Skip to main content
الرسم العثماني

وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُۥٓ ۚ إِنَّ اللَّهَ بٰلِغُ أَمْرِهِۦ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَىْءٍ قَدْرًا

الـرسـم الإمـلائـي

وَّيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُ‌ ؕ وَمَنۡ يَّتَوَكَّلۡ عَلَى اللّٰهِ فَهُوَ حَسۡبُهٗ ؕ اِنَّ اللّٰهَ بَالِغُ اَمۡرِهٖ‌ ؕ قَدۡ جَعَلَ اللّٰهُ لِكُلِّ شَىۡءٍ قَدۡرًا

تفسير ميسر:

فإذا قاربت المطلقات نهاية عدتهن فراجعوهن مع حسن المعاشرة، والإنفاق عليهن، أو فارقوهن مع إيفاء حقهن، دون المضارَّة لهن، وأشهدوا على الرجعة أو المفارقة رجلين عدلين منكم، وأدُّوا- أيها الشهود- الشهادة خالصة لله لا لشيء آخر، ذلك الذي أمركم الله به يوعظ به مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر. ومن يخف الله فيعمل بما أمره به، ويجتنب ما نهاه عنه، يجعل له مخرجًا من كل ضيق، وييسِّر له أسباب الرزق من حيث لا يخطر على باله، ولا يكون في حسبانه. ومن يتوكل على الله فهو كافيه ما أهمَّه في جميع أموره. إن الله بالغ أمره، لا يفوته شيء، ولا يعجزه مطلوب، قد جعل الله لكل شيء أجلا ينتهي إليه، وتقديرًا لا يجاوزه.

وقال ابن أبي حاتم ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا علي بن عبيد ثنا ذكريا عن عامر عن شتير بن شكل قال سمعت عبدالله بن مسعود يقول إن أجمع آية في القرآن "إن الله يأمر بالعدل والإحسان" وإن أكبر آية في القرآن فرجا "ومن يتق الله يجعل له مخرجا" وفي المسند حدثني مهدي بن جعفر ثنا الوليد بن مسلم عن الحكم بن مصعب عن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس عن أبيه عن جده عبدالله بن عباس قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب". وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "ومن يتق الله يجعل له مخرجا" يقول ينجيه من كل كرب في الدنيا والآخرة "ويرزقه من حيث لا يحتسب" وقال الربيع بن خيثم "يجعل له مخرجا" أي من كل شيء ضاق على الناس وقال عكرمة من طلق كما أمره الله يجعل له مخرجا وكذا روى عن ابن عباس والضحاك وقال ابن مسعود ومسروق "ومن يتق الله يجعل له مخرجا" يعلم أن الله وإن شاء أعطى وإن شاء منع "من حيث لا يحتسب" أي من حيث لا يدري. وقال قتادة "ومن يتق الله يجعل له مخرجا" أي من شبهات الأمور والكرب عند الموت "ويرزقه من حيث لا يحتسب" من حيث يرجو ولا يأمل وقال السدي "ومن يتق الله" يطلق للسنة ويراجع للسنة وزعم أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له عوف بن مالك الأشجعي كان له ابن وأن المشركين أسروه فكان فيهم وكان أبوه يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشكو إليه مكان ابنه وحاله التي هو بها وحاجته فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمره بالصبر ويقول له "إن الله سيجعل لك فرجا" فلم يلبث بعد ذلك إلا يسيرا أن انفلت ابنه من أيدي العدو فمر بغنم من أغنام العدو فاستاقها فجاء بها إلى أبيه وجاء معه بغنم قد أصابه من المغنم فنزلت فيه هذه الآية "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب" رواه ابن جرير وروى أيضا من طريق سالم بن أبي الجعد مرسلا نحوه وقال الإمام أحمد ثنا وكيع ثنا سفيان عن عبدالله بن عيسى عن عبدالله بن أبي الجعد عن ثوبان قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر" ورواه النسائي وابن ماجه من حديث سفيان وهو الثوري به وقال محمد بن إسحاق جاء مالك الأشجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أسرا بني عوف فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "أرسل إليه أن رسول الله يأمرك أن تكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله" وكانوا قد شدوه بالقد فسقط القد عنه فخرج فإذا هو بناقة لهم فركبها وأقبل فإذا بسرح القوم الذين كانوا قد شدوه فصاح بهم فاتبع أولها آخرها فلم يفجأ أبويه إلا وهو ينادي بالباب فقال أبوه عوف ورب الكعبة فقالت أمه واسوأتاه وعوف كيف يقدم لما هو فيه من القد فاستبقا الباب والخادم فإذا عوف قد ملأ الفناء إبلا فقص على أبيه أمره وأمر الإبل فقال أبوه قفا حتى آتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسأله عنها فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بخبر عوف وخبر الإبل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "اصنع بها ما أحببت وما كنت صانعا بمالك" ونزل "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب" رواه ابن أبي حاتم. وقال ابن أبي حاتم ثنا علي بن الحسين ثنا محمد بن علي بن الحسن بن سفيان ثنا إبراهيم بن الأشعث ثنا الفضيل بن عياض عن هشام بن الحسن عن عمران بن حصين قال; قال رسول الله "من انقطع إلى الله كفاه الله كل مؤونة ورزقه من حيث لا يحتسب ومن انقطع إلى الدنيا وكله إليها". وقوله تعالى "ومن يتوكل على الله فهو حسبه" قال الإمام أحمد حدثنا يونس ثنا ليث ثنا قيس بن الحجاج عن حنش الصنعاني عن عبدالله بن عباس أنه حدثه أنه ركب خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا غلام إني معلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف" وقد رواه الترمذي من حديث الليث بن سعد وابن لهيعة به وقال حسن صحيح وقال الإمام أحمد حدثنا وكيع حدثنا بشير بن سلمان عن سيار أبي الحكم عن طارق بن شهاب عن عبدالله بن مسعود قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من نزل به حاجة فأنزلها بالناس كان قمنا أن لا تسهل حاجته ومن أنزلها بالله تعالى أتاه الله برزق عاجل أو بموت آجل" ثم رواه عن عبدالرزاق عن سفيان عن بشير عن سيار أبي حمزة ثم قال وهو الصواب وسيار أبو الحكم لم يحدث عن طارق وقوله تعالى "إن الله بالغ أمره" أي منفذ قضاياه وأحكامه في خلقه بما يريده ويشاؤه "قد جعل الله لكل شيء قدرا" كقوله تعالى "وكل شيء عنده بمقدار.