الرسم العثمانييَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ
الـرسـم الإمـلائـييَوۡمَ تَرۡجُفُ الرَّاجِفَةُ
تفسير ميسر:
أقسم الله تعالى بالملائكة التي تنزع أرواح الكفار نزعا شديدا، والملائكة التي تقبض أرواح المؤمنين بنشاط ورفق، والملائكة التي تَسْبَح في نزولها من السماء وصعودها إليها، فالملائكة التي تسبق وتسارع إلى تنفيذ أمر الله، فالملائكة المنفذات أمر ربها فيما أوكل إليها تدبيره من شؤون الكون -ولا يجوز للمخلوق أن يقسم بغير خالقه، فإن فعل فقد أشرك- لتُبعثَنَّ الخلائق وتُحَاسَب، يوم تضطرب الأرض بالنفخة الأولى نفخة الإماتة، تتبعها نفخة أخرى للإحياء.
قال ابن عباس هما النفختان الأولى والثانية وهكذا قال مجاهد. والحسن وقتادة والضحاك وغير واحد وعن مجاهد أما الأولى وهي قوله جل وعلا. "يوم ترجف الراجفة" فكقوله جلت عظمته "يوم ترجف الأرض والجبال" والثانية وهي الرادفة فهي كقوله "وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة" وقد قال الإمام أحمد حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن ابن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه" فقال رجل يا رسول الله أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك؟ قال "إذا يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك" وقد روى الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم من حديث سفيان الثوري بإسناده مثله ولفظ الترمذي وابن أبي حاتم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلث الليل قام فقال; "يا أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه".
وقيل ; الجواب يوم ترجف الراجفة على تقدير ليوم ترجف ، فحذف اللام . وقيل ; فيه تقديم وتأخير ، وتقديره يوم ترجف الراجفة وتتبعها الرادفة والنازعات غرقا . وقال السجستاني ; يجوز أن يكون هذا من التقديم والتأخير ، كأنه قال ; فإذا هم بالساهرة والنازعات . ابن الأنباري ; وهذا خطأ ; لأن الفاء لا يفتح بها الكلام ، والأول الوجه . وقيل ; إنما وقع القسم على أن قلوب أهل النار ترجف ، وأبصارهم تخشع ، فانتصاب يوم ترجف الراجفة على هذا المعنى ، ولكن لم يقع عليه . قال الزجاج ; أي قلوب واجفة يوم ترجف ، وقيل ; انتصب بإضمار اذكر و ( ترجف ) أي تضطرب . والراجفة ; أي المضطربة كذا قالعبد الرحمن بن زيد ; قال ; هي الأرض ، والرادفة الساعة . مجاهد ; الراجفة الزلزلة .
وقوله; يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ يقول تعالى ذكره; يوم ترجف الأرض والجبال للنفخة الأولى تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ تتبعها الأخرى بعدها، هي النفخة الثانية التي ردفت الأولى لبعث يوم القيامة.* ذكر من قال ذلك;حدثني عليّ، قال; ثنا أبو صالح، قال; ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله; يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ يقول; النفخة الأولى.
{ يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ } وهي قيام الساعة،
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالفعل المقدّر لتبعثنّ(قلوب) مبتدأ مرفوع خبره جملة أبصارها خاشعة
(يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ على الفتح لأنه أضيف إلى المبنيّ إذ- متعلّق بـ (واجفة) ،
(واجفة) نعت لقلوب مرفوع
(أبصارها) مبتدأ ثان مرفوع بحذف مضاف أي أبصار أصحابها.. خبره
(خاشعة) ..
جملة: «ترجف الراجفة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تتبعها الرادفة ... » في محلّ نصب حال من الراجفة.
وجملة: «قلوب ... أبصارها خاشعة» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أبصارها خاشعة» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(قلوب) .
10- 11
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ
(اللام) للتوكيد وهي المزحلقة
(في الحافرة) متعلّق بـ (مردودون) ،
(الهمزة) مثل الأولى
(إذا) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب..
وجملة: «يقولون ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم..
والجملة الاسميّة حال من أصحاب القلوب الواجفة .
وجملة: «إنّا لمردودون ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنّا عظاما ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف تقديره فهل نبعث من جديد.
- القرآن الكريم - النازعات٧٩ :٦
An-Nazi'at79:6