الرسم العثمانيوَقَطَّعْنٰهُمْ فِى الْأَرْضِ أُمَمًا ۖ مِّنْهُمُ الصّٰلِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذٰلِكَ ۖ وَبَلَوْنٰهُم بِالْحَسَنٰتِ وَالسَّيِّـَٔاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَقَطَّعۡنٰهُمۡ فِى الۡاَرۡضِ اُمَمًا ۚ مِنۡهُمُ الصّٰلِحُوۡنَ وَمِنۡهُمۡ دُوۡنَ ذٰ لِكَ وَبَلَوۡنٰهُمۡ بِالۡحَسَنٰتِ وَالسَّيِّاٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُوۡنَ
تفسير ميسر:
وفرَّقنا بني إسرائيل في الأرض جماعات، منهم القائمون بحقوق الله وحقوق عباده، ومنهم المقصِّرون الظالمون لأنفسهم، واختبرنا هؤلاء بالرخاء في العيش والسَّعَة في الرزق، واختبرناهم أيضًا بالشدة في العيش والمصائب والرزايا؛ رجاء أن يرجعوا إلى طاعة ربهم ويتوبوا من معاصيه.
يذكر تعالى أنه فرقهم في الأرض أمما أي طوائف وفرقا كما قال "وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الأخرة جئنا بكم لفيفا" "منهم الصالحون ومنهم دون ذلك" أي فيهم الصالح وغير ذلك كقول الجن "وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق فددا" "وبلوناهم" أي اختبرناهم "بالحسنات والسيئات" أي بالرخاء والشدة والرغبة والرهبة والعافية والبلاء "لعلهم يرجعون ".
قوله تعالى وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون [ ص; 278 ] قوله تعالى وقطعناهم في الأرض أمما أي فرقناهم في البلاد . أراد به تشتيت أمرهم ، فلم تجمع لهم كلمة .منهم الصالحون رفع على الابتداء . والمراد من آمن بمحمد عليه السلام . ومن لم يبدل منهم ومات قبل نسخ شرع موسى . أو هم الذين وراء الصين ; كما سبق .ومنهم دون ذلك منصوب على الظرف . قال النحاس ; ولا نعلم أحدا رفعه . والمراد الكفار منهم .وبلوناهم أي اختبرناهم بالحسنات أي بالخصب والعافية والسيئات أي الجدب والشدائد لعلهم يرجعون ليرجعوا عن كفرهم .
القول في تأويل قوله ; وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; وفرّقنا بني إسرائيل في الأرض (59) = " أممًا " يعني; جماعات شتى متفرِّقين، (60) كما; -15311- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا إسحاق بن إسماعيل, عن يعقوب, عن جعفر, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس; " وقطعناهم في الأرض أممًا "، قال; في كل أرض يدخلها قومٌ من اليهود. (61)15312- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد; " وقطعناهم في الأرض أممًا "، قال; يهود.* * *وقوله; " منهم الصالحون "، يقول; من هؤلاء القوم الذين وصفهم الله من بني إسرائيل= " الصالحون ", يعني; من يؤمن بالله ورسله= " ومنهم دون ذلك "، يعني; دون الصالح. وإنما وصفهم الله جل ثناؤه بأنهم كانوا كذلك قبل ارتدادِهم عن دينهم، وقبل كفرهم بربهم, وذلك قبل أن يبعث فيهم عيسى ابن مريم صلوات الله عليه.* * *وقوله; " وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون "، يقول; واختبرناهم بالرخاء في العيش, (62) والخفض في الدنيا والدعة، والسعة في الرزق, وهي " الحسنات " التي ذكرها جل ثناؤه (63) ويعني ب " السيئات "، الشدة في العيش, والشظف فيه, والمصائب والرزايا في الأموال (64) = " لعلهم يرجعون "، يقول; ليرجعوا إلى طاعة ربهم وينيبوا إليها, ويتوبوا من معاصيه.-------------------الهوامش ;(59) (1) انظر تفسير (( قطع )) فيما سلف ص ; 164 .(60) (2) انظر تفسير (( أمة )) فيما سلف ص ; 184 ، تعليق ; 3 ، والمراجع هناك .(61) (3) الأثر ; 15311 - (( إسحق بن إسماعيل )) ، هو (( أبو يزيد )) (( حبويه )) ، انظر ما سلف رقم ; 15221 ، والتعليق عليه هناك .(62) (4) انظر تفسير (( الابتلاء )) فيما سلف من فهارس اللغة ( بلا ) .(63) (1) انظر تفسير (( الحسنات )) فيما سلف من فهارس اللغة ( حسن ) .(64) (2) انظر تفسير (( السيئات )) فيما سلف من فهارس اللغة ( سوأ ) .
وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأرْضِ أُمَمًا أي: فرقناهم ومزقناهم في الأرض بعد ما كانوا مجتمعين، مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ القائمون بحقوق اللّه، وحقوق عباده، وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ أي: دون الصلاح، إما مقتصدون، وإما ظالمون لأنفسهم، وَبَلَوْنَاهُمْ على عادتنا وسنتنا، بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ أي: بالعسر واليسر. لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ عما هم عليه مقيمون من الردى، يراجعون ما خلقوا له من الهدى
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الأعراف٧ :١٦٨
Al-A'raf7:168