فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ
فَلَا تُطِعِ الۡمُكَذِّبِيۡنَ
تفسير ميسر:
فاثبت على ما أنت عليه -أيها الرسول- من مخالفة المكذبين ولا تطعهم.
يقول تعالى كما أنعمنا عليك وأعطيناك الشرع المستقيم والخلق العظيم "فلا تطع المكذبين ".
قوله تعالى ; فلا تطع المكذبين نهاه عن ممايلة المشركين ; وكانوا يدعونه إلى أن يكف عنهم ليكفوا عنه ، فبين الله تعالى أن ممايلتهم كفر . وقال تعالى ; ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا . وقيل ; أي فلا تطع المكذبين فيما دعوك إليه من دينهم الخبيث . نزلت في مشركي قريش حين دعوه إلى دين آبائه .
القول في تأويل قوله تعالى ; فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8)يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ; ( فَلا تُطِعِ ) يا محمد ( الْمُكَذِّبِينَ ) بآيات الله ورسوله ( وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ) اختلف أهل التأويل في تأويله، فقال بعضهم; معنى ذلك; ودّ المكذّبون بآيات الله لو تكفر بالله يا محمد فيكفرون.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله; ( لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ) يقول; ودّوا لو تكفر فيكفرون.حُدثت عن الحسين، فقال; سمعت أبا معاذ يقول; ثنا عبيد، قال; سمعت الضحاك يقول في قوله; ( وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ) قال; تكفر فيكفرون.
يقول الله تعالى، لنبيه صلى الله عليه وسلم: { فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ } الذين كذبوك وعاندوا الحق، فإنهم ليسوا أهلًا لأن يطاعوا، لأنهم لا يأمرون إلا بما يوافق أهواءهم، وهم لا يريدون إلا الباطل، فالمطيع لهم مقدم على ما يضره، وهذا عام في كل مكذب، وفي كل طاعة ناشئة عن التكذيب، وإن كان السياق في شيء خاص، وهو أن المشركين طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم، أن يسكت عن عيب آلهتهم ودينهم، ويسكتوا عنه.
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(لا) ناهية جازمة، وحرّك الفعل بالكسر لالتقاء الساكنين.
جملة: «لا تطع ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أيّ: إن ضلّ المكذّبون فلا تطعهم.
9- 13
(لو) حرف مصدريّ
(الفاء) عاطفة
(الواو) عاطفة
(مهين، همّاز، مشّاء، منّاع، معتد، أثيم، عتّل، زنيم) صفات ناعتة لـ (حلّاف) مجرورة مثله
(بنميم) متعلّق بـ (مشّاء) ،
(للخير) متعلّق بـ (منّاع) ،
(بعد) ظرف منصوب متعلّق بـ (زنيم) ، والإشارة في(ذلك) إلى المذكور من الصفات السابقة ...والمصدر المؤوّلـ (لو تدهن ... ) في محلّ نصب مفعول به لفعل ودّوا ...وجملة: «ودّوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل للنهي- وجملة: «تدهن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(لو) .
وجملة: «يدهنون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تدهن.
وجملة: «لا تطع
(الثانية) » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تطع
(الأولى) .
14- 16
(أن) حرف مصدريّ
(عليه) متعلّق بـ (تتلى) ،
(آياتنا) نائب الفاعلـ (أساطير) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي.
والمصدر المؤوّلـ (أن كان ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو اللام أي لأنّ كان ذا ... متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه الشرط الآتي مع فعله وجوابه، أي كذّب بآيات الله لأن كان..
وجملة: «كان ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .وجملة: «تتلى عليه آياتنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «سنسمه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.