الرسم العثمانياسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُۥ مِنَ اللَّهِ ۚ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ
الـرسـم الإمـلائـياِسۡتَجِيۡبُوۡا لِرَبِّكُمۡ مِّنۡ قَبۡلِ اَنۡ يَّاۡتِىَ يَوۡمٌ لَّا مَرَدَّ لَهٗ مِنَ اللّٰهِؕ مَا لَكُمۡ مِّنۡ مَّلۡجَاٍ يَّوۡمَٮِٕذٍ وَّمَا لَكُمۡ مِّنۡ نَّكِيۡرٍ
تفسير ميسر:
استجيبوا لربكم- أيها الكافرون- بالإيمان والطاعة من قبل أن يأتي يوم القيامة، الذي لا يمكن رده، ما لكم من ملجأ يومئذ ينجيكم من العذاب، ولا مكان يستركم، وتتنكرون فيه. وفي الآية دليل على ذم التسويف، وفيها الأمر بالمبادرة إلى كل عمل صالح يعرض للعبد، فإن للتأخير آفات وموانع.
لما ذكر تعالى ما يكون في يوم القيامة من الأهوال والأمور العظام الهائلة حذر منه وأمر بالاستعداد له فقال "استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله" أي إذا أمر بكونه فإنه كلمح البصر يكون وليس له دافع ولا مانع. وقوله عز وجل "ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير" أي ليس لكم حصن تتحصنون فيه ولا مكان يستركم وتتنكرون فيه فتغيبون عن بصره تبارك وتعالى بل هو محيط بكم بعلمه وبصره وقدرته فلا ملجأ منه إلا إليه "يقول الإنسان يومئذ أين المفر كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر".
قوله تعالى ; استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجإ يومئذ وما لكم من نكير .قوله تعالى ; استجيبوا لربكم أي أجيبوه إلى ما دعاكم إليه من الإيمان به والطاعة . استجاب وأجاب بمعنى ، وقد تقدم . من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله يريد ; يوم القيامة ، [ ص; 45 ] أي ; لا يرده أحد بعدما حكم الله به وجعله أجلا ووقتا . ما لكم من ملجإ يومئذ أي من ملجأ ينجيكم من العذاب . وما لكم من نكير أي من ناصر ينصركم ، قاله مجاهد . وقيل ; النكير بمعنى المنكر ، كالأليم بمعنى المؤلم ، أي ; لا تجدون يومئذ منكرا لما ينزل بكم من العذاب ، حكاه ابن أبي حاتم ، وقاله الكلبي . الزجاج ; معناه أنهم لا يقدرون أن ينكروا الذنوب التي يوقفون عليها . وقيل ; ( من نكير ) أي ; إنكار ما ينزل بكم من العذاب ، والنكير والإنكار تغيير المنكر .
وقوله; ( اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ ) يقول تعالى ذكره للكافرين به; أجيبوا أيها الناس داعي الله وآمنوا به واتبعوه على ما جاءكم به من عند ربكم.( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ) يقول; لا شيء يرد مجيئه إذا جاء الله به, وذلك يوم القيامة.( مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذ ) يقول جلّ ثناؤه; ما لكم أيها الناس من معقل تحترزون فيه, وتلجئون إليه, فتعتصمون به من النازل بكم من عذاب الله على كفركم به, كان في الدنيا( وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ ) يقول; ولا أنتم تقدرون لما يحلّ بكم من عقابه يومئذ على تغييره, ولا على انتصار منه إذا عاقبكم بما عاقبكم به.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن عمرو, قال; ثنا أبو عاصم, قال; ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال; ثنا الحسن, قال; ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله; ( مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ ) قال; من مَحْرَز.وقوله; ( مِنْ نَكِيرٍ ) قال; ناصر ينصركم.حدثنا محمد, قال; ثنا أحمد, قال; ثنا أسباط, عن السديّ( مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذ ) تلجئون إليه ( وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ ) يقول; من عز تعتزون.
يأمر تعالى عباده بالاستجابة له، بامتثال ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه، وبالمبادرة بذلك وعدم التسويف، مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْم القيامة الذي إذا جاء لا يمكن رده واستدراك الفائت، وليس للعبد في ذلك اليوم ملجأ يلجأ إليه، فيفوت ربه، ويهرب منه.بل قد أحاطت الملائكة بالخليقة من خلفهم، ونودوا { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ } وليس للعبد في ذلك اليوم نكير لما اقترفه وأجرمه، بل لو أنكر لشهدت عليه جوارحه.وهذه الآية ونحوها، فيها ذم الأمل، والأمر بانتهاز الفرصة في كل عمل يعرض للعبد، فإن للتأخير آفات.
(لربّكم) متعلّق بـ (استجيبوا) ،
(من قبل) متعلّق بـ (استجيبوا) ،
(أن) حرف مصدريّ ونصبـ (لا) نافية للجنس
(له) متعلّق بمحذوف خبر لا
(من الله) متعلّق بالمصدر الميميّ
(مردّ) ..
والمصدر المؤوّلـ (أن يأتي..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(ما لكم من ملجأ) مثل ما له من وليّ ،
(يومئذ) ظرف زمان مضاف إلى الظرف إذ متعلّق بالمصدر
(ملجأ) ،
(الواو) عاطفة
(ما لكم من نكير) مثل الأول .
جملة: «استجيبوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو مستأنف.
وجملة: «يأتي يوم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «لا مردّ له ... » في محلّ جرّ نعت ليوم.
وجملة: «ما لكم من ملجأ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ .
وجملة: «ما لكم من نكير» لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف البيانيّ.
48-
(الفاء) عاطفة
(أعرضوا) ماض في محلّ جزم فعل الشرط
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(ما) نافية
(عليهم) متعلّق بالحالـ (حفيظا) ،
(إن) حرف نفي(عليك) خبر مقدّم
(إلّا) للحصر
(البلاغ) مبتدأ مؤخّر مرفوع
(الواو) استئنافيّة(منّا) متعلّق بحال من رحمة ،
(بها) متعلّق بـ (فرح) ،
(الواو) عاطفة
(ما) حرف مصدريّ ،
(الفاء) رابطة.
والمصدر المؤوّلـ (ما قدّمت ... ) في محلّ جرّ بـ (الباء) السببيّة متعلّق بـ (تصبهم) .
وجملة: «أعرضوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة القول المستأنفة المقدّرة.
وجملة: «ما أرسلناك ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أي: إن أعرضوا. فلا تحزن فما أرسلناك ... .
وجملة: «إن عليك إلّا البلاغ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إنّا إذا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أذقنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «فرح ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «تصبهم سيئة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا إذا ...وجملة: «قدّمت أيديهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .
وجملة: «إنّ الإنسان كفور ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أي:
إن تصبهم سيّئة كفروا بالنعمة وذكروا البليّة، إنّ الإنسان كفور.
- القرآن الكريم - الشورى٤٢ :٤٧
Asy-Syura42:47