أَمْ لَكُمْ أَيْمٰنٌ عَلَيْنَا بٰلِغَةٌ إِلٰى يَوْمِ الْقِيٰمَةِ ۙ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ
اَمۡ لَـكُمۡ اَيۡمَانٌ عَلَيۡنَا بَالِغَةٌ اِلٰى يَوۡمِ الۡقِيٰمَةِ ۙ اِنَّ لَـكُمۡ لَمَا تَحۡكُمُوۡنَۚ
تفسير ميسر:
أم لكم عهود ومواثيق علينا في أنه سيحصل لكم ما تريدون وتشتهون؟
أي عهود ومواثيق.
ثم زاد في التوبيخ فقال ; أم لكم أيمان أي عهود ومواثيق ." علينا بالغة " مؤكدة . والبالغة المؤكدة بالله تعالى . أي أم لكم عهود على الله تعالى استوثقتم بها في أن يدخلكم الجنة .إن لكم لما تحكمون كسرت " إن " لدخول اللام في الخبر . وهي من صلة " أيمان " ، والموضع النصب ولكن كسرت لأجل اللام ; تقول ; حلفت إن لك لكذا . وقيل ; تم الكلام عند قوله ; إلى يوم القيامة ثم قال ; إن لكم لما تحكمون إذا ; أي ليس الأمر كذلك . وقرأ ابن هرمز " أين لكم فيه لما تخيرون " " أين لكم لما تحكمون " ; بالاستفهام فيهما جميعا . وقرأ الحسن البصري " بالغة " بالنصب على الحال ; إما من الضمير في " لكم " لأنه خبر عن " أيمان " ففيه ضمير منه . وإما من الضمير في " علينا " إن قدرت " علينا " وصفا للأيمان لا متعلقا بنفس الأيمان ; لأن فيه ضميرا منه ، كما يكون إذا كان خبرا عنه . ويجوز أن يكون حالا من " أيمان " وإن كانت نكرة ، كما أجازوا نصب حقا على الحال من متاع في قوله تعالى ; متاع بالمعروف حقا على المتقين . وقرأ العامة " بالغة " بالرفع نعت ل " أيمان " .
وقوله; ( أَمْ لَكُمْ ) فيه ( أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) يقول; هل لكم أيمان علينا تنتهي بكم إلى يوم القيامة، بأن لكم ما تحكمون أي; بأن لكم حكمكم، ولكن الألف كسرت من " إن " لما دخل في الخبر اللام; أي هل لكم أيمان علينا بأن لكم حكمكم.
وليس لهم عند الله عهد ويمين بالغة إلى يوم القيامة أن لهم ما يحكمون، وليس لهم شركاء وأعوان على إدراك ما طلبوا، فإن كان لهم شركاء وأعوان فليأتوا بهم إن كانوا صادقين، ومن المعلوم أن جميع ذلك منتف، فليس لهم كتاب، ولا لهم عهد عند الله في النجاة، ولا لهم شركاء يعينونهم، فعلم أن دعواهم باطلة فاسدة.
(أم لكم أيمان) مثل أم لكم كتاب ،
(علينا) متعلّق بـ (أيمان) ،
(إلى يوم) متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر ،
(إنّ لكم لما تحكمون) مثل إنّ لكم ... لما تخيّرون ...جملة: «لكم أيمان ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «إنّ لكم لما تحكمون ... » لا محلّ لها جواب القسم المفهوم من سياق الآية لكم علينا أيمان ...وجملة: «تحكمون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .