الرسم العثمانيفَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ
الـرسـم الإمـلائـيفَاَمَّاۤ اِنۡ كَانَ مِنَ الۡمُقَرَّبِيۡنَۙ
تفسير ميسر:
فأما إن كان الميت من السابقين المقربين، فله عند موته الرحمة الواسعة والفرح وما تطيب به نفسه، وله جنة النعيم في الآخرة.
هذه الأحوال الثلاثة هي أحوال الناس عند احتضارهم إما أن يكون من المقربين أو يكون ممن دونهم من أصحاب اليمين وإما أن يكون من المكذبين بالحق الضالين عن الهدى الجاهلين بأمر الله ولهذا قال تعالى "فأما إن كان" أي المحتضر "من المقربين" وهم الذين فعلوا الواجبات والمستحبات وتركوا المحرمات والمكروهات وبعض المباحات.
قوله تعالى ; فأما إن كان من المقربين ذكر طبقات الخلق عند الموت وعند البعث ، وبين درجاتهم فقال ; فأما إن كان هذا المتوفى من المقربين وهم السابقون .
وقوله; ( فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ ) يقول تعالى ذكره; فأما إن كان الميت من المقرّبين الذين قرّبهم الله من جواره في جنانه ( فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ ) يقول; فله روح وريحان.واختلف القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الأمصار ( فَرَوْحٌ ) بفتح الراء، بمعنى; فله برد.( وَرَيْحَانٌ ) يقول; ورزق واسع في قول بعضهم، وفي قول آخرين فله راحة وريحان وقرأ ذلك الحسن البصريّ( فَرُوحٌ ) بضم الراء، بمعنى; أن روحه تخرج في ريحانة.وأولى القراءتين في ذلك بالصواب قراءة من قرأه بالفتح لإجماع الحجة من القرّاء عليه، بمعنى; فله الرحمة والمغفرة، والرزق الطيب الهنيّ.
ذكر الله تعالى أحوال الطوائف الثلاث: المقربين، وأصحاب اليمين، والمكذبين الضالين، في أول السورة في دار القرار.ثم ذكر أحوالهم في آخرها عند الاحتضار والموت، فقال: { فَأَمَّا إِنْ كَانَ } الميت { مِنَ الْمُقَرَّبِينَ } وهم الذين أدوا الواجبات والمستحبات، وتركوا المحرمات والمكروهات وفضول المباحات.
(الفاء) استئنافيّة تفريعيّة
(أمّا) حرف شرط وتفصيلـ (كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط لـ (إن) واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي الميّت
(من المقرّبين) متعلّق بخبر كان
(الفاء) رابطة لجواب الشرط «1» ،(روح) مبتدأ مرفوع خبره محذوف مقدّم عليه أي له روح ،
(الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة
(أمّا إن ... اليمين) مثل نظيرها
(الفاء) رابطة لجواب الشرط ،
(سلام) مبتدأ مرفوع خبره
(لك) ،
(من أصحاب) متعلّق بالاستقرار المقدّر.
جملة: «كان من المقرّبين....» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «له روح ... » لا محلّ لها جواب الشرط
(أمّا) ... وجواب إن محذوف دلّ المذكور عليه وجملة: «كان من أصحاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان من المقرّبين.
وجملة: «سلام لك ... » لا محلّ لها جواب الشرط أمّا ... وجواب إن محذوف دلّ عليه المذكور
- القرآن الكريم - الواقعة٥٦ :٨٨
Al-Waqi'ah56:88