الرسم العثمانيوَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْءَاخِرِ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا
الـرسـم الإمـلائـيوَمَاذَا عَلَيۡهِمۡ لَوۡ اٰمَنُوۡا بِاللّٰهِ وَالۡيَوۡمِ الۡاٰخِرِ وَاَنۡفَقُوۡا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللّٰهُ ؕ وَكَانَ اللّٰهُ بِهِمۡ عَلِيۡمًا
تفسير ميسر:
وأيُّ ضرر يلحقهم لو صدَّقوا بالله واليوم الآخر اعتقادًا وعملا وأنفقوا مما أعطاهم الله باحتساب وإخلاص، والله تعالى عليم بهم وبما يعملون، وسيحاسبهم على ذلك.
ثم قال تعالى "وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله" الآية. أي وأي شيء يضرهم لو آمنوا بالله وسلكوا الطريق الحميدة وعدلوا عن الرياء إلى الإخلاص والإيمان بالله رجاء موعوده في الدار الآخرة لمن يحسن عمله وأنفقوا مما رزقهم الله" في الوجوه التي يحبها الله ويرضاها وقوله "وكان الله بهم عليما" أي وهو عليم بنياتهم الصالحة والفاسدة وعليم بمن يستحق التوفيق منهم فيوفقه ويلهمه رشده ويقيضه لعلم صالح يرضى به عنه وبمن يستحق الخذلان والطرد عن جنابه الأعظم الإلهي الذي من طرد عن بابه فقد خاب وخسر في الدنيا والآخرة عياذ ا بالله من ذلك.
قوله تعالى ; وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما[ ص; 170 ] " ما " في موضع رفع بالابتداء و " ذا " خبره ، وذا بمعنى الذي . ويجوز أن يكون ما وذا اسما واحدا . فعلى الأول تقديره وما الذي عليهم ، وعلى الثاني تقديره وأي شيء عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر ، أي صدقوا بواجب الوجود ، وبما جاء به الرسول من تفاصيل الآخرة ، وأنفقوا مما رزقهم الله . وكان الله بهم عليما تقدم معناه في غير موضع
القول في تأويل قوله ; وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا (39)قال أبو جعفر; يعني بذلك جل ثناؤه; وأيّ شيء على هؤلاء الذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر =" لو آمنوا بالله واليوم الآخر "، لو صدّقوا بأن الله واحدٌ لا شريك له، وأخلصوا له التوحيد، وأيقنوا بالبعث بعد الممات، وصدّقوا بأن الله مُجازيهم بأعمالهم يوم القيامة =" وأنفقوا مما رزقهم الله "، يقول; وأدّوا زكاة أموالهم التي رَزَقهم الله وأعطاهموها، طيبةً بها أنفسهم، ولم ينفقوها رئاء الناس، التماس الذكر والفخر عند أهل الكفر بالله، والمحمدة بالباطل عند الناس =" وكان الله "، بهؤلاء الذين وصَف صفتهم أنهم ينفقون أموالهم رئاء الناس نفاقًا، وهم بالله واليوم الآخر مكذّبون =" عليمًا "، يقول; ذا علم بهم وبأعمالهم، (13) وما يقصدون ويريدون بإنفاقهم ما ينفقون من أموالهم، وأنهم يريدون بذلك الرَياء والسُّمعة والمحمدة في الناس، وهو حافظ عليهم أعمالهم، لا يخفَى عليه شيء منها، حتى يجازيهم بها جزاءهم عند مَعادهم إليه.----------------الهوامش ;(13) في المخطوطة; "ذو علم" بالرفع ، ولا بأس به.
أي: أي شيء عليهم وأي حرج ومشقة تلحقهم لو حصل منهم الإيمان بالله الذي هو الإخلاص، وأنفقوا من أموالهم التي رزقهم الله وأنعم بها عليهم فجمعوا بين الإخلاص والإنفاق، ولما كان الإخلاص سرًّا بين العبد وبين ربه، لا يطلع عليه إلا الله أخبر تعالى بعلمه بجميع الأحوال فقال: { وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا }
(الواو) استئنافية
(ما) اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ ،
(ذا) اسم موصول مبني في محل رفع خبر
(على) حرف جرو (هم) ضمير في محل جر متعلق بمحذوف صلة ذا
(لو) حرف شرط غير جازم- حرف امتناع لامتناع -،
(آمنوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعلـ (بالله) جار ومجرور متعلق بـ (آمنوا) ،
(الواو) عاطفة
(اليوم) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله
(الآخر) نعت مجرور
(الواو) عاطفة
(أنفقوا) مثل آمنوا
(من) حرف جر
(ما) اسم موصول مبني في محل جر متعلق بـ (أنفقوا) ،
(رزق) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به
(الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع.
(الواو) استئنافية
(كان) فعل ماض ناقص
(الله) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع
(الباء) حرف جر و (هم) ضمير في محل جر متعلق بـ (عليما) وهذا الأخير خبر كان منصوب.
جملة «ماذا عليهم ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة «آمنوا ... » لا محل لها استئنافية ... وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي: لو آمنوا لم يضرهم.
وجملة «أنفقوا ... » لا محل لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة «رزقهم الله» لا محل لها صلة الموصول الاسمي أو الحرفي(ما) .
وجملة «كان الله ... » لا محل لها استئنافية.
- القرآن الكريم - النساء٤ :٣٩
An-Nisa'4:39