الرسم العثمانيوَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۚ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلٰى رَسُولِنَا الْبَلٰغُ الْمُبِينُ
الـرسـم الإمـلائـيوَاَطِيۡعُوا اللّٰهَ وَاَطِيۡعُوا الرَّسُوۡلَۚ فَاِنۡ تَوَلَّيۡتُمۡ فَاِنَّمَا عَلٰى رَسُوۡلِنَا الۡبَلٰغُ الۡمُبِيۡنُ
تفسير ميسر:
وأطيعوا الله -أيها الناس- وانقادوا إليه فيما أمر به ونهى عنه، وأطيعوا الرسول صلى الله عليه وسلم، فيما بلَّغكم به عن ربه، فإن أعرضتم عن طاعة الله ورسوله، فليس على رسولنا ضرر في إعراضكم، وإنما عليه أن يبلغكم ما أرسل به بلاغًا واضح البيان.
وقوله تعالى "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول" أمر بطاعة الله ورسوله فيما شرع وفعل ما به أمر وترك ما عنه نهى وزجر. ثم قال تعالى "فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين" أي إن نكلتم عن العمل فإنما عليه ما حمل من البلاغ وعليكم ما حملتم من السمع والطاعة. قال الزهري من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم.
أي هونوا على أنفسكم المصائب , واشتغلوا بطاعة الله , واعملوا بكتابه , وأطيعوا الرسول في العمل بسنته ; فإن توليتم عن الطاعة فليس على الرسول إلا التبليغ .
يقول تعالى ذكره; (وَأَطِيعُوا اللَّهَ ) أيها الناس في أمره ونهيه (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ) صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم (فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ ) فإن أدبرتم عن طاعة الله وطاعة رسوله مستكبرين عنها، فلم تطيعوا الله ولا رسوله (فَإِنَّمَا ) فليس (عَلَى رَسُولِنَا ) محمد إلا(الْبَلاغُ الْمُبِينُ ) أنه بلاغ إليكم لما أرسلته به يقول جلّ ثناؤه; فقد أعذر إليكم بالإبلاغ والله وليّ الانتقام ممن عصاه، وخالف أمره، وتولى عنه.
{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ } أي: في امتثال أمرهما، واجتناب نهيهما، فإن طاعة الله وطاعة رسوله، مدار السعادة، وعنوان الفلاح، { فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ } [أي] عن طاعة الله وطاعة رسوله، { فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } أي: يبلغكم ما أرسل به إليكم، بلاغًا يبين لكم ويتضح وتقوم عليكم به الحجة، وليس بيده من هدايتكم، ولا من حسابكم من شيء، وإنما يحاسبكم على القيام بطاعة الله وطاعة رسوله، أو عدم ذلك، عالم الغيب والشهادة.
(الواو) استئنافيّة، والثانية عاطفة، وكذلك
(الفاء) ،
(تولّيتم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(إنّما)كافّة ومكفوفة
(على رسولنا) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ
(البلاغ) .
وجملة: «أطيعوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أطيعوا
(الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تولّيتم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «إنّما على رسولنا البلاغ ... » لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي: إن تولّيتم فلا بأس على رسولنا لأنّ عليه البلاغ.
- القرآن الكريم - التغابن٦٤ :١٢
At-Tagabun64:12