الرسم العثمانيوَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتّٰى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
الـرسـم الإمـلائـيوَلَوۡ اَنَّهُمۡ صَبَرُوۡا حَتّٰى تَخۡرُجَ اِلَيۡهِمۡ لَـكَانَ خَيۡرًا لَّهُمۡؕ وَاللّٰهُ غَفُوۡرٌ رَّحِيۡمٌ
تفسير ميسر:
ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرًا لهم عند الله؛ لأن الله قد أمرهم بتوقيرك، والله غفور لما صدر عنهم جهلا منهم من الذنوب والإخلال بالآداب، رحيم بهم حيث لم يعاجلهم بالعقوبة.
أي لكان لهم في ذلك الخيرة والمصلحة في الدنيا والآخرة ثم قال جل ثناؤه داعيا لهم إلى التوبة والإنابة "والله غفور رحيم".
قوله تعالى ; ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم .أي لو انتظروا خروجك لكان أصلح في دينهم ودنياهم . وكان - صلى الله عليه وسلم - لا يحتجب عن الناس إلا في أوقات يشتغل فيهما بمهمات نفسه ، فكان إزعاجه في تلك الحالة من سوء الأدب وقيل ; كانوا جاءوا شفعاء في أسارى بني عنبر فأعتق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نصفهم ، وفادى على النصف . ولو صبروا لأعتق جميعهم بغير فداء . والله غفور رحيم
القول في تأويل قوله تعالى ; وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)وقوله ( وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ) يقول تعالى ذكره; ولو أن هؤلاء الذين ينادونك يا محمد من وراء الحجرات صبروا فلم ينادوك حتى تخرج إليهم إذا خرجت, لكان خيرا لهم عند الله, لأن الله قد أمرهم بتوقيرك وتعظيمك, فهم بتركهم نداءك تاركون ما قد نهاهم الله عنه,( وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) يقول تعالى ذكره; الله ذو عفو عمن ناداك من وراء الحجاب, إن هو تاب من معصية الله بندائك كذلك, وراجع أمر الله في ذلك, وفي غيره; رحيم به أن يعاقبه على ذنبه ذلك من بعد توبته منه.
فأدب العبد، عنوان عقله، وأن الله مريد به الخير، ولهذا قال: { وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } أي: غفور لما صدر عن عباده من الذنوب، والإخلال بالآداب، رحيم بهم، حيث لم يعاجلهم بذنوبهم بالعقوبات والمثلات.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الحجرات٤٩ :٥
Al-Hujurat49:5