مِّنَ اللَّهِ ذِى الْمَعَارِجِ
مِّنَ اللّٰهِ ذِى الۡمَعَارِجِؕ
تفسير ميسر:
دعا داع من المشركين على نفسه وقومه بنزول العذاب عليهم، وهو واقع بهم يوم القيامة لا محالة، ليس له مانع يمنعه من الله ذي العلو والجلال، تصعد الملائكة وجبريل إليه تعالى في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة من سني الدنيا، وهو على المؤمن مثل صلاة مكتوبة.
نزل الله تعالى; "سأل سائل بعذاب واقع" فقال لمن هو؟ فقال للكافرين; فاللام في الكافرين متعلقة "بواقع". وقال الفراء; التقدير بعذاب للكافرين واقع; فالواقع من نعت العذاب واللام دخلت للعذاب لا للواقع, أي هذا العذاب للكافرين في الآخرة لا يدفعه عنهم أحد. وقيل إن اللام بمعنى على, والمعنى; واقع على الكافرين. وروي أنها في قراءة أبي كذلك. وقيل; بمعنى عن; أي ليس له دافع عن الكافرين من الله. أي ذلك العذاب من الله ذي المعارج أي ذي العلو والدرجات الفواضل والنعم; قاله ابن عباس وقتادة فالمعارج مراتب إنعامه على الخلق وقيل ذي العظمة والعلاء وقال مجاهد; هي معارج السماء. وقيل; هي معارج الملائكة; لأن الملائكة تعرج إلى السماء فوصف نفسه بذلك. وقيل; المعارج الغرف; أي إنه ذو الغرف, أي جعل لأوليائه في الجنة غرفا. وقرأ عبدالله "ذي المعاريج" بالياء. يقال; معرج ومعراج ومعارج ومعاريج; مثل مفتاح ومفاتيح. والمعارج الدرجات; ومنه; "ومعارج عليها يظهرون" [الزخرف; 33].