وَقَالُوا لَوْلَآ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ ۖ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِىَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ
وَقَالُوۡا لَوۡلَاۤ اُنۡزِلَ عَلَيۡهِ مَلَكٌ ؕ وَلَوۡ اَنۡزَلۡـنَا مَلَـكًا لَّـقُضِىَ الۡاَمۡرُ ثُمَّ لَا يُنۡظَرُوۡنَ
تفسير ميسر:
وقال هؤلاء المشركون; هلا أنزل الله تعالى على محمد مَلَكًا من السماء؛ ليصدقه فيما جاء به من النبوة، ولوأنزلنا مَلَكًّا من السماء إجابة لطلبهم لقضي الأمر بإهلاكهم، ثم لا يمهلون لتوبة، فقد سبق في علم الله أنهم لا يؤمنون.
"وقالوا لولا أنزل عليه ملك" أي ليكون معه نذيرا قال الله تعالى "ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون" أي لو نزلت الملائكة على ما هم عليه لجاءهم من الله العذاب.كما قال الله تعالى "ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين" وقوله "يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين" الآية.
قوله تعالى ; وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون[ ص; 305 ] قوله تعالى ; وقالوا لولا أنزل عليه ملك اقترحوا هذا أيضا و ( لولا ) بمعنى هلا . ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر قال ابن عباس ; لو رأوا الملك على صورته لماتوا إذ لا يطيقون رؤيته . مجاهد وعكرمة ; لقامت الساعة . قال الحسن وقتادة ; لأهلكوا بعذاب الاستئصال ; لأن الله أجرى سنته بأن من طلب آية فأظهرت له فلم يؤمن أهلكه الله في الحال . ثم لا ينظرون أي ; لا يمهلون ولا يؤخرون .
القول في تأويل قوله ; وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ (8)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; قال هؤلاء المكذبون بآياتي، العادلون بي الأندادَ والآلهةَ، يا محمد، لك لو دعوتهم إلى توحيدي والإقرار بربوبيتي, وإذا أتيتهم من الآيات والعبر بما أتيتهم به، واحتججت عليهم بما احتججت عليهم مما قطعتَ به عذرَهم; هَلا نـزل عليك ملك من السماء في صورته، (25) يصدّقكَ على ما جئتنا به, ويشهد لك بحقيقة ما تدَّعي من أنَّ الله أرسلك إلينا! كما قال تعالى ذكره مخبرًا عن المشركين في قِيلهم لنبي الله صلى الله عليه وسلم; وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنْـزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا [سورة الفرقان; 7] ، =" ولو أنـزلنا مَلَكًا لقضي الأمر ثم لا ينظرون " ، يقول; ولو أنـزلنا ملكًا على ما سألوا، ثم كفروا ولم يؤمنوا بي وبرسولي, لجاءهم العذابُ عاجلا غيرَ آجل, (26) ولم يُنْظروا فيؤخَّروا بالعقوبة مراجعةَ التوبة, (27) كما فعلت بمن قبلهم من الأمم التي سألت الآيات، ثم كفرت بعد مجيئها، من تعجيل النقمة، وترك الإنظار، كما;-13078 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي; " ولو أنـزلنا ملكًا لقضي الأمر ثم لا ينظرون "، يقول; لجاءهم العذاب.13079 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة; " ولو أنـزلنا ملكًا لقضي الأمر ثم لا ينظرون " ، يقول; ولو أنهم أنـزلنا إليهم ملكًا، ثم لم يؤمنوا، لم يُنْظَروا.13080 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله تعالى ذكره; " لولا أنـزل عليه ملك " في صورته =" ولو أنـزلنا ملكًا لقضي الأمر " ، لقامت الساعة.13081 - حدثنا ابن وكيع, عن أبيه قال، حدثنا أبو أسامة, عن سفيان الثوري, عن عكرمة; " لقضي الأمر " ، قال; لقامت الساعة.13082- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة; " ولو أنـزلنا ملكًا لقضي الأمر " ، قال يقول; لو أنـزل الله ملكًا ثم لم يؤمنوا, لعجل لهم العذاب.* * *وقال آخرون في ذلك بما ;-13083- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا عثمان بن سعيد قال، أخبرنا بشر بن عمارة, عن أبي روق، عن الضحاك, عن ابن عباس قوله; " ولو أنـزلنا ملكًا لقضي الأمر ثم لا ينظرون " ، قالا لو آتاهم ملك في صورته لماتوا, ثم لم يؤخَّرُوا طرفةَ عينٍ .* * *---------------الهوامش ;(25) انظر تفسير"لولا" فيما سلف 2 ; 552 ، 553/10 ; 448 وما سيأتي ص; 343.(26) انظر تفسير"قضى" فيما سلف 2; 542/4; 195/9; 164.(27) انظر تفسير"انظر" فيما سلف 3; 264/6; 577.
{ وَقَالُوا } أيضا تعنتا مبنيا على الجهل، وعدم العلم بالمعقول. { لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ } أي: هلا أنزل مع محمد ملك، يعاونه ويساعده على ما هو عليه بزعمهم أنه بشر، وأن رسالة الله، لا تكون إلا على أيدي الملائكة. قال الله في بيان رحمته ولطفه بعباده، حيث أرسل إليهم بشرا منهم يكون الإيمان بما جاء به، عن علم وبصيرة، وغيب. { وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا } برسالتنا، لكان الإيمان لا يصدر عن معرفة بالحق، ولكان إيمانا بالشهادة، الذي لا ينفع شيئا وحده، هذا إن آمنوا، والغالب أنهم لا يؤمنون بهذه الحالة، فإذا لم يؤمنوا قضي الأمر بتعجيل الهلاك عليهم وعدم إنظارهم، لأن هذه سنة الله، فيمن طلب الآيات المقترحة فلم يؤمن بها، فإرسال الرسول البشري إليهم بالآيات البينات، التي يعلم الله أنها أصلح للعباد، وأرفق بهم، مع إمهال الله للكافرين والمكذبين خير لهم وأنفع، فطلبُهم لإنزال الملك شر لهم لو كانوا يعلمون، ومع ذلك، فالملك لو أنزل عليهم، وأرسل، لم يطيقوا التلقي عنه، ولا احتملوا ذلك، ولا أطاقته قواهم الفانية.
(الواو) عاطفة
(قالوا) فعل ماض وفاعله
(لولا) حرف تحضيض أي هلا ،
(أنزل) فعل ماض مبني للمجهولـ (عليه) مثل عليك ، متعلق بـ (أنزل) ،
(ملك) نائب فاعل مرفوع
(الواو) ، استئنافيّة،
(لو أنزلنا ملكا) مثل لو نزلنا ... كتابا ،
(اللام) واقعة في جواب لو (قضي) فعل ماض مبني للمجهولـ (الأمر) نائب فاعل مرفوع
(ثم) حرف عطف
(لا) نافية
(ينظرون) مضارع مبني للمجهول مرفوع ... والواو نائب فاعل.
جملة «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في السابقة.
وجملة «أنزل عليه ملك» في محل نصب مقول القول.
وجملة «أنزلنا ... » لا محلّ لها استئنافية.
وجملة «قضي الأمر....» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة «لا ينظرون» لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
(9)
(الواو) عاطفة
(لو جعلناه ملكا) أداة شرط وفعل وفاعل ومفعول أول ومفعول ثان
(اللام) واقعة في جواب لو (جعلنا) فعل ماض وفاعله و (الهاء) ضمير مفعول به أولـ (رجلا) مفعول به ثان
(الواو) عاطفة
(اللام) مثل الأولـ (لبسنا) مثل جعلنا
(على) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (لبسنا) مثل جعلنا
(على) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (لبسنا) ،
(ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به ،
(يلبسون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل.وجملة «جعلناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا.
وجملة «جعلنا
(الثانية) » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة «لبسنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة «يلبسون» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .