بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ
بِاَكۡوَابٍ وَّاَبَارِيۡقَ وَكَاۡسٍ مِّنۡ مَّعِيۡنٍۙ
تفسير ميسر:
يطوف عليهم لخدمتهم غلمان لا يهرمون ولا يموتون، بأقداح وأباريق وكأس من عين خمر جارية في الجنة، لا تُصَدَّعُ منها رؤوسهم، ولا تذهب بعقولهم.
أما الأكواب فهي الكيزان التي لا خراطيم لها ولا آذان والأباريق التي جمعت الوصفين والكؤوس الهنابات والجميع من خمر من عين جارية معين ليس من أوعية تنقطع وتفرغ بل من عيون سارحة.
بأكواب وأباريق أكواب جمع كوب وقد مضى في ( الزخرف ) [ ص; 185 ] وهي الآنية التي لا عرى لها ولا خراطيم ، والأباريق التي لها عرى وخراطيم واحدها إبريق ، سمي بذلك لأنه يبرق لونه من صفائه .وكأس من معين مضى في ( والصافات ) القول فيه . والمعين ; الجاري من ماء أو خمر ، غير أن المراد في هذا الموضع الخمر الجارية من العيون . وقيل ; الظاهرة للعيون فيكون " معين " مفعولا من المعاينة . وقيل ; هو فعيل من المعن وهو الكثرة . وبين أنها ليست كخمر الدنيا التي تستخرج بعصر وتكلف ومعالجة .
وقوله; ( بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ ) والأكواب; جمع كوب، وهو من الأباريق ما اتسع رأسه، ولم يكن له خرطوم.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله; ( بِأَكْوَابٍ ) قال; الأكواب; الجرار من الفضة.حدثنا ابن بشار، قال; ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ ) قال; الأباريق; ما كان لها آذان، والأكواب ما ليس لها آذان.حدثنا ابن بشار، قال; ثنا عبد الرحمن، قال; ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، قال; الأكواب ليس لها آذان.حدثنا يعقوب، قال; ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، قال; سئل الحسن عن الأكواب، قال; هي الأباريق التي يصبّ لهم منها.حدثنا أبو كُرَيب وأبو السائب، قالا ثنا ابن إدريس، قال; سمعت أبي، قال; مر أبو صالح صاحب الكلبي قال; فقال أبي، قال لي الحسن وأنا جالس; سله، فقلت; ما الأكواب ؟ قال; جرار الفضة المستديرة أفواهها، والأباريق ذوات الخراطيم.حدثنا ابن حُميد، قال; ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( بِأَكْوَابٍ ) قال; ليس لها عرى ولا آذان.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة قوله; ( بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ ) والأكواب التي يغترف بها ليس لها خراطيم، وهي أصغر من الأباريق.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله; ( بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ ) قال; الأكواب التي دون الأباريق ليس لها عُرًى.حُدثت عن الحسين، قال; سمعت أبا معاذ يقول; ثنا عبيد، قال; سمعت الضحاك يقول; الأكواب جرار ليست لها عرى، وهي بالنبطية كوبا، وإياها عنى الأعشى بقوله;صَرِيفيٌَّـــةٌ طَيِّـــبٌ طَعْمُهـــالَهَــا زَبَــدٌ بَيــنَ كُــوب ودَنٌ (1)وأما الأباريق; فهي التي لها عرى.وقوله; ( وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ) وكأس خمر من شراب معين، ظاهر العيون، جار. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني عليّ، قال; ثنا أبو صالح، قال; ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله; ( وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ) ; قال الخمر.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله; ( وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ) أي من خمر جارية.حُدثت عن الحسين، قال; سمعت أبا معاذ، يقول; ثنا عبيد، قال; سمعت الضحاك يقول في قوله; ( وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ) الكأس; الخمر.حدثنا أبو سنان، قال; ثنا سليمان، قال; ثنا أبو هلال، عن قتادة، في قوله; ( وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ) قال; الخمر الجارية.حدثنا ابن حُمَيد، قال; ثنا مهران، عن سفيان، عن سلمة بن نبيط، عن الضحاك، مثله.-------------------الهوامش ;(1) وهذا الشاهد كذلك لأعشى بني قيس بن ثعلبة ( ديوانه طبعة القاهرة 17 ) والصريفية; الخمر المنسوبة إلى صريفون، وهو موضع بالعراق مشهور بجودة خمره. وقيل سماها صريفية لأنها أخذت من الدن ساعتئذ، كاللبن الصريف . وقيل نسبت إلى صريفين، وهو نهر يتخلج من الفرات. والصريف أيضا; الخمر التي لم يمزج بالماء . والكوب; الكوز لا عروة له. والدن; وعاء الخمر. والزبد ما يعلو الخمر من الرغوة إذا تحركت في الدن، أو صبت من الإبريق في الكأس.
ويدورون عليهم بآنية شرابهم { بِأَكْوَابٍ } وهي التي لا عرى لها، { وَأَبَارِيقَ } الأواني التي لها عرى، { وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ } أي: من خمر لذيذ المشرب، لا آفة فيها.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة