الرسم العثمانييٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوٰلُكُمْ وَلَآ أَوْلٰدُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ فَأُولٰٓئِكَ هُمُ الْخٰسِرُونَ
الـرسـم الإمـلائـييٰۤاَيُّهَا الَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡا لَا تُلۡهِكُمۡ اَمۡوَالُكُمۡ وَلَاۤ اَوۡلَادُكُمۡ عَنۡ ذِكۡرِ اللّٰهِۚ وَمَنۡ يَّفۡعَلۡ ذٰلِكَ فَاُولٰٓٮِٕكَ هُمُ الۡخٰسِرُوۡنَ
تفسير ميسر:
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، لا تَشْغَلْكم أموالكم ولا أولادكم عن عبادة الله وطاعته، ومن تشغَله أمواله وأولاده عن ذلك، فأولئك هم المغبونون حظوظهم من كرامة الله ورحمته.
يقول تعالى آمرا لعباده المؤمنين بكثرة ذكره وناهيا لهم عن أن تشغلهم الأموال والأولاد عن ذلك ومخبرا لهم بأنه من التهى بمتاع الحياة الدنيا وزينتها عما خلق له من طاعة ربه وذكره فإنه من الخاسرين الذين يخسرون أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ثم حثهم على الإنفاق في طاعته.
قوله تعالى ; ياأيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون حذر المؤمنين أخلاق المنافقين ; أي لا تشتغلوا بأموالكم كما فعل المنافقون إذ قالوا - للشح بأموالهم - ; لا تنفقوا على من عند رسول الله . عن ذكر الله ؛ أي عن الحج والزكاة . وقيل ; عن قراءة القرآن . وقيل ; عن إدامة الذكر . وقيل ; عن الصلوات الخمس ; قاله الضحاك . وقال الحسن ; جميع الفرائض ; كأنه قال عن طاعة الله . وقيل ; هو خطاب للمنافقين ; أي آمنتم بالقول فآمنوا بالقلب . ومن يفعل ذلك أي من يشتغل بالمال والولد عن طاعة ربه فأولئك هم الخاسرون .
يقول تعالى ذكره; يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله (لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ ) يقول; لا توجب لكم أموالكم (وَلا أَوْلادُكُمْ ) اللهو (عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ) وهو من ألهيته عن كذا وكذا، فلها هو يلهو لهوًا؛ ومنه قول امرئ القيس;وَمِثْلـكِ حُـبْلَى قـد طَـرَقَتُ وَمُرْضِعٍفألْهَيْتُهَــا عَــنْ ذِي تَمَـائمَ مُحْـوِلِ (2)وقيل; عُنِي بذكر الله جلّ ثناؤه في هذا الموضع; الصلوات الخمس.* ذكر من قال ذلك ;حدثنا ابن حميد، قال; ثنا مهران، عن أَبي سنان، عن ثابت، عن الضحاك ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ) قال; الصلوات الخمس.وقوله; (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ) يقول; ومن يلهه ماله وأولاده عن ذكر الله (فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) يقول; هم المغبونون حظوظهم من كرامة الله ورحمته تبارك وتعالى.------------------------الهوامش;(2) البيت لامرئ القيس. وقد سبق استشهاد المؤلف به في الجزء (17 ; 114) وشرحنا هناك شرحا مفصلا، فراجعه. وموضع الشاهد فيه هنا قوله "فألهيتها" وأصله من اللهو، وهو ما لهوت به ولعبت به وشغلك. من هوى وطرب ونحوهما، يقال; لهوت بالشيء ألهو به لهوا، وتلهيت به إذا لعبت وتشاغلت، وغفلت به عن غيره. وتقول; ألهاني فلان عن كذا; أي شغلني وأنساني، وكأن الهمزة فيه للسلب.
يأمر تعالى عباده المؤمنين بالإكثار من ذكره، فإن في ذلك الربح والفلاح، والخيرات الكثيرة، وينهاهم أن تشغلهم أموالهم وأولادهم عن ذكره، فإن محبة المال والأولاد مجبولة عليها أكثر النفوس، فتقدمها على محبة الله، وفي ذلك الخسارة العظيمة، ولهذا قال تعالى: { وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ } أي: يلهه ماله وولده، عن ذكر الله { فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } للسعادة الأبدية، والنعيم المقيم، لأنهم آثروا ما يفنى على ما يبقى، قال تعالى: { إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } .
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصبـ (الذين) موصول في محلّ نصب بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه-
(لا) ناهية جازمة
(لا) زائدة لتأكيد النهي
(أولادكم) معطوف على أموالكم مرفوع
(عن ذكر) متعلّق بـ (تلهكم) ،
(الواو) استئنافيّة
(من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(هم) ضمير فصل «1» .
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «لا تلهكم أموالكم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «من يفعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يفعل ذلك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) .
وجملة: «أولئك.. الخاسرون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
10-
(الواو) عاطفة
(ممّا) متعلّق بـ (أنفقوا) ، والعائد محذوف
(من قبل) متعلّق بـ (أنفقوا) ،
(أن) حرف مصدري ونصبـ (الموت) فاعلـ (يأتي) بحذف مضاف أي مقدّمات الموت
(الفاء) عاطفة
(يقول) مضارع منصوب معطوف على يأتي..
والمصدر المؤوّلـ (أن يأتي ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف
(لولا) حرف تحضيض بمعنى الدعاء
(إلى أجل)متعلّق بـ (أخّرتني) ،
(الفاء) فاء السببية
(أصدّق) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء
(الواو) عاطفة
(أكن) مضارع ناقص مجزوم جواب شرط مقدّر معطوف على جملة الدعاء ،
(من الصالحين) متعلّق بخبر أكن.
وجملة: «أنفقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «رزقناكم ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «يأتي ... الموت» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يأتي.. الموت.
وجملة: «ربّ ... » في محلّ نصب مقول القول .
وجملة: «أخّرتني ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أصّدّق ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر.
والمصدر المؤوّلـ (أن أصّدّق.) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من الدعاء المتقدّم المتمثّل في أداة التحضيض أي أثمّة تأخير في الأجل فتصدّق بالزكاة.
وجملة: «أكن ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
11-
(الواو) استئنافيّة والثانية عاطفة
(ما) حرف مصدريّ .
والمصدر المؤوّلـ (ما تعملون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر
(خبير) .
وجملة: «لن يؤخّر اللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جاء أجلها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فلن يؤخّره اللَّه .وجملة: «اللَّه خبير ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤخّر اللَّه.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .
- القرآن الكريم - المنافقون٦٣ :٩
Al-Munafiqun63:9