الرسم العثمانيوَبَنِينَ شُهُودًا
الـرسـم الإمـلائـيوَّبَنِيۡنَ شُهُوۡدًا
تفسير ميسر:
دعني -أيها الرسول- أنا والذي خلقته في بطن أمه وحيدًا فريدًا لا مال له ولا ولد، وجعلت له مالا مبسوطًا واسعًا وأولادًا حضورًا معه في "مكة" لا يغيبون عنه، ويسَّرت له سبل العيش تيسيرًا، ثم يأمُل بعد هذا العطاء أن أزيد له في ماله وولده، وقد كفر بي. ليس الأمر كما يزعم هذا الفاجر الأثيم، لا أزيده على ذلك؛ إنه كان للقرآن وحجج الله على خلقه معاندًا مكذبًا، سأكلفه مشقة من العذاب والإرهاق لا راحة له منها. (والمراد به الوليد بن المغيرة المعاند للحق المبارز لله ولرسوله بالمحاربة، وهذا جزاء كلِّ من عاند الحق ونابذه).
قال مجاهد لا يغيبون أي حضورا عنده لا يسافرون بالتجارات بل مواليهم وأجراؤهم يتولون ذلك عنهم وهم قعود عند أبيهم يتمتع بهم ويتملى بهم وكانوا فيما ذكره السدي وأبو مالك وعاصم بن عمر بن قتادة ثلاثة عشر وقال ابن عباس ومجاهد كانوا عشرة وهذا أبلغ في النعمة وهو إقامتهم عنده.
قوله تعالى ; وبنين شهودا أي حضورا لا يغيبون عنه في تصرف ، قال مجاهد وقتادة ; كانوا عشرة ، وقيل ; اثنا عشر ، قاله السدي والضحاك ، قال الضحاك ; سبعة ولدوا بمكة وخمسة ولدوا بالطائف ، وقال سعيد بن جبير ; كانوا ثلاثة عشر ولدا ، مقاتل ; كانوا سبعة كلهم رجال ، أسلم منهم ثلاثة ; خالد وهشام والوليد بن الوليد ، قال ; فما زال الوليد بعد نزول هذه الآية في نقصان من ماله وولده حتى هلك ، وقيل ; شهودا ، أي إذا ذكر ذكروا معه قاله ابن عباس ، وقيل ; شهودا ، أي قد صاروا مثله في شهود ما كان يشهده ، والقيام بما كان يباشره ، والأول قول السدي ، أي حاضرين مكة لا يظعنون عنه في تجارة ولا يغيبون .
يقول تعالى ذكره; وجعلت له بنين شهودا، ذُكر أنهم كانوا عشرة.* ذكر من قال ذلك;حدثنا أبو كُرَيب، قال; ثنا وكيع، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أبيه، عن مجاهد ( وَبَنِينَ شُهُودًا ) قال; كان بنوه عشرة.
{ و } جعلت له { بنين } أي: ذكورا { شُهُودًا } أي: دائما حاضرين عنده، [على الدوام] يتمتع بهم، ويقضي بهم حوائجه، ويستنصر بهم.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - المدثر٧٤ :١٣
Al-Muddassir74:13