الرسم العثمانيرَبِّ السَّمٰوٰتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَآ ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ
الـرسـم الإمـلائـيرَبِّ السَّمٰوٰتِ وَالۡاَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَاۘ اِنۡ كُنۡتُمۡ مُّوۡقِنِيۡنَ
تفسير ميسر:
أقسم الله تعالى بالقرآن الواضح لفظًا ومعنى. إنا أنزلناه في ليلة القدر المباركة كثيرة الخيرات، وهي في رمضان. إنا كنا منذرين الناس بما ينفعهم ويضرهم، وذلك بإرسال الرسل وإنزال الكتب؛ لتقوم حجة الله على عباده. فيها يُقضى ويُفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة من الملائكة كلُّ أمر محكم من الآجال والأرزاق في تلك السنة، وغير ذلك مما يكون فيها إلى آخرها، لا يبدَّل ولا يغيَّر. هذا الأمر الحكيم أمر مِن عندنا، فجميع ما يكون ويقدره الله تعالى وما يوحيه فبأمره وإذنه وعلمه. إنا كنا مرسلين إلى الناس الرسل محمدًا ومن قبله؛ رحمة من ربك -أيها الرسول- بالمرسل إليهم. إنه هو السميع يسمع جميع الأصوات، العليم بجميع أمور خلقه الظاهرة والباطنة. خالق السموات والأرض وما بينهما من الأشياء كلها، إن كنتم موقنين بذلك فاعلموا أن رب المخلوقات هو إلهها الحق. لا إله يستحق العبادة إلا هو وحده لا شريك له، يحيي ويميت، ربكم ورب آبائكم الأولين، فاعبدوه دون آلهتكم التي لا تقدر على ضر ولا نفع.
رب السموات والأرض وما بينهما وخالقهما ومالكهما وما فيهما إن كنتم موقنين أي إن كنتم متحققين.
قوله تعالى ; رب السماوات والأرض قرأ الكوفيون ( رب ) بالجر . الباقون بالرفع ، ردا على قوله ; ( إنه هو السميع العليم ) وإن شئت على الابتداء ، والخبر لا إله إلا هو . أو يكون خبر ابتداء حذوف ، تقديره ; هو رب السماوات والأرض . والجر على البدل من ( ربك ) وكذلك ; ربكم ورب آبائكم الأولين بالجر فيهما ، رواه الشيزري عن الكسائي . الباقون بالرفع على الاستئناف . ثم يحتمل أن يكون هذا الخطاب مع المعترف بأن الله خلق السماوات والأرض ، أي ; إن كنتم موقنين به فاعلموا أن له أن يرسل الرسل ، وينزل الكتب . ويجوز أن يكون الخطاب مع من لا يعترف أنه الخالق ، أي ; ينبغي أن يعرفوا أنه الخالق ، وأنه الذي يحيي ويميت . وقيل ; الموقن هاهنا هو الذي يريد اليقين ويطلبه ، كما تقول ; فلان ينجد ، أي ; يريد نجدا . ويتهم ، أي ; يريد تهامة .
القول في تأويل قوله تعالى ; رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7)اختلف القرّاء في قراءة قوله ( رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ) فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة " رَبُّ السَّمَاوَاتِ " بالرفع على إتباع إعراب الربّ إعراب السميع العليم. وقرأته عامة قرّاء الكوفة وبعض المكيين " ربِّ السمَاوَاتِ " خفضا ردّ على الرب في قوله جلّ جلاله رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ .والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.ويعني بقوله ( رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ) يقول تعالى ذكره الذي أنـزل هذا الكتاب يا محمد عليك, وأرسلك إلى هؤلاء المشركين رحمة من ربك, مالك السموات السبع والأرض وما بينهما من الأشياء كلها.وقوله ( إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ) يقول; إن كنتم توقنون بحقيقة ما أخبرتكم من أن ربكم ربّ السموات والأرض, فإن الذي أخبرتكم أن الله هو الذي هذه الصفات صفاته, وأن هذا القرآن تنـزيله, ومحمدا صلى الله عليه وسلم رسوله حق يقين, فأيقنوا به كما أيقنتم بما توقنون من حقائق الأشياء غيره.
{ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } أي: خالق ذلك ومدبره والمتصرف فيه بما شاء. { إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ } أي: عالمين بذلك علما مفيدا لليقين فاعلموا أن الرب للمخلوقات هو إلهها الحق .
(ربّ) بدل من ربّك مجرور مثله
(الواو) عاطفة
(ما) موصول في محلّ جرّ معطوف على السموات
(بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما
(كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط.. وجملة: «كنتم موقنين ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف أي فأيقنوا برسالة محمّد عليه السلام
- القرآن الكريم - الدخان٤٤ :٧
Ad-Dukhan44:7