وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍۢ بَاسِرَةٌ
وَوُجُوۡهٌ يَّوۡمَٮِٕذٍۢ بَاسِرَةٌ
تفسير ميسر:
ووجوه الأشقياء يوم القيامة عابسة كالحة، تتوقع أن تنزل بها مصيبة عظيمة، تقصم فَقَار الظَّهْر.
هذه وجوه الفجار تكون يوم القيامة باسرة قال قتادة كالحة وقال السدي تغير ألوانها وقال ابن زيد "باسرة" أي عابسة.
ووجوه يومئذ باسرة أي وجوه الكفار يوم القيامة كالحة كاسفة عابسة . وفي الصحاح ; وبسر الفحل الناقة وابتسرها ; إذا ضربها من غير ضبعة . وبسر الرجل وجهه بسورا أي كلح ; يقال ; عبس وبسر . وقال السدي ; باسرة أي متغيرة والمعنى واحد .
حدثنا محمد بن منصور الطوسي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري قالا ثنا عليّ بن الحسن بن شقيق، قال; ثنا الحسين بن واقد، عن يزيد النحويّ، عن عكرِمة قال; ( تنظر إلى ربها نظرا ) .حدثتا محمد بن عليّ بن الحسن بن شقيق، قال; سمعت أبي يقول; أخبرني الحسين بن واقد في قوله; ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ) من النعيم ( إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) قال; أخبرني يزيد النحوي، عن عكرِمة وإسماعيل بن أبي خالد، وأشياخ من أهل الكوفة، قال; تنظر إلى ربها نظرا.حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال; ثنا آدم قال; ثنا المبارك عن الحسن، في قوله; ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ) قال; حسنة ( إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) قال; تنظر إلى الخالق، وحُقَّ لها أن تنضر وهي تنظر إلى الخالق.حدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال; ثنا خالد بن عبد الرحمن، قال; ثنا أبو عرفجة، عن عطية العوفي، في قوله; ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) قال; هم ينظرون إلى الله لا تحيط أبصارهم به من عظمته، وبصره محيط بهم، فذلك قوله; لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ .وقال آخرون; بل معنى ذلك; أنها تنتظر الثواب من ربها.* ذكر من قال ذلك;حدثنا أبو كُرَيب، قال; ثنا عمر بن عبيد، عن منصور، عن مجاهد ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) قال; تنتظر منه الثواب.قال; ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) قال; تنتظر الثواب من ربها.حدثنا ابن بشار، قال; ثنا عبد الرحمن، قال; ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) قال; تنتظر الثواب.حدثنا ابن حميد، قال; ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور عن مجاهد ( إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) قال; تنتظر الثواب من ربها، لا يراه من خلقه شيء.حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي، قال; ثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن مجاهد ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ) قال; نضرة من النعيم ( إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) قال; تنتظر رزقه وفضله.حدثنا ابن حميد، قال; ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، قال; كان أناس يقولون في حديث; " فيرون ربهم " فقلت لمجاهد; إن ناسا يقولون إنه يرى، قال; يَرى ولا يراه شيء.قال ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، في قوله; ( إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) قال; تنتظر من ربها ما أمر لها.حدثني أبو الخطاب الحساني، قال; ثنا مالك، عن سفيان، قال; ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، في قوله; ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) قال; تنتظر الثواب.حدثنا أبو كُرَيب، قال; ثنا الأشجعي، عن سفيان، عن ثوير، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال; " إن أدنى أهل الجنة منـزلة لمن ينظر إلى مُلكِه وسرره وخدمه مسيرة ألف سنة، يرى أقصاه كما يرى أدناه، وإن أرفع أهل الجنة منـزلة لمن ينظر إلى وجه الله بُكرة وعشية " .قال; ثنا ابن يمان، قال; ثنا أشجع، عن أبي الصهباء الموصلي، قال; " إن أدنى أهل الجنة منـزلة، من يرى سرره وخدمه ومُلكهُ في مسيرة ألف سنة، فيرى أقصاه كما يرى أدناه، وإن أفضلهم منـزلة، من ينظر إلى وجه الله غدوة وعشية ".وأولى القولين في ذلك عندنا بالصواب القول الذي ذكرناه عن الحسن وعكرِمة، من أن معنى ذلك تنظر إلى خالقها، وبذلك جاء الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم;حدثني عليّ بن الحسين بن أبجر، قال; ثنا مصعب بن المقدام، قال; ثنا إسرائيل بن يونس، عن ثوير، عن ابن عمر، قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم; " إنَّ أدْنى أهْلِ الجَنَّةِ مَنـزلَةً، لَمَنْ يَنْظُرُ فِي مُلْكِهِ ألْفَيْ سَنَةٍ، قال; وإنَّ أفضَلَهُمْ مَنـزلَةً لَمَن يَنْظُرُ فِي وَجْهِ اللهِ كُلَّ يَوْم مَرَّتَينِ ; قال; ثم تلا( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) قال; بالبياض والصفاء، قال; ( إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) قال; تنظر كلّ يوم في وجه الله عزّ وجلّ".وقوله; ( وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ ) يقول تعالى ذكره; ووجوه يومئذ متغيرة &; 24-74 &; الألوان، مسودة كالحة، يقال; بسرت وجهه أبسره بسًرا; إذا فعلت ذلك، وبسر وجهه فهو باسر بيِّن البسور.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله; ( باسِرَةٌ ) قال; كاشرة.
وقال في المؤثرين العاجلة على الآجلة: { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ } أي: معبسة ومكدرة ، خاشعة ذليلة.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة