فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَآئِمُونَ
فَطَافَ عَلَيۡهَا طَآٮِٕفٌ مِّنۡ رَّبِّكَ وَهُمۡ نَآٮِٕمُوۡنَ
تفسير ميسر:
فأنزل الله عليها نارًا أحرقتها ليلا وهم نائمون، فأصبحت محترقة سوداء كالليل المظلم.
ولهذا حنثهم الله في أيمانهم فقال تعالى "فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون" أي أصابتها آفة سماوية.
فجاءوها ليلا فرأوا الجنة مسودة قد طاف عليها طائف من ربك وهم نائمون . قيل ; الطائف جبريل عليه السلام ; على ما تقدم ذكره . وقال ابن عباس ; أمر من ربك . وقال قتادة ; عذاب من ربك . ابن جريج ; عنق من نار خرج من وادي جهنم . والطائف لا يكون إلا بالليل ; قاله الفراء .الثالثة ; قلت ; في هذه الآية دليل على أن العزم مما يؤاخذ به الإنسان ; لأنهم عزموا على أن يفعلوا فعوقبوا قبل فعلهم . ونظير هذه الآية قوله تعالى ; ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم . وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ; " إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار . قيل ; يا رسول الله ، هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال ; إنه كان حريصا على قتل صاحبه " . وقد مضى مبينا في سورة " آل عمران " عند قوله تعالى ; ولم يصروا على ما فعلوا .
القول في تأويل قوله تعالى ; فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19)يقول تعالى ذكر.; فطرق جنة هؤلاء القوم ليلا طارق من أمر الله وهم نائمون، ولا يكون الطائف في كلام العرب إلا ليلا ولا يكون نهارا، وقد يقولون; أطفت بها نهارا.وذكر الفرّاء أن أبا الجرّاح أنشده;أطَفْــتُ بِهــا نَهـارًا غَـيْرَ لَيْـلٍوألْهَــي رَبَّهــا طَلَــبُ الرِّخـالِ (3)والرِّخال; هي أولاد الضأن الإناث.وبنحو الذي قلنا في معنى ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني سليمان بن عبد الجبار، قال; ثنا محمد بن الصلت، قال; ثنا أبو كريب، عن قابوس، عن أبيه، قال; سألت ابن عباس، عن الطوَفان (فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ ) قال; هو أمر من أمر الله.حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمى، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله; (فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ ) قال; طاف عليها أمر من أمر الله وهم نائمون.------------------الهوامش ;(3) البيت من شواهد الفراء في معاني القرآن (الورقة 393) عند قوله تعالى; ( فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون ) قال; لا يكون الطائف إلا ليلا، ولا يكون نهارا، وقد تكلم به العرب، فيقولون; أطفت به نهارا، وليس موضعه بالتهار ولكنه بمنزلة قولك; "لو ترك القطا ليلا لنام" لأن القطا لا يسري ليلا، قال; أنشدني أبو الجراح العقيلي; "أطفت بها نهارا.." البيت ا هـ . والرخال; جمع رخل (بكسر الراء وفتحها); الأنثى من أولاد الضأن. والذكر; حمل، والجمع; أرخل ورخال (بكسر الراء وضمها) ورخلان أيضا. ا هـ
{ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ } أي: عذاب نزل عليها ليلًا { وَهُمْ نَائِمُونَ } فأبادها وأتلفها
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة