الرسم العثمانيأَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغٰنَهُمْ
الـرسـم الإمـلائـياَمۡ حَسِبَ الَّذِيۡنَ فِىۡ قُلُوۡبِهِمۡ مَّرَضٌ اَنۡ لَّنۡ يُّخۡرِجَ اللّٰهُ اَضۡغَانَهُمۡ
تفسير ميسر:
بل أظنَّ المنافقون أن الله لن يُخْرِج ما في قلوبهم من الحسد والحقد للإسلام وأهله؟ بلى فإن الله يميز الصادق من الكاذب.
أي أيعتقد المنافقون أن الله لا يكشف أمرهم لعباده المؤمنين بل سيوضح أمرهم ويجليه حتى يفهمهم ذوو البصائر وقد أنزل الله تعالى في ذلك سورة براءة فبين فيها فضائحهم وما يعتمدونه من الأفعال الدالة على نفاقهم ولهذا كانت تسمى الفاضحة والأضغان جمع ضغن وهو ما في النفوس من الحسد والحقد للإسلام وأهله والقائمين بنصره.
قوله تعالى ; أم حسب الذين في قلوبهم مرض نفاق وشك ، يعني المنافقين . أن لن يخرج الله أضغانهم الأضغان ; ما يضمر من المكروه . واختلف في معناه ، فقال السدي ; [ ص; 230 ] غشهم . وقال ابن عباس ; حسدهم . وقال قطرب ; عداوتهم ، وأنشد قول الشاعر ;قل لابن هند ما أردت بمنطق ساء الصديق وشيد الأضغاناوقيل ; أحقادهم . واحدها ضغن . قال ;وذي ضغن كففت النفس عنهوقد تقدم . وقال عمرو بن كلثوم ;وإن الضغن بعد الضغن يفشو عليك ويخرج الداء الدفيناقال الجوهري ; الضغن والضغينة ; الحقد . وقد ضغن عليه ( بالكسر ) ضغنا . وتضاغن القوم واضطغنوا ; أبطنوا على الأحقاد . واضطغنت الصبي إذا أخذته تحت حضنك . وأنشد الأحمر ;كأنه مضطغن صبياأي ; حامله في حجره . وقال ابن مقبل ;إذا اضطغنت سلاحي عند مغرضها ومرفق كرئاس السيف إذ شسفاوفرس ضاغن ; لا يعطي ما عنده من الجري إلا بالضرب . والمعنى ; أم حسبوا أن لن يظهر الله عداوتهم وحقدهم لأهل الإسلام .
القول في تأويل قوله تعالى ; أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29)يقول تعالى ذكره; أحسب هؤلاء المنافقون الذين في قلوبهم شكّ في دينهم, وضعف في يقينهم, فهم حيارى في معرفة الحقّ أن لن يُخرج الله ما في قلوبهم من الأضغان على المؤمنين, فيبديه لهم ويظهره, حتى يعرفوا نفاقهم, وحيرتهم في دينهم.
يقول تعالى: { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } من شبهة أو شهوة، بحيث تخرج القلب عن حال صحته واعتداله، أن الله لا يخرج ما في قلوبهم من الأضغان والعداوة للإسلام وأهله؟ هذا ظن لا يليق بحكمة الله، فإنه لا بد أن يميز الصادق من الكاذب، وذلك بالابتلاء بالمحن، التي من ثبت عليها، ودام إيمانه فيها، فهو المؤمن حقيقة، ومن ردته على عقبيه فلم يصبر عليها، وحين أتاه الامتحان، جزع وضعف إيمانه، وخرج ما في قلبه من الضغن، وتبين نفاقه، هذا مقتضى الحكمة الإلهية، مع أنه تعالى قال: { وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ }
(أم) منقطعة بمعنى بل والهمزة
(في قلوبهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ
(مرض)
(أن) مخفّفة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف.
جملة: «حسب الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «في قلوبهم مرض ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «لن يخرج الله ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّلـ (أن لن يخرج الله ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي حسب.
30-
(الواو) عاطفة
(لو) حرف شرط غير جازم
(اللام) واقعة في جواب لو في الموضعين و (الفاء) عاطفة
(بسيما) متعلّق بـ (عرفتهم) ،
(الواو) عاطفة و (اللام) الثالثة لام القسم لقسم مقدّر
(تعرفنّهم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع
(في لحن) متعلّق بـ (تعرفنّ) والجارّ للسببيّة،
(الواو) استئنافيّة.
وجملة: «نشاء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أريناكهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «عرفتهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «تعرفنّهم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «الله يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعلم أعمالكم» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(لله) .31-
(الواو) عاطفة
(لنبلونّكم) مثل لتعرفنّهم
(حتّى) حرف غاية وجرّ
(نعلم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى.
والمصدر المؤوّلـ (أن نعلم) في محلّ جرّ بـ (حتّى) متعلّق بـ (نبلونّكم) .
(منكم) متعلّق بحال من المجاهدين
(الواو) عاطفة في الموضعين
(نبلو) مضارع منصوب معطوف على
(نعلم) .
وجملة: «نبلونّكم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة الأولى.
وجملة: «نعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر وجملة: «نبلو ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نعلم
- القرآن الكريم - محمد٤٧ :٢٩
Muhammad47:29