الرسم العثمانيفَأَثٰبَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنّٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الْأَنْهٰرُ خٰلِدِينَ فِيهَا ۚ وَذٰلِكَ جَزَآءُ الْمُحْسِنِينَ
الـرسـم الإمـلائـيفَاَثَابَهُمُ اللّٰهُ بِمَا قَالُوۡا جَنّٰتٍ تَجۡرِىۡ مِنۡ تَحۡتِهَا الۡاَنۡهٰرُ خٰلِدِيۡنَ فِيۡهَا ؕ وَذٰلِكَ جَزَآءُ الۡمُحۡسِنِيۡنَ
تفسير ميسر:
فجزاهم الله بما قالوا من الاعتزاز بإيمانهم بالإسلام، وطلبهم أن يكونوا مع القوم الصالحين، جنات تجري من تحت أشجارها الأنهار، ماكثين فيها لا يخرجون منها، ولا يُحوَّلون عنها، وذلك جزاء إحسانهم في القول والعمل.
قال تعالى ههنا" فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار" أي فجازاهم على إيمانهم وتصديقهم واعترافهم بالحق جنات تجري من تحتها الأنهار" خالدين فيها" أي ماكثين فيها أبدا لا يحولون ولا يزولون" وذلك جزاء المحسنين" أي في اتباعهم الحق وانقيادهم له حيث كان وأين كان ومع من كان.
قوله تعالى ; فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنينقوله تعالى ; فأثابهم الله بما قالوا جنات دليل على إخلاص إيمانهم وصدق مقالهم ; فأجاب الله سؤالهم وحقق طمعهم - وهكذا من خلص إيمانه وصدق يقينه يكون ثوابه الجنة .
القول في تأويل قوله ; فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; فجزاهم الله بقولهم; " رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ * وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ =" جنات تجري من تحتها الأنهار "، يعني; بساتين تجري من تحت أشجارها الأنهار=" خالدين فيها "، يقول; دائمًا فيها مكثهم، لا يخرجون منها ولا يحوَّلون عنها=" وذلك جزاء المحسنين "، يقول; وهذا الذي جَزَيتُ هؤلاء القائلين بما وصفتُ عنهم من قيلهم على ما قالوا، من الجنات التي هم فيها خالدون، جزاءُ كل محسنٍ في قِيله وفِعله.* * *و " إحسان المحسن " في ذلك، أن يوحِّد الله توحيدًا خالصًا محضًا لا شرك فيه، ويقرّ بأنبياء الله وما جاءت به من عند الله من الكتب، ويؤدِّي فرائضَه، ويجتنب معاصيه. (11) فذلك كمال إحسان المحسنين الذين قال الله تعالى ذكره; " جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ". (12)-------------------الهوامش ;(11) انظر تفسير"الإحسان" فيما سلف 8; 334 ، تعليق; 2 ، والمراجع هناك.(12) أخشى أن يكون صواب العبارة; "الذين قال الله تعالى ذكره أنه أثابهم بما قالوا جنات..." ، ولكني تركت ما في المخطوطة والمطبوعة على حاله.
قال الله تعالى: { فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا } أي: بما تفوهوا به من الإيمان ونطقوا به من التصديق بالحق { جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ } وهذه الآيات نزلت في النصارى الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، كالنجاشي وغيره ممن آمن منهم. وكذلك لا يزال يوجد فيهم من يختار دين الإسلام، ويتبين له بطلان ما كانوا عليه، وهم أقرب من اليهود والمشركين إلى دين الإسلام.
(الفاء) عاطفة
(أثاب) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به
(الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع
(الباء) حرف جر للسببية
(ما) حرف مصدري ،
(قالوا) فعل ماض وفاعله
(جنات) مفعول به ثان عامله أثابهم منصوب وعلامة النصب الكسرة
(تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء
(من تحت) جار ومجرور متعلق بـ (تجري) ، و (ها) ضمير مضاف إليه على حذف مضاف أي من تحت أشجارها
(الأنهار) فاعل مرفوع
(خالدين) حال منصوبة من ضمير الغائب في(أثابهم) وعلامة النصب الياء
(في) حرف جر و (ها) ضمير في محلّ جر متعلق بخالدين
(الواو) استئنافية
(ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ ... و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطابـ (جزاء) خبر مرفوع
(المحسنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء.
والمصدر المؤولـ (ما قالوا) في محلّ جر بالباء متعلق بـ (أثابهم) .
جملة «أثابهم الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يقولون .
وجملة «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي(ما) .
وجملة «تجري ... الأنهار» في محلّ نصب نعت لجنات.
وجملة «ذلك جزاء....» لا محلّ لها استئنافية.
- القرآن الكريم - المائدة٥ :٨٥
Al-Ma'idah5:85