الرسم العثمانينَزَّاعَةً لِّلشَّوٰى
الـرسـم الإمـلائـينَزَّاعَةً لِّلشَّوٰى
تفسير ميسر:
ليس الأمر كما تتمناه- أيها الكافر- من الافتداء، إنها جهنم تتلظى نارها وتلتهب، تنزع بشدة حرها جلدة الرأس وسائر أطراف البدن، تنادي مَن أعرض عن الحق في الدنيا، وترك طاعة الله ورسوله، وجمع المال، فوضعه في خزائنه، ولم يؤدِّ حق الله فيه.
قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم في رواية أبي بكر عنه والأعمش وأبو عمرو وحمزة والكسائي "نزاعة" بالرفع. وروى أبو عمرو عن عاصم "نزاعة" بالنصب. فمن رفع فله خمسة أوجه; أحدها أن تجعل "لظى" خبر "إن" وترفع "نزاعة" بإضمار هي; فمن هذا الوجه يحسن الوقف على "لظى". والوجه الثاني أن تكون "لظى" و"نزاعة" خبران لإن. كما تقول إنه خلق مخاصم. والوجه الثالث أن تكون "نزاعة" بدلا من "لظى" و"لظى" خبر "إن". والوجه الرابع أن يكون "لظى" بدلا من أسم "إن" و"نزاعة" خبر "إن". والمعنى; أن القصة والخبر لظى نزاعة للشوى ومن نصب "نزاعة" حسن له أن يقف على "لظى" وينصب "نزاعة" على القطع من "لظى" إذ كانت نكرة متصلة بمعرفة. ويجوز نصبها على الحال المؤكدة; كما قال; "وهو الحق مصدقا" [البقرة; 91]. ويجوز أن تنصب على معنى أنها تتلظى نزاعة; أي في حال نزعها للشوى. والعامل فيها ما دل عليه الكلام من معنى التلظي. ويجوز أن يكون حالا; على أنه حال للمكذبين بخبرها. ويجوز نصبها عل القطع; كما تقول; مررت بزيد العاقل الفاضل. فهذه خمسة أوجه للنصب أيضا. والشوى. جمع شواة وهي جلدة الرأس. قال الأعشى; قالت قتيلة ماله قد جللت شيبا شواته وقال آخر; لأصبحت هدتك الحوادث هدة لها فشواة الرأس باد قتيرها القتير; الشيب. وفي الصحاح; "والشوى; جمع شواة وهي جلدة الرأس". والشوى; اليدان والرجلان والرأس من الآدميين, وكل ما ليس مقتلا. يقال; رماه فأشواه إذا لم يصب المقتل. قال الهذلي; فإن من القول التي لا شوى لها إذا زل عن ظهر اللسان انفلاتها يقول; إن من القول كلمة لا تشوي ولكن تقتل. قال الأعشى; قالت قتيلة ماله قد جللت شيبا شواته قال أبو عبيد; أنشدها أبو الخطاب الأخفش أبا عمرو بن العلاء فقال له; "صحفت! إنما هو سراته; أي نواحيه فسكت أبو الخطاب ثم قال لنا; بل هو صحف, إنما هو شواته". وشوى الفرس; قوائمه; لأنه يقال; عبل الشوى, ولا يكون هذا للرأس; لأنهم وصفوا الخيل بإسالة الخدين وعتق الوجه وهو رقته. والشوى; رذال المال. والشوى; هو الشيء الهين اليسير. وقال ثابت البناني والحسن; "نزاعة للشوى" أي لمكارم وجهه. أبو العالية; لمحاسن وجهه. قتادة; لمكارم خلقته وأطرافه. وقال الضحاك; تفري اللحم والجلد عن العظم حتى لا تترك منه شيئا. وقال الكسائي; هي المفاصل. وقال بعض الأئمة; هي القوائم والجلود. قال أمرؤ القيس; سليم الشظى عبل الشوى شنج النسا له حجبات مشرفات على الفال وقال أبو صالح; أطراف اليدين والرجلين. قال الشاعر; إذا نظرت عرفت الفخر منها وعينيها ولم تعرف شواها يعني أطرافها. وقال الحسن أيضا; الشوى الهام.
نزاعة للشوى قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم في رواية أبي بكر عنه والأعمش وأبو عمرو وحمزة والكسائي " نزاعة " بالرفع . وروى أبو عمرو عن عاصم " نزاعة " بالنصب . فمن رفع فله خمسة أوجه ; أحدها أن تجعل " لظى " خبر إن وترفع " نزاعة " بإضمار هي ; فمن هذا الوجه يحسن الوقف على " لظى " . والوجه [ ص; 264 ] الثاني أن تكون " لظى " و " نزاعة " خبران لإن . كما تقول ; إنه خلق مخاصم . والوجه الثالث أن تكون " نزاعة " بدلا من " لظى " و " لظى " خبر إن . والوجه الرابع أن تكون " لظى " بدلا من اسم إن و " نزاعة " خبر إن . والوجه الخامس ; أن يكون الضمير في " إنها " للقصة ، " لظى " مبتدأ و " نزاعة " خبر الابتداء ، والجملة خبر إن ، والمعنى أن القصة والخبر " لظى نزاعة للشوى " ومن نصب " نزاعة " حسن له أن يقف على " لظى " وينصب " نزاعة " على القطع من " لظى " إذ كانت نكرة متصلة بمعرفة . ويجوز نصبها على الحال المؤكدة ; كما قال ; وهو الحق مصدقا . ويجوز أن تنصب على معنى أنها تتلظى نزاعة ; أي في حال نزعها للشوى . والعامل فيها ما دل عليه الكلام من معنى التلظي . ويجوز أن يكون حالا ; على أنه حال للمكذبين بخبرها . ويجوز نصبها على القطع ; كما تقول ; مررت بزيد العاقل الفاضل . فهذه خمسة أوجه للنصب أيضا . والشوى ; جمع شواة وهي جلدة الرأس . قال الأعشى ;قالت قتيلة ما له قد جللت شيبا شواتهوقال آخر ;لأصبحت هدتك الحوادث هدة لها فشواة الرأس باد قتيرهاالقتير ; الشيب . وفي الصحاح ; " والشوى ; جمع شواة وهي جلدة الرأس " . والشوى ; اليدان والرجلان والرأس من الآدميين ، وكل ما ليس مقتلا . يقال ; رماه فأشواه إذا لم يصب المقتل . قال الهذلي ;فإن من القول التي لا شوى لها إذا زل عن ظهر اللسان انفلاتهايقول ; إن من القول كلمة لا تشوي ، ولكن تقتل . قال الأعشى ;قالت قتيلة ما له قد جللت شيبا شواتهقال أبو عبيد ; أنشدها أبو الخطاب الأخفش أبا عمرو بن العلاء فقال له ; " صحفت ! إنما هو سراته ; أي نواحيه ، فسكت أبو الخطاب ثم قال لنا ; بل هو صحف ، إنما هو شواته " . وشوى الفرس ; قوائمه ; لأنه يقال ; عبل الشوى ، ولا يكون هذا للرأس ; لأنهم وصفوا الخيل [ ص; 265 ] بإسالة الخدين وعتق الوجه وهو رقته . والشوى ; رذال المال . والشوى ; هو الشيء الهين اليسير . وقال ثابت البناني والحسن ; نزاعة للشوى أي لمكارم وجهه . أبو العالية ; لمحاسن وجهه . قتادة ; لمكارم خلقته وأطرافه . وقال الضحاك ; تفري اللحم والجلد عن العظم حتى لا تترك منه شيئا . وقال الكسائي ; هي المفاصل . وقال بعض الأئمة ; هي القوائم والجلود . قال امرؤ القيس ;سليم الشظى عبل الشوى شنج النسا له حجبات مشرفات على الفالوقال أبو صالح ; أطراف اليدين والرجلين . قال الشاعر ;إذا نظرت عرفت الفخر منها وعينيها ولم تعرف شواهايعني أطرافها . وقال الحسن أيضا ; الشوى الهام .
وقوله; (نـزاعَةً لِلشَّوَى ) يقول تعالى ذكره مخبرا عن لظَى; إنها تنـزع جلدة الرأس وأطراف البدن، والشَّوَى; جمع شواة، وهي من جوارح الإنسان ما لم يكن مقتلا يقال; رمى فأشوى إذا لم يصب مَقْتلا فربما وصف الواصف بذلك جلدة الرأس كما قال الأعشى;قـــالَتْ قُتَيْلَـــةُ مـــا لَـــهُقَـــدْ جُـــلِّلَتْ شَــيْبا شَــوَاتُهُ (1)وربما وصف بذلك الساق كقولهم في صفة الفرس;عبْلُ الشَّوَى نَهْدُ الجُزَارَة (2)يعني بذلك; قوائمه، وأصل ذلك كله ما وصفت.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني سليمان بن عبد الحبار، قال; ثنا محمد بن الصلت، قال; ثنا أبو كدينة، عن قابوس، عن أبيه، قال; سألت ابن عباس عن; (نـزاعَةً لِلشَّوَى ); قال; تنـزع أمّ الرأس.حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف، قال; ثنا الحسين بن الحسن الأشقر، قال; ثنا يحيى بن مهلب أبو كدينة، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله; (نـزاعَةً لِلشَّوَى ) قال; تنـزع الرأس.حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله; (نـزاعَةً لِلشَّوَى ) ; يعني الجلود والهام.حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله; (نـزاعَةً لِلشَّوَى ) قال; لجلود الرأس.حدثنا ابن حميد، قال; ثنا مهران، عن سفيان، عن إبراهيم بن المهاجر، قال; سألت سعيد بن جبير عن قوله; (نـزاعَةً لِلشَّوَى ) فلم يخبر، فسألت عنها مجاهدًا، فقلت; اللحم دون العظم ؟ فقال; نعم.قال; ثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح (نـزاعَةً لِلشَّوَى ) قال; لحم الساق.حدثني محمد بن عُمارة الأسديّ، قال; ثنا قبيصة بن عقبة السُّوائّي، قال; ثنا سفيان، عن إسماعيل، عن أبي صالح في قوله; (نـزاعَةً لِلشَّوَى ) قال; نـزاعة للحم الساقين.حدثنا ابن حميد، قال; ثنا مهران، عن خارجة، عن قرة بن خالد، عن الحسن (نـزاعَةً لِلشَّوَى ) قال; للهام تحرق كلّ شيء منه، ويبقى فؤاده نضيجا.حدثنا ابن بشار، قال; ثنا أبو عامر، قال; ثنا قرة، عن الحسن، في قوله; (نـزاعَةً لِلشَّوَى ) ثم ذكر نحوه.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله; (نـزاعَةً لِلشَّوَى ); أي نـزاعة لهامته ومكارم خَلْقِهِ وأطرافه.حُدثت عن الحسين، قال; سمعت أبا معاذ يقول; أخبرنا عبيد، قال; سمعت الضحاك يقول في قوله; (نـزاعَةً لِلشَّوَى ); تبري اللحم والجلد عن العظم حتى لا تترك منه شيئا.حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله; (نـزاعَةً لِلشَّوَى ) قال; الشوى; الآراب العظام، ذاك الشوى.وقوله; (نـزاعَةً ) قال; تقطع عظامهم كما ترى، ثم يجدّد خلقهم، وتبدّل جلودهم.
[ نَزَّاعَةً لِلشَّوَى } أي: للأعضاء الظاهرة والباطنة من شدة عذابها .
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - المعارج٧٠ :١٦
Al-Ma'arij70:16