الرسم العثمانيوَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِى مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ
الـرسـم الإمـلائـيوَاِذَا قِيۡلَ اِنَّ وَعۡدَ اللّٰهِ حَقٌّ وَّالسَّاعَةُ لَا رَيۡبَ فِيۡهَا قُلۡتُمۡ مَّا نَدۡرِىۡ مَا السَّاعَةُ ۙ اِنۡ نَّـظُنُّ اِلَّا ظَنًّا وَّمَا نَحۡنُ بِمُسۡتَيۡقِنِيۡنَ
تفسير ميسر:
وإذا قيل لكم; إن وعد الله ببعث الناس من قبورهم حق، والساعة لا شك فيها، قلتم; ما ندري ما الساعة؟ وما نتوقع وقوعها إلا توهمًا، وما نحن بمتحققين أن الساعة آتية.
وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها أي إذا قال لكم المؤمنون ذلك قلتم ما ندري ما الساعة أي لا نعرفها إن نظن إلا ظنا أي إن نتوهم وقوعها إلا توهما أي مرجوحا ولهذا قال وما نحن بمستيقنين أي بمتحققين.
قوله تعالى ; وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين .قوله تعالى ; وإذا قيل إن وعد الله حق أي البعث كائن . والساعة لا ريب فيها وقرأ حمزة ( والساعة ) بالنصب عطفا على وعد . الباقون بالرفع على الابتداء ، أو العطف على موضع إن وعد الله ولا يحسن على الضمير الذي في المصدر ، لأنه غير مؤكد ، والضمير المرفوع إنما يعطف عليه بغير تأكيد في الشعر . قلتم ما ندري ما الساعة هل هي حق أم باطل . إن نظن إلا ظنا تقديره عند المبرد ; إن نحن إلا نظن ظنا . وقيل ; التقدير ; إن نظن إلا أنكم تظنون ظنا . وقيل ; أي ; وقلتم إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين إن الساعة آتية .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32)يقول تعالى ذكره; ويقال لهم حينئذ; ( وَإِذَا قِيلَ) لَكُمُ (إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ ) الذي وعد عباده, أنه محييهم من بعد مماتهم, وباعثهم من قبورهم ( حَقٌّ وَالسَّاعَةُ ) التي أخبرهم أنه يقيمها لحشرهم, وجمعهم للحساب والثواب على الطاعة, والعقاب على المعصية, آتية ( لا رَيْبَ فِيهَا ) يقول; لا شكَ فيها, يعني في الساعة, والهاء في قوله ( فِيهَا ) من ذكر الساعة. ومعنى الكلام; والساعة لا ريب في قيامها, فاتقوا الله وآمنوا بالله ورسوله, واعملوا لما ينجيكم من عقاب الله فيها( قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ ) تكذيبا منكم بوعد الله جلّ ثناؤه, وردًا لخبره, وإنكارًا لقُدرته على إحيائكم من بعد مماتكم.وقوله ( إِنْ نَظُنُّ إِلا ظَنًّا ) يقول; وقلتم ما نظنّ أن الساعة آتية إلا ظنا( وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ ) أنها جائية, ولا أنها كائنة.واختلفت القرّاء في قراءة قوله ( وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا ) فقرأت ذلك عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة و ( السَّاعَةُ ) رفعا على الابتداء. وقرأته عامة قرّاء الكوفة " وَالسَّاعَةَ" نصبا عطفا بها على قوله ( إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ).والصواب من القول في ذلك عندنا, أنهما قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار صحيحتا المخرج في العربية متقاربتا المعنى, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
ويوبخون أيضا بقوله: { وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ } منكرين لذلك: { مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ }
الواو) عاطفة في الموضعين
(لا) نافية للجنس
(فيها) متعلّق بخبر لا
(ما) الأولى نافية والثانية استفهاميّة مبتدأ
(الساعة) خبر مرفوع
(إن) حرف نفي(إلّا) للحصر
(ظنّا) مفعول مطلق منصوب، ومفعولا نظنّ مقدّران أيّ ما نظنّ البعث كائنا
(الواو) عاطفة
(ما) نافية عاملة ليس
(مستيقنين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما وجملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «إنّ وعد الله حقّ» في محلّ رفع نائب الفاعل- هي مقول القول أصلا- وجملة: «الساعة لا ريب فيها» في محلّ رفع معطوفة على جملة نائب الفاعل وجملة: «لا ريب فيها» في محلّ خبر المبتدأ
(الساعة) وجملة: «قلتم» لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم وجملة: «ما ندري ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «ما الساعة» في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي ندري المعلّق بـ (ما) وجملة: «إن نظن إلّا ظنّا» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: «ما نحن بمستيقنين» لا محلّ لها معطوفة على جملة إن
- القرآن الكريم - الجاثية٤٥ :٣٢
Al-Jasiyah45:32