الرسم العثمانييٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوٓا إِذَا تَنٰجَيْتُمْ فَلَا تَتَنٰجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوٰنِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنٰجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوٰى ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِىٓ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
الـرسـم الإمـلائـييٰۤاَيُّهَا الَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡۤا اِذَا تَنَاجَيۡتُمۡ فَلَا تَـتَـنَاجَوۡا بِالۡاِثۡمِ وَالۡعُدۡوَانِ وَمَعۡصِيَتِ الرَّسُوۡلِ وَتَنَاجَوۡا بِالۡبِرِّ وَالتَّقۡوٰىؕ وَاتَّقُوا اللّٰهَ الَّذِىۡۤ اِلَيۡهِ تُحۡشَرُوۡنَ
تفسير ميسر:
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، إذا تحدثتم فيما بينكم سرًا، فلا تتحدثوا بما فيه إثم من القول، أو بما هو عدوان على غيركم، أو مخالفة لأمر الرسول، وتحدثوا بما فيه خير وطاعة وإحسان، وخافوا الله بامتثالكم أوامره واجتنابكم نواهيه، فإليه وحده مرجعكم بجميع أعمالكم وأقوالكم التي أحصاها عليكم، وسيجازيكم بها.
قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول" أي كما يتناجى به الجهلة من كفرة أهل الكتاب ومن مألاهم على ضلالهم من المنافقين "وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون" أي فيخبركم بجميع أعمالكم وأقوالكم التي أحصاها عليكم وسيجزيكم بها. قال الإمام أحمد حدثنا بهز وعفان قالا أخبرنا همام عن قتادة عن صفوان بن محرز قال كنت آخذا بيد ابن عمر إذ عرض له رجل فقال كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى يوم القيامة ؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره من الناس ويقرره بذنوبه ويقول له أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا ؟ أتعرف ذنب كذا ؟ حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أن قد هلك قال فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ثم يعطى كتاب حسناته وأما الكفار والمنافقون فيقول الأشهاد "هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين" أخرجاه في الصحيحين من حديث قتادة.
قوله تعالى ; يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرونقوله تعالى ; يا أيها الذين آمنوا إذا نهى المؤمنين أن يتناجوا فيما بينهم كفعل المنافقين واليهود فقال ; يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم أي ; تساررتم .فلا تتناجوا هذه قراءة العامة . وقرأ يحيى بن وثاب وعاصم ورويس عن يعقوب " فلا تنتجوا " من الانتجاء بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر أي ; بالطاعة والتقوى بالعفاف عما نهى الله عنه . وقيل ; الخطاب للمنافقين ، أي ; يا أيها الذين آمنوا بزعمهم . وقيل ; أي ; يا أيها الذين آمنوا بموسى . واتقوا الله الذي إليه تحشرون أي ; تجمعون في الآخرة .
القول في تأويل قوله تعالى ; يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9)يقول تعالى ذكره; يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله (إِذَا تَنَاجَيْتُمْ ) بينكم، (فَلا تَتَنَاجَوْا بِالإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ ) ولكن (وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ )، يعني; طاعة الله، وما يقرّبكم منه، (وَالتَّقْوَى ) يقول; وباتقائه بأداء ما كلَّفكم من فرائضه واجتناب معاصيه، (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) يقول; وخافوا الله الذي إليه مصيركم، وعنده مجتمعكم في تضييع فرائضه، والتقدّم على معاصيه أن يعاقبكم عليه عند مصيركم إليه.
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصبـ (الذين) بدل من أيّ في محلّ نصب- أو عطف بيان-
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(لا) ناهية جازمة
(بالإثم) متعلّق بـ (تتناجوا) ،
(بالبرّ) متعلّق بـ (تناجوا) ،
(إليه) متعلّق بـ (تحشرون) و (الواو) فيه نائب الفاعل.
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «امنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «تناجيتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا تتناجوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.وجملة: «تناجوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «تحشرون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذي) .
10-
(إنّما) كافّة ومكفوفة
(من الشيطان) متعلّق بخبر المبتدأ
(النجوى) ،
(اللام) للتعليلـ (يحزن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام
(الذين) موصول في محلّ رفع فاعل ،
(الواو) حاليّة
(ضارّهم) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس، واسم ليس ضمير يعود على الشيطان
(شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر أي شيئا من الضرر
(إلّا) للاستثناء
(بإذن) متعلّق بنعت للمستثنى المحذوف أي إلّا ضررا حاصلا بإذن الله..
والمصدر المؤوّلـ (أن يحزن..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر ثان للنجوى.
(الواو) عاطفة
(على الله) متعلّق بـ (يتوكّل) ،
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر»
،
(اللام) لام الأمر
(يتوكّل) مضارع مجزوم، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين..
وجملة: «النجوى من الشيطان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يحزن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «ليس بضارّهم ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «يتوكّل المؤمنون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن اتّكلالناس على غير الله فليتوكّل المؤمنون على الله.. وجملة الشرط والجواب معطوفة على جملة جواب النداء من الشرط إذا وفعله.
- القرآن الكريم - المجادلة٥٨ :٩
Al-Mujadalah58:9