الرسم العثمانيوَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِـَٔايٰتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَالَّذِيۡنَ كَذَّبُوۡا بِاٰيٰتِنَا سَنَسۡتَدۡرِجُهُمۡ مِّنۡ حَيۡثُ لَا يَعۡلَمُوۡنَ
تفسير ميسر:
والذين كذَّبوا بآياتنا، فجحدوها، ولم يتذكروا بها، سنفتح لهم أبواب الرزق ووجوه المعاش في الدنيا، استدراجًا لهم حتى يغتروا بما هم فيه ويعتقدوا أنهم على شيء، ثم نعاقبهم على غِرَّة من حيث لا يعلمون. وهذه عقوبة من الله على التكذيب بحجج الله وآياته.
يقول تعالى "والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون" ومعناه أنه يفتح لهم أبواب الرزق ووجوه المعاش في الدنيا حتى يغتروا بما هم فيه ويعتقدوا أنهم على شيء. كما قال تعالى "فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين".
قوله تعالى والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون أخبر تعالى عمن كذب بآياته أنه سيستدرجهم . قال ابن عباس ; هم أهل مكة . والاستدراج هو الأخذ بالتدريج ، منزلة بعد منزلة . والدرج ; لف الشيء ; يقال ; أدرجته ودرجته . ومنه أدرج الميت في أكفانه . وقيل ; هو من الدرجة ; فالاستدراج أن يحط درجة بعد درجة إلى المقصود . قال الضحاك ; كلما جددوا لنا معصية جددنا لهم نعمة . وقيل لذي النون ; [ ص; 295 ] ونزغ الشيطان ; وساوسه ؟ قال ; بالألطاف والكرامات ; لذلك قال سبحانه وتعالى ; سنستدرجهم من حيث لا يعلمون نسبغ عليهم النعم وننسيهم الشكر ; وأنشدوا ;أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت ولم تخف سوء ما يأتي به القدروسالمتك الليالي فاغتررت بها وعند صفو الليالي يحدث الكدر
القول في تأويل قوله ; وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (182)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; والذين كذبوا بأدلتنا وأعلامِنا, فجحدوها ولم يتذكروا بها, سنمهله بغِرَّته ونـزين له سوء عمله, (27) حتى يحسب أنه فيما هو عليه من تكذيبه بآيات الله إلى نفسه محسن, وحتى يبلغ الغايةَ التي كُتِبَتْ له من المَهَل, ثم يأخذه بأعماله السيئة, فيجازيه بها من العقوبة ما قد أعدَّ له. وذلك استدراج الله إياه.* * *وأصل " الاستدراج " اغترارُ المستدرَج بلطف من [استدرجه]، (28) حيث يرى المستدرَج أن المستدرِج إليه محسنٌ، حتى يورِّطه مكروهًا.* * *وقد بينا وجه فعل الله ذلك بأهل الكفر به فيما مضى، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (29)----------------الهوامش ;(27) فاجأنا أبو جعفر بطرح ضمير الجمع منصرفاً إلى ضمير المفرد ، وهو غريب جداً . ولكن هكذا هو في المخطوطة والمطبوعة . وتركته على حاله ، لأني أظن أن أبا جعفر كان أحياناً يستغرقه ما يريد أن يكتب ، فربما مال به الفكر من شق الكلام إلى شق غيره . وقد مضى مثل ذلك في بعض المواضع ، حيث أشرت إليها . وهذا مفيد في معرفة تأليف المؤلفين ، وما الذي يعتريهم وهم يكتبون . ولذلك لم أغيره ، احتفاظاً بخصائص ما كتب أبو جعفر . وأنا أستبعد أن يكون ذلك من الناسخ ، لأن الجملة أطول من يسهو الناسخ في نفلها كل هذا السهو ، ويدخل في جميع ضمائرها كل هذا التغيير . ثم انظر ما سيأتي ص ; 338 ، تعليق ; 2 .(28) ما بين القوسين ، ساقط من المخطوطة والمطبوعة ، والسياق يقتضيها كما ترى .(29) غاب عني موضعه فلم أجده .
أي: والذين كذبوا بآيات اللّه الدالة على صحة ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، من الهدى فردوها ولم يقبلوها. سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ بأن يدر لهم الأرزاق.
(الواو) استئنافيّة
(الذين) موصول في محلّ رفع مبتدأ
(كذّبوا) فعل ماض وفاعله
(بآيات) جارّ ومجرور متعلّق بـ (كذّبوا) ، و (نا) ضمير مضاف إليه
(السين) حرف استقبالـ (نستدرج) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم و (هم) ضمير مفعول به
(من) حرف جرّ
(حيث) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (نستدرج) ،
(لا) نافية
(يعلمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل.
جملة: «الذين كذّبوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «سنستدرجهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(الذين) .
وجملة: «لا يعلمون» في محلّ جرّ مضاف إليه.
(الواو) عاطفة
(أملي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّر على الياء، والفاعل أنا
(اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّمتعلّق بـ (أملي) ،
(إنّ) حرف مشبهة بالفعل- ناسخ-
(كيدي) اسم إن منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) في محلّ جرّ مضاف إليه
(متين) خبر إنّ مرفوع.
وجملة: «أملي ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة سنستدرجهم.
وجملة: «إن كيدي متين» لا محلّ لها تعليليّة.
- القرآن الكريم - الأعراف٧ :١٨٢
Al-A'raf7:182