الرسم العثمانيلَّوْلَآ أَن تَدٰرَكَهُۥ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِۦ لَنُبِذَ بِالْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ
الـرسـم الإمـلائـيلَوۡلَاۤ اَنۡ تَدٰرَكَهٗ نِعۡمَةٌ مِّنۡ رَّبِّهٖ لَنُبِذَ بِالۡعَرَآءِ وَهُوَ مَذۡمُوۡمٌ
تفسير ميسر:
فاصبر -أيها الرسول- لما حكم به ربك وقضاه، ومن ذلك إمهالهم وتأخير نصرتك عليهم، ولا تكن كصاحب الحوت، وهو يونس -عليه السلام- في غضبه وعدم صبره على قومه، حين نادى ربه، وهو مملوء غمًّا طالبًا تعجيل العذاب لهم، لولا أن تداركه نعمة مِن ربه بتوفيقه للتوبة وقَبولها لَطُرِح مِن بطن الحوت بالأرض الفضاء المهلكة، وهو آتٍ بما يلام عليه، فاصطفاه ربه لرسالته، فجعله من الصالحين الذين صلحت نياتهم وأعمالهم وأقوالهم.
قراءة العامة "تداركه". وقرأ ابن هرمز والحسن "تداركه" بتشديد الدال; وهو مضارع أدغمت التاء منه في الدال. وهو على تقدير حكاية الحال; كأنه قال; لولا أن كان يقال فيه تتداركه نعمة. ابن عباس وابن مسعود; "تداركته" وهو خلاف المرسوم. و"تداركه" فعل ماض مذكر حمل على معنى النعمة; لأن تأنيث النعمة غير حقيقي. و"تداركته" على لفظها. واختلف في معنى النعمة هنا; فقيل النبوة; قال الضحاك. وقيل عبادته إلتي سلفت; قاله ابن جبير. وقيل; نداؤه "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" [الأنبياء; 87]; قاله ابن زيد. وقيل; نعمة الله عليه إخراجه من بطن الحوت; قال ابن بحر. وقيل; أي رحمة من ربه; فرحمه وتاب عليه.
قوله تعالى ; لولا أن تداركه نعمة من ربه قراءة العامة تداركه . وقرأ ابن هرمز والحسن " تداركه " بتشديد الدال ; وهو مضارع أدغمت التاء منه في الدال . وهو على تقدير حكاية الحال ; كأنه قال ; لولا أن كان يقال فيه تتداركه نعمة . ابن عباس وابن مسعود ; " تداركته " وهو خلاف المرسوم . و " تداركه " فعل ماض مذكر حمل على معنى النعمة ; لأن تأنيث النعمة غير حقيقي . و " تداركته " على لفظها . واختلف في معنى النعمة هنا ; فقيل النبوة ; قاله الضحاك . وقيل عبادته التي سلفت ; قاله ابن جبير . وقيل ; نداؤه لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ; قاله ابن زيد . وقيل ; نعمة الله عليه إخراجه من بطن الحوت ; قاله ابن بحر . وقيل ; أي رحمة من ربه ; فرحمه وتاب عليه .لنبذ بالعراء وهو مذموم أي لنبذ مذموما ولكنه نبذ سقيما غير مذموم . ومعنى " مذموم " في قول ابن عباس ; مليم . قال بكر بن عبد الله ; مذنب . وقيل ; مذموم مبعد من كل خير . والعراء ; الأرض الواسعة الفضاء التي ليس فيها جبل ولا شجر يستر . وقيل ; ولولا فضل الله عليه لبقي في بطن الحوت إلى يوم القيامة ، ثم نبذ بعراء القيامة مذموما . يدل عليه قوله تعالى ; فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون .
وقوله; (لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ ) يقول جلّ ثناؤه; لولا أن تدارك صاحب الحوت نعمة من ربه، فرحمه بها، وتاب عليه من مغاضبته ربه (لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ ) وهو الفضاء من الأرض; ومنه قول قيس بن جَعْدة;وَرَفَعْـتُ رِجْـلا لا أخـافُ عِثارَهـاوَنَبَــذْتُ بــالبَلَدِ العَــرَاءِ ثِيــابِي (1)(وَهُوَ مَذْمُومٌ ) اختلف أهل التأويل في معنى قوله; (وَهُوَ مَذْمُومٌ ) فقال بعضهم; معناه وهو مُلِيم.* ذكر من قال ذلك;حدثني عليّ، قال; ثني أبو صالح، قال; ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله; (وَهُوَ مَذْمُومٌ ) يقول; وهو مليم.وقال آخرون; بل معنى ذلك; وهو مذنب* ذكر من قال ذلك;حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا المعتمر، عن أبيه عن بكر (وَهُوَ مَذْمُومٌ ) قال; هو مذنب.
{ لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ } أي: لطرح في العراء، وهي الأرض الخالية { وَهُوَ مَذْمُومٌ } ولكن الله تغمده برحمته فنبذ وهو ممدوح، وصارت حاله أحسن من حاله الأولى،
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - القلم٦٨ :٤٩
Al-Qalam68:49