الرسم العثمانييُولِجُ الَّيْلَ فِى النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِى الَّيْلِ ۚ وَهُوَ عَلِيمٌۢ بِذَاتِ الصُّدُورِ
الـرسـم الإمـلائـييُوۡلِجُ الَّيۡلَ فِى النَّهَارِ وَيُوۡلِجُ النَّهَارَ فِى الَّيۡلِؕ وَهُوَ عَلِيۡمٌۢ بِذَاتِ الصُّدُوۡرِ
تفسير ميسر:
يُدْخِل ما نقص من ساعات الليل في النهار فيزيد النهار، ويُدْخِل ما نقص من ساعات النهار في الليل فيزيد الليل، وهو سبحانه عليم بما في صدور خلقه.
أي هو المتصرف في الخلق يقلب الليل والنهار ويقدرهما بحكمته كما يشاء فتارة يطول الليل ويقصر النهار وتارة بالعكس وتارة يتركهما معتدلين وتارة يكون الفصل شتاء ثم ربيعا ثم قيظا ثم خريفا وكل ذلك بحكمته وتقديره لما يريده بخلقه "وهوعليم بذات الصدور" أي يعلم السرائر وإن دقت وإن خفيت.
قوله تعالى ; يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل تقدم في آل عمران .وهو عليم بذات الصدور أي ; لا تخفى عليه الضمائر ، ومن كان بهذه الصفة فلا يجوز أن يعبد من سواه .
وقوله; (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ )، يعني بقوله; (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ ) يدخل ما نقص من ساعات الليل في النهار، فيجعله زيادة في ساعاته، (وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ) يقول; ويدخل ما نقص من ساعات النهار في الليل، فيجعله زيادة في ساعات الليل.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.وقد ذكرنا الرواية بما قالوا فيما مضى من كتابنا هذا، غير أنا نذكر في هذا الموضع بعض ما لم نذكر هنالك إن شاء الله تعالى .حدثنا هناد بن السريّ، قال; ثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرِمة، في قوله; (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ) قال; قصر هذا في طول هذا، وطول هذا في قصر هذا.حدثنا ابن بشار، قال; ثنا مؤمل، قال; ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، في قوله; (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ) قال; دخول الليل في النهار، ودخول النهار في الليل.حدثني أبو السائب، قال; ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، في قوله; (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ) قال; قصر أيام الشتاء في طول ليله، وقصر ليل الصيف في طول نهاره.وقوله; (وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) يقول; وهو ذو علم بضمائر صدور عباده، وما عزمت عليه نفوسهم من خير أو شرّ، أو حدّثت بهما أنفسهم، لا يخفى عليه من ذلك خافية.
{ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ } أي: يدخل الليل على النهار، فيغشيهم الليل بظلامه، فيسكنون ويهدأون، ثم يدخل النهار على الليل، فيزول ما على الأرض من الظلام، ويضيء الكون، فيتحرك العباد، ويقومون إلى مصالحهم ومعايشهم، ولا يزال الله يكور الليل على النهار، والنهار على الليل، ويداول بينهما، في الزيادة والنقص، والطول والقصر، حتى تقوم بذلك الفصول، وتستقيم الأزمنة، ويحصل من المصالح ما يحصل بذلك، فتبارك الله رب العالمين، وتعالى الكريم الجواد، الذي أنعم على عباده بالنعم الظاهرة والباطنة، { وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } أي: بما يكون في صدور العالمين، فيوفق من يعلم أنه أهل لذلك، ويخذل من يعلم أنه لا يصلح لهدايته
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الحديد٥٧ :٦
Al-Hadid57:6