ؛ لأنهم معارضون بموسى عليه السلام ، وما كان يجري على يديه من الأمور العظام ، مثل قلب العصا ثعبانا ، وفلق البحر واليد البيضاء والمن والسلوى ، وغير ذلك ؛ وكذلك ما جرى [ ص; 385 ] على يد الأنبياء ؛ فإن أنكروا ذلك فننكر ما يدعونه هم أيضا من ظهوره على يد عيسى عليه السلام ، فلا يمكنهم إثبات شيء من ذلك لعيسى ؛ فإن طريق إثباته عندنا نصوص القرآن وهم ينكرون القرآن ، ويكذبون من أتى به ، فلا يمكنهم إثبات ذلك بأخبار التواتر . وقد قيل ; إن النصارى كانوا على دين الإسلام إحدى وثمانين سنة بعدما رفع عيسى ؛ يصلون إلى القبلة ؛ ويصومون شهر رمضان ، حتى وقع فيما بينهم وبين اليهود حرب ، وكان في اليهود رجل شجاع يقال له بولس ، قتل جماعة من أصحاب عيسى فقال ; إن كان الحق مع عيسى فقد كفرنا وجحدنا وإلى النار مصيرنا ، ونحن مغبونون إن دخلوا الجنة ودخلنا النار ؛ وإني أحتال فيهم فأضلهم فيدخلون النار ؛ وكان له فرس يقال لها العقاب ، فأظهر الندامة ووضع على رأسه التراب وقال للنصارى ; أنا بولس عدوكم قد نوديت من السماء أن ليست لك توبة إلا أن تتنصر ، فأدخلوه في الكنيسة بيتا فأقام فيه سنة لا يخرج ليلا ولا نهارا حتى تعلم الإنجيل ؛ فخرج وقال ; نوديت من السماء أن الله قد قبل توبتك فصدقوه وأحبوه ، ثم مضى إلى بيت المقدس واستخلف عليهم نسطورا وأعلمه أن عيسى ابن مريم إله ، ثم توجه إلى اللاهوت والناسوت وقال ; لم يكن عيسى بإنس فتأنس ولا بجسم فتجسم ولكنه ابن الله . وعلم رجلا يقال له يعقوب ذلك ؛ ثم دعا رجلا يقال له الملك فقال له ؛ إن الإله لم يزل ولا يزال عيسى ؛ فلما استمكن منهم دعا هؤلاء الثلاثة واحدا واحدا وقال له ; أنت خالصتي ولقد رأيت المسيح في النوم ورضي عني ، وقال لكل واحد منهم ; إني غدا أذبح نفسي وأتقرب بها ، فادع الناس إلى نحلتك ، ثم دخل المذبح فذبح نفسه ؛ فلما كان يوم ثالثه دعا كل واحد منهم الناس إلى نحلته ، فتبع كل واحد منهم طائفة ، فاقتتلوا واختلفوا إلى يومنا هذا ، فجميع النصارى من الفرق الثلاث ؛ فهذا كان سبب شركهم فيما يقال ؛ والله أعلم . وقد رويت هذه القصة في معنى قوله تعالى ; فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسيأتي إن شاء الله تعالى .قوله تعالى ; انتهوا خيرا لكم خيرا منصوب عند سيبويه بإضمار فعل ؛ كأنه قال ; ائتوا خيرا لكم ، لأنه إذا نهاهم عن الشرك فقد أمرهم بإتيان ما هو خير لهم ؛ قال سيبويه ; ومما ينتصب على إضمار الفعل المتروك إظهاره انتهوا خيرا لكم لأنك إذا قلت ; ائته فأنت تخرجه من أمر وتدخله في آخر ؛ وأنشد ;فواعديه سرحتي مالك أو الربا بينهما أسهلاومذهب أبي عبيدة ; انتهوا يكن خيرا لكم ؛ قال محمد بن يزيد ; هذا خطأ ؛ لأنه يضمر [ ص; 386 ] الشرط وجوابه ، وهذا لا يوجد في كلام العرب . ومذهب الفراء أنه نعت لمصدر محذوف ؛ قال علي بن سليمان ; هذا خطأ فاحش ؛ لأنه يكون المعنى ; انتهوا الانتهاء الذي هو خير لكم .قوله تعالى ; إنما الله إله واحد هذا ابتداء وخبر ؛ وواحد نعت له . ويجوز أن يكون إله بدلا من اسم الله عز وجل وواحد خبره ؛ التقدير إنما المعبود واحد .سبحانه أن يكون له ولد أي تنزيها عن أن يكون له ولد ؛ فلما سقط " عن " كان أن في محل النصب بنزع الخافض ؛ أي كيف يكون له ولد ؟ وولد الرجل مشبه له ، ولا شبيه لله عز وجل . له ما في السماوات وما في الأرض فلا شريك له ، وعيسى ومريم من جملة ما في السماوات وما في الأرض ، وما فيهما مخلوق ، فكيف يكون عيسى إلها وهو مخلوق ! وإن جاز ولد فليجز أولاد حتى يكون كل من ظهرت عليه معجزة ولدا له . وكفى بالله وكيلا أي لأوليائه ؛ وقد تقدم .
القول في تأويل قوله ; يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّقال أبو جعفر; يعني جل ثناؤه بقوله; " يا أهل الكتاب "، يا أهل الإنجيل من النصارى=" لا تغلوا في دينكم "، يقول; لا تجاوزوا الحق في دينكم فتفرطوا فيه، ولا تقولوا في عيسى غير الحق، فإن قيلكم في عيسى إنه ابن الله، قول منكم على الله غير الحق. لأن الله لم يتخذ ولدًا فيكون عيسى أو غيره من خلقه له ابنًا=" ولا تقولوا على الله إلا الحق ".* * *وأصل " الغلو "، في كل شيء مجاوزة حده الذي هو حدّه. يقال منه في الدين; " قد غلا فهو يغلو غلوًّا "، و " غَلا بالجارية عظمها ولحمها "، إذا أسرعت الشباب فجاوزت لِدَاتها=" يغلو بها غُلُوًّا، وغَلاءً"، ومن ذلك قول الحارث بن خالد المخزومي;خُمْصَانَـــةٌ قَلِـــقٌ مُوَشَّـــحُهارُؤْدُ الشَّــبَابِ غَــلا بِهَــا عَظْـمُ (1)* * *وقد;-10853- حدثنا المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، &; 9-417 &; عن أبيه، عن الربيع قال; صاروا فريقين; فريق غلَوا في الدين، فكان غلوهم فيه الشك فيه والرغبة عنه، وفريق منهم قصَّروا عنه، ففسقوا عن أمر ربهم.* * *القول في تأويل قوله ; إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُقال أبو جعفر; يعني ثناؤه بقوله; " إنما المسيح عيسى ابن مريم "، ما المسيح، أيها الغالون في دينهم من أهل الكتاب، بابن الله، كما تزعمون، ولكنه عيسى ابن مريم، دون غيرها من الخلق، لا نسب له غير ذلك. ثم نعته الله جل ثناؤه بنعته ووصفه بصفته فقال; هو رسول الله أرسله الله بالحق إلى من أرسله إليه من خلقه.* * *وأصل " المسيح "،" الممسوح "، صرف من " مفعول " إلى " فعيل ". وسماه الله بذلك لتطهيره إياه من الذنوب. وقيل; مُسِح من الذنوب والأدناس التي تكون في الآدميين، كما يمسح الشيء من الأذى الذي يكون فيه، فيطهر منه. ولذلك قال مجاهد ومن قال مثل قوله; " المسيح "، الصدّيق. (2)* * *وقد زعم بعض الناس أنّ أصل هذه الكلمة عبرانية أو سريانية " مشيحا "، فعربت فقيل; " المسيح "، كما عرب سائر أسماء الأنبياء التي في القرآن مثل; " إسماعيل " و " إسحاق " و " موسى " و " عيسى ".* * *قال أبو جعفر; وليس ما مثَل به من ذلك لـ" المسيح " بنظير. وذلك أن " إسماعيل " و " إسحاق " وما أشبه ذلك، أسماء لا صفات، و " المسيح " صفة. وغير جائز أن تخاطب العرب، وغيرها من أجناس الخلق، في صفة شيء إلا بمثل ما تفهم عمَّن خاطبها. ولو كان " المسيح " من غير كلام العرب، ولم تكن العرب تعقل معناه، ما خوطبت به. وقد أتينا من البيان عن نظائر ذلك فيما مضى بما فيه الكفاية عن إعادته. (3)* * *وأما " المسيح الدجال "، فإنه أيضًا بمعنى; الممسوح العين، صرف من " مفعول " إلى " فعيل ". فمعنى; " المسيح " في عيسى صلى الله عليه وسلم; الممسوح البدن من الأدناس والآثام= ومعنى; " المسيح " في الدجال; الممسوح العين اليمنى أو اليسرى، كالذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك. (4)* * *وأما قوله; " وكلمته ألقاها إلى مريم "، فإنه يعني; بـ " الكلمة "، الرسالة التي أمرَ الله ملائكته أن تأتي مريم بها، بشارةً من الله لها، التي ذكر الله جل ثناؤه في قوله; إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ [سورة آل عمران; 45]، يعني; برسالة منه، وبشارة من عنده.* * *وقد قال قتادة في ذلك ما;-10854- حدثنا به الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة; " وكلمته ألقاها إلى مريم "، قال; هو قوله; " كن "، فكان.* * *وقد بينا اختلاف المختلفين من أهل الإسلام في ذلك فيما مضى، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (5)* * *وقوله; " ألقاها إلى مريم "، يعني; أعلمها بها وأخبرها، كما يقال; " ألقيت إليك كلمة حسنة "، بمعنى; أخبرتك بها وكلّمتك بها. (6)* * *وأما قوله; " وروح منه "، فإن أهل العلم اختلفوا في تأويله.فقال بعضهم; معنى قوله; " وروح منه "، ونفخة منه، لأنه حدث عن نفخة جبريل عليه السلام في دِرْع مريم بأمر الله إياه بذلك، (7) فنسب إلى أنه " روح من الله "، لأنه بأمره كان. قال; وإنما سمي النفخ " روحًا "، لأنها ريح تخرج من الرُّوح، واستشهدوا على ذلك من قولهم بقول ذي الرمة في صفة نار نعتها;فَلَمَّــا بَـدَتْ كَفَّنْتُهـا, وَهْـيَ طِفْلَـةٌبِطَلْسَـاءَ لَـمْ تَكْمُـلْ ذِرَاعًـا وَلا شِبْرَا (8)وَقُلْـتُ لَـهُ ارْفَعْهَـا إِلَيْـكَ, وَأَحْيِهَـابِرُوحِـكَ, وَاقْتَتْـهُ لَهَـا قِيتَـةً قَـدْرَاوَظَـاهِرْ لَهَا مِنْ يَابِس الشَّخْتِ, وَاسْتَعِنْعَلَيْهَـا الصَّبَـا, وَاجْعَلْ يَدَيْكَ لَهَا سِتْرَا[وَلَمَّا تَنَمَّـتْ تَـأْكُلُ الـرِّمَّ لَـمْ تَـدَعْذَوَابِـلَ مِمَّـا يَجْـمَعُونَ ولا خُـضْرَا]فَلَمَّـا جَـرَتْ فـي الْجَـزْلِ جَرْيًا كَأَنَّهُسَـنَا الـبَرْقِ, أَحْدَثْنَـا لِخَالِقِهَـا شُكْرَاوقالوا; يعني بقوله; " أحيها بروحك "، أي; أحيها بنفخك.* * *وقال بعضهم يعني بقوله; " وروح منه " إنه كان إنسانًا بإحياء الله له بقوله; " كن ". قالوا; وإنما معنى قوله; " وروح منه "، وحياة منه، بمعنى إحياءِ الله إياه بتكوينه.* * *وقال آخرون; (9) معنى قوله; " وروح منه "، ورحمة منه، كما قال جل ثناؤه في موضع آخر; وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ [سورة المجادلة; 22]. قالوا; ومعناه في هذا الموضع; ورحمة منه. (10) قالوا; فجعل الله عيسى رحمة منه على من اتبعه وآمن به وصدّقه، لأنه هداهم إلى سبيل الرشاد.* * *وقال آخرون; معنى ذلك; وروح من الله خلقها فصورها، ثم أرسلها إلى مريم فدخلت في فيها، فصيَّرها الله تعالى روحَ عيسى عليه السلام.* * **ذكر من قال ذلك;10855- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد قال، أخبرني أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعب في قوله; وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ، [سورة الأعراف; 172]، قال; أخذهم فجعلهم أرواحًا، ثم صوَّرهم، ثم &; 9-422 &; استنطقهم، فكان روح عيسى من تلك الأرواح التي أخِذ عليها العهد والميثاق، فأرسل ذلك الروح إلى مريم، فدخل في فيها، فحملت الذي خاطبها، وهو روح عيسى عليه السلام. (11)* * *وقال آخرون; معنى " الروح " ههنا، جبريل عليه السلام. قالوا; ومعنى الكلام; وكلمته ألقاها إلى مريم، وألقاها أيضًا إليها روح من الله. قالوا; فـ" الروح " معطوف به على ما في قوله; " ألقاها " من ذكر الله، بمعنى; أنّ إلقاء الكلمة إلى مريم كان من الله، ثم من جبريل عليه السلام.* * *قال أبو جعفر; ولكل هذه الأقوال وجه ومذهب غير بعيدٍ من الصواب.* * *القول في تأويل قوله ; فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْقال أبو جعفر; يعني بقوله جل ثناؤه; " فآمنوا بالله ورسله "، فصدِّقوا، يا أهل الكتاب، بوحدانية الله وربوبيته، وأنه لا ولد له، وصدِّقوا رسله فيما جاءوكم به من عند الله، وفيما أخبرتكم به أن الله واحد لا شريك له، ولا صاحبة له، لا ولد له =" ولا تقولوا ثلاثة "، يعني; ولا تقولوا; الأربابُ ثلاثة.* * *ورفعت " الثلاثة "، بمحذوف دلّ عليه الظاهر، وهو " هم ". ومعنى الكلام; ولا تقولوا هم ثلاثة. وإنما جاز ذلك، لأن " القول " حكاية، والعرب تفعل ذلك في الحكاية، ومنه قول الله; سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ ، [سورة الكهف; 22]. وكذلك كل ما ورد من مرفوع بعد " القول " لا رافع معه، ففيه إضمار اسم رافع لذلك الاسم.* * *ثم قال لهم جل ثناؤه; متوعدًا لهم في قولهم العظيم الذي قالوه في الله; " انتهوا "، أيها القائلون; الله ثالث ثلاثة، عما تقولون من الزور والشرك بالله، فإن الانتهاء عن ذلك خير لكم من قِيله، لما لكم عند الله من العقاب العاجل لكم على قِيلكم ذلك، إن أقمتم عليه، ولم تُنيبوا إلى الحق الذي أمرتكم بالإنابة إليه= والآجلِ في معادكم. (12)* * *القول في تأويل قوله ; إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا (171)قال أبو جعفر; يعني بقوله; " إنما الله إله واحد "، ما الله، أيها القائلون; الله ثالث ثلاثة، كما تقولون، لأن من كان له ولد، فليس بإله. وكذلك من كان له صاحبة، فغير جائز أن يكون إلهًا معبودًا. ولكن الله الذي له الألوهة والعبادة، إله واحد معبود، لا ولد له، ولا والد، ولا صاحبة، ولا شريك.ثم نـزه جل ثناؤه نفسه وعظَّمها ورفعها عما قال فيه أعداؤه الكَفرة به فقال; " سبحانه أن يكون له ولد "، يقول; علا الله وجل وعز وتعظمَّ وتنـزه عن أن يكون له ولد أو صاحبة. (13)ثم أخبر جل ثناؤه عباده; أن عيسى وأمَّه ومن في السموات ومن في الأرض، عبيدُه وإماؤه وخلقه، (14) وأنه رازقهم وخالقهم، وأنهم أهل حاجة وفاقة إليه= احتجاجًا منه بذلك على من ادّعى أن المسيح ابنه، وأنه لو كان ابنه كما قالوا، لم يكن ذا حاجة إليه، ولا كان له عبدًا مملوكًا، فقال; " له ما في السموات وما في الأرض "، يعني; لله ما في السموات وما في الأرض من الأشياء كلها ملكًا وخلقًا، وهو يرزقهم ويَقُوتهم ويدبِّرهم، فكيف يكون المسيح ابنًا لله، وهو في الأرض أو في السموات، غيرُ خارج من أن يكون في بعض هذه الأماكن؟وقوله; " وكفى بالله وكيلا "، يقول; وحسب ما في السموات وما في الأرض بالله قَيِّمًا ومدبِّرًا ورازقًا، من الحاجة معه إلى غيره. (15)-----------------الهوامش ;(1) الأغاني 9 ; 226 ، مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 ; 143 ، اللسان (غلا). وفي الأغاني"علا" بالعين المهملة ، وهو خطأ يصحح.وقد مضى بيت من هذه القصيدة في 1 ; 116 ، تعليق; 3 ، وذكرت خبرها هناك ، وهو من أبيات يذكر فيها صاحبته وما مضى من أيامه وأيامها;إِذْ وُدُّهَـــا صَـــافٍ، وَرُؤْيَتُهَــاأُمْنِيّــــةٌ، وَكَلامُهَـــا غُنْـــمُلَفَّــــاءُ مَمْلُـــوءُ مُخَلْخَلُهَـــاعَجْـــزاءُ لَيْسَ لِعَظْمِهَــا حَجْــمُخُمْصَانَـــــــةٌ ................. . . . . . . . . . . . . . . . . . .وَكَــــأَنَّ غَالِيَـــةً تُبَاشِـــرُهاتَحْــتَ الثِّيَــابِ، إِذَا صَغَـا النَّجْـمُوهو شعر جيد ، وصفة حسنة للمرأة."لفاء" ، ملتفة الفخذين ، مكتنز لحمها ، وهو حسن في النساء ، قبيح في الرجال."مملوء مخلخلها" ، موضع خلخالها ، خفيت عظامها تحت اللحم ، وهو صفة حسنة ، لم تظهر عظامها كأنها دقت بالمسامير."عجزاء"; حسنة العجيزة."خمصانة" (بفتح الخاء وضمها); ضامرة البطن."قلق موشحها" ، قد استوى خلقها ، فالوشاح يجول عليها من ضمورها ، لم يمتلئ لحمًا يجعلها لحمة واحدة!!"رؤد الشباب"; شابة حسنة تهتز من النعمة وإشراق اللون. و"الغالية"; ضرب من الطيب."صغا النجم"; مال للمغيب ، وذلك في مطلع الفجر ، حين تتغير أفواه البشر وأبدانهم ، وتظهر لها رائحة لا تستحب. وقل في الناس من يكون بهذه الصفة!!(2) انظر ما سلف 6 ; 414 ، فهناك تجد قول مجاهد هذا. وقد علقت هناك ، وأشرت إلى اختصار أبي جعفر ، ورجحت ما في الكلام نقص. وهذا الموضع من كلامه يدل على أن أبا جعفر نفسه هو الذي اختصر الكلام اختصارًا هناك ، من النسيان فيما أرجح ، أو لأنه ألف تفسيره على فترات تباعدت عليه. ولولا ذلك لأشار هنا -كعادته- إلى الموضع السالف الذي فسر فيه معنى"المسيح".(3) انظر ما سلف 1 ; 13-24.(4) هو ما جاء في الأحاديث الصحاح عن جماعة من الصحابة في صفة المسيح الدجال ، أعاذنا الله من فتنته. من ذلك حديث حذيفة (مسلم 18 ; 60) قال;(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم; الدَجَّالُ أعورُ العَيْنِ اليُسْرَى ، جُفَال الشَّعَرَ ، معهُ جنَّةٌ ونارٌ ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ ، وجَنَّتُه نارٌ).وحديث ابن عمر;(أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذكر الدجّال بين ظَهْرَانَي الناس فقال; إِنَّ الله ليسَ بأَعْور ، أَلا وإنَّ المسيحَ الدَّجَّالَ أعْوَرُ العين اليُمْنَى ، كأَن عينه عِنَبَةٌ طَافيةٌ).وأحاديث الدجال كثيرة ، مختلفة الألفاظ ، مختصرة ومطولة. فاللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال.(5) انظر تفسير"الكلمة" فيما سلف 6 ; 411 ، 412.(6) هذا معنى يقيد في كتب اللغة ، فإنك قلما تصيبه فيها ، وهو بيان واضح جدًا.(7) "درع المرأة"; قميصها الذي يحميها أعين الفساق ، كما تحمي الدرع لابسها. وبعيد أن يسمى شيء من لباس المرأة اليوم"درعًا" ، فإنها لا تدرع من شيء ، والرجل لا يتورع عن شيء!! والله المستعان.(8) ديوانه; 176 ، واللسان (روح) ، والمزهر 1 ; 556 ، وغيرها. هذا ، وليس في المخطوطة غير الأبيات الثلاثة الأولى ، وزادت المطبوعة ، بيتًا رابعًا ، لكن قبله في شعر ذي الرمة بيت ، فزدته من ديوانه ، ووضعته بين قوسين ، لأنه من تمام معنى الأبيات.وقبل هذه الأبيات ، أبيات في صفة استخراج سقط النار من الزند بالقدح ، فلما اقتدحها كفنها كما ذكر في سائر الشعر. فقوله; "فلما بدت" ، أي بدا سقط النار من الزند الأعلى عند القدح ، "كفنها" ضمنها خرقة وسخة ، لم تبلغ ذراعًا ولا شبرًا ، وهي التي سماها"طلساء" ، لسوادها من وسخها. وكانت"طفلة" لأنها سقطت من أمها لوقتها فتلقاها في الخرقة التي جعلها لها كفنًا. وإنما جعلها"كفنًا"; لها ، لأن السقط يسقط من الزند يزهر ويضيء حيًا ، فإذا وقع في قلب القطنة ، لم تر له ضوءًا ، فكأنه السقط قد مات. ولكنه عاد يتابع السقط حتى يحييه مرة أخرى فقال لصاحبه; "ارفعها إليك" ، أي خذها بيدك ، وارفعها إلى فمك ، ثم"أحيها بروحك" ، أي انفخ لها نفخًا يسيرًا ، "واقتته لها قيتة قدرًا" ، يأمره بالرفق والنفح القليل شيئًا فشيئًا ، كأنه جعل النفخ قوتًا لهذا الوليد ، يقدر له تقديرًا ، شيئًا بعد شيء حتى يكتمل.ثم لما فرغ من ذلك ، ونمت النار بعض النمو ، قال له; "ظاهر لها من يابس الشخت" ، أي اجعل دقيق الحطب اليابس بعضه على بعض ، وأطعم هذا الوليد= و"الشخت"; الدقيق من كل شيء ، = وذلك لتكون النار فيه أسرع. ثم يقول له; استقبل بها ريح الصبا ليكون ذلك لها نماء ، "واجعل يديك لها سترًا" ، أي; ليسترها من النواحي الأخرى حتى تضربها الصبا ، فلا تموت مرة أخرى.ثم عاد فوصف نموها يقول; "ولما تنمت" وارتفعت ، "تأكل الرم" ، تأكل ما يبس من أعواد الشجر ، لم تدع بعد ذلك يابسًا ولا أخضر مما ظلوا يجمعونه لها ، وذلك حين استوت وبلغت أشدها. فلما رأوا النار تجري بعد ذلك في"الجزل" - وهو ما غلظ من الحطب ويبس - كأن ضوءها سنا البرق ، رفعوا أيديهم شكرًا للذي خلقهم وخلق النار.وهذا شعر جيد مستقيم على النهج.ومما يقيد هنا ، ما رواه السيوطي في المزهر ، عن أبي عبيد في الغريب المصنف أن الأصمعي قال; أخبرني عيسى بن عمر ، قال; أنشدني ذو الرمة;وَظَـاهِرْ لَهَـا مـن يَـابِس الشَّـخْتِثم أنشد بعد هذا;مِــــنْ بَــــائِسِ الشَّـــخْتِقال أبو عبيد; فقلت له; إنك أنشدتني"من يابس الشخت"؟ فقال; اليبس من البؤس. قال السيوطي; وذلك إسناد متصل صحيح ، فإن أبا عبيد سمعه من الأصمعي.وكان في المطبوعة; "جرت للجزل" و"لخالقها" ، وأثبت رواية الديوان.(9) في المطبوعة; "وقال بعضهم" ، وأثبت ما في المخطوطة.(10) في المطبوعة; "قال" بالإفراد ، وأثبت ما في المخطوطة.(11) في المطبوعة; "فحملت ، والذي خاطبها هو روح عيسى ..." حذف ، الواو من آخر الجملة ، وأثبتها في أولها ، فرددته إلى أصله في المخطوطة ، وهو الصواب. ويعني قوله تعالى في سورة مريم 24; (فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا).وهذا الأثر لم يرد في تفسير آية الأعراف في موضعه هناك ، وهو أحد الأدلة على اختصار أبي جعفر تفسيره ، وأحد وجوه منهجه في الاختصار.(12) قوله; "والآجل في معادكم" معطوف على قوله; "من العقاب العاجل لكم ..."(13) انظر تفسير"سبحان" فيما سلف 1 ; 474-476 ، 495 / 2 ; 537.(14) في المطبوعة; "وملكه وخلقه" ، وفي المخطوطة; "وإماله وخلقه" فرجحت قراءتها كما أثبتها.(15) انظر تفسير"الوكيل" فيما سلف; ص; 297 ، تعليق; 2 ، والمراجع هناك.
ينهى تعالى أهل الكتاب عن الغلو في الدين وهو مجاوزة الحد والقدر المشروع إلى ما ليس بمشروع. وذلك كقول النصارى في غلوهم بعيسى عليه السلام، ورفعه عن مقام النبوة والرسالة إلى مقام الربوبية الذي لا يليق بغير الله، فكما أن التقصير والتفريط من المنهيات، فالغلو كذلك، ولهذا قال: { وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ } وهذا الكلام يتضمن ثلاثة أشياء: أمرين منهي عنهما، وهما قول الكذب على الله، والقول بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وشرعه ورسله، والثالث: مأمور به وهو قول الحق في هذه الأمور. ولما كانت هذه قاعدة عامة كلية، وكان السياق في شأن عيسى عليه السلام نصَّ على قول الحق فيه، المخالف لطريقة اليهودية والنصرانية فقال: { إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ } أي: غاية المسيح عليه السلام ومنتهى ما يصل إليه من مراتب الكمال أعلى حالة تكون للمخلوقين، وهي درجة الرسالة التي هي أعلى الدرجات وأجلّ المثوبات. وأنه { كَلِمَتُهُ } التي { أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ } أي: كلمة تكلم الله بها فكان بها عيسى، ولم يكن تلك الكلمة، وإنما كان بها، وهذا من باب إضافة التشريف والتكريم. وكذلك قوله: { وَرُوحٌ مّنْهُ } أي: من الأرواح التي خلقها وكملها بالصفات الفاضلة والأخلاق الكاملة، أرسل الله روحه جبريل عليه السلام فنفخ في فرج مريم عليها السلام، فحملت بإذن الله بعيسى عليه السلام. فلما بيّن حقيقة عيسى عليه السلام، أمر أهل الكتاب بالإيمان به وبرسله، ونهاهم أن يجعلوا الله ثالث ثلاثة أحدهم عيسى، والثاني مريم، فهذه مقالة النصارى قبحهم الله. فأمرهم أن ينتهوا، وأخبر أن ذلك خير لهم، لأنه الذي يتعين أنه سبيل النجاة، وما سواه فهو طريق الهلاك، ثم نزه نفسه عن الشريك والولد فقال: { إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ } أي: هو المنفرد بالألوهية، الذي لا تنبغي العبادة إلا له. { سُبْحَانَهُ } أي: تنزه وتقدس { أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ } لأن { لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ } فالكل مملوكون له مفتقرون إليه، فمحال أن يكون له شريك منهم أو ولد. ولما أخبر أنه المالك للعالم العلوي والسفلي أخبر أنه قائم بمصالحهم الدنيوية والأخروية وحافظها، ومجازيهم عليها تعالى.
(يا) أداة نداء
(أهل) منادى مضاف منصوبـ (الكتاب) مضاف إليه مجرور
(لا) ناهية جازمة
(تغلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعلـ (في دين) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تغلوا) ، و (كم) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(لا تقولوا) مثل لا تغلوا
(على الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الحقّ أي موقوفا أو منطبقا على الله
(إلّا) أداة حصر
(الحقّ) مفعول به منصوب «1» ،
(إنّما) كافّة ومكفوفة
(المسيح) مبتدأ مرفوع
(عيسى) بدل من المسيح مرفوع مثله وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف
(ابن) نعت لعيسى مرفوع مثله أو بدل منه
(مريم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف
(رسول) خبر المبتدأ المسيح مرفوع
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(الواو) عاطفة
(كلمة) معطوف على رسول مرفوع مثله، و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(ألقى) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف و (ها) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى مريم) جارّ ومجرورمتعلّق بـ (ألقى) ، وعلامة الجرّ الفتحة
(الواو) عاطفة
(روح) معطوف على رسول مرفوع مثله
(من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لروح.
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(آمنوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعلـ (بالله) جارّ ومجرور متعلّق بـ (آمنوا) ،
(الواو) عاطفة
(رسل) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(لا تقولوا) مثل الأولـ (ثلاثة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره الآلهة
(انتهوا) فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعلـ (خيرا لكم) مثل آمنوا خيرا لكم في الآية السابقة
(إنما الله) مثل إنّما المسيح
(إله) خبر المبتدأ الله
(واحد) نعت لإله مرفوع مثله
(سبحانه) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(أن) حرف مصدري ونصبـ (يكون) مضارع ناقص منصوب ،
(اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم لـ (يكون) ،
(ولد) اسم يكون مؤخّر مرفوع.
والمصدر المؤوّلـ (أن يكون له ولد) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره عن أن يكون ... متعلّق بسبحان.
(له) مثل الأول متعلّق بخبر مقدّم
(ما) اسم موصول مبني في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر
(في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما
(الواو) عاطفة
(ما في الأرض) مثل المتقدّمة ومعطوفة عليها
(الواو) عاطفة
(كفى) فعل ماض
(الباء) حرف جرّ زائد
(الله) لفظ الجلالة فاعل محلا مجرور لفظا
(وكيلا) حال منصوبة .
جملة «يا أهل الكتاب ... » : لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة «لا تغلوا ... » : لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة «لا تقولوا ... » : لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة «إنّما المسيح ... رسول الله» : لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو تفسيريّة لمضمون الحقّ.
وجملة «ألقاها ... » : في محلّ نصب حال من(كلمته) بتقدير قد.
وجملة «آمنوا» : في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: ان صدّقتم ذلك فآمنوا.
وجملة «لا تقولوا
(الثانية) » : في محل جزم معطوفة على جملة آمنوا بالله.
وجملة «
(الآلهة) ثلاثة» : في محلّ نصب مقول القول.
وجملة «انتهوا» : لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة «إنّما الله إله ... » : لا محلّ لها تعليليّة لطلب الانتهاء.
وجملة «
(نسبّح) سبحانه..» : لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة «يكون له ولد» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة «له ما في السموات» : لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة، علّلت التنزيه.
وجملة «كفى بالله وكيلا» : لا محلّ لها معطوفة على جملة له ما في السموات.
- القرآن الكريم - النساء٤ :١٧١
An-Nisa'4:171