الرسم العثمانيذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلّٰمٍ لِّلْعَبِيدِ
الـرسـم الإمـلائـيذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتۡ اَيۡدِيۡكُمۡ وَاَنَّ اللّٰهَ لَـيۡسَ بِظَلَّامٍ لِّـلۡعَبِيۡدِۙ
تفسير ميسر:
ذلك الجزاء الذي أصاب المشركين فبسبب أعمالهم السيئة في حياتهم الدنيا، ولا يظلم الله أحدًا من خَلْقه مثقال ذرة، بل هو الحَكَمُ العدل الذي لا يجور.
وقوله تعالى "ذلك بما قدمت أيديكم" أي هذا الجزاء بسبب ما عملتم من الأعمال السيئة في حياتكم الدنيا جازاكم الله بها هذا الجزاء "وأن الله ليس بظلام للعبيد" أي لا يظلم أحدا من خلقه بل هو الحكم العدل الذي لا يجور تبارك وتعالى وتقدس وتنزه الغني الحميد ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن مسلم رحمه الله من رواية أبي ذر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى يقول; يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه". ولهذا قال تعالى.
ذلك في موضع رفع ; أي الأمر ذلك . أو ذلك جزاؤكم بما قدمت أيديكم أي اكتسبتم من الآثام .وأن الله ليس بظلام للعبيد إذ قد أوضح السبيل وبعث الرسل ، فلم خالفتم ؟ . وأن في موضع خفض ، عطف على " ما " وإن شئت نصبت ، بمعنى وبأن ، وحذفت الباء . أو بمعنى ; وذلك أن الله . ويجوز أن يكون في موضع رفع نسقا على ذلك .
القول في تأويل قوله ; ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ (51)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل الملائكة لهؤلاء المشركين الذين قتلوا ببدر، أنهم يقولون لهم وهم يضربون وجوههم وأدبارهم; " ذوقوا عذاب الله الذي يحرقكم ", هذا العذاب لكم =(بما قدمت أيديكم)، أي; بما كسبت أيديكم من الآثام والأوزار، واجترحتم من معاصي الله أيام حياتكم, (57) فذوقوا اليوم العذابَ، وفي معادكم عذابَ الحريق; وذلك لكم بأن الله (ليس بظلام للعبيد), لا يعاقب أحدًا من خلقه إلا بجرم اجترمه, ولا يعذبه إلا بمعصيته إياه, لأن الظلم لا يجوز أن يكون منه.وفي فتح " أن " من قوله; (وأن الله)، وجهان من الإعراب;أحدهما; النصبُ, وهو للعطف على " ما " التي في قوله; (بما قدمت)، بمعنى; (ذلك بما قدمت أيديكم), وبأن الله ليس بظلام للعبيد، في قول بعضهم, والخفض، في قول بعضٍ.والآخر; الرفع، على (ذلك بما قدمت)، وذلك أن الله. (58)-------------------الهوامش ;(57) انظر تفسير " قدمت أيديكم " فيما سلف 2 ; 368 7 ; 447 8 ; 514 10 ; 497 .(58) انظر معاني القرآن للفراء 1 ; 413 .
ذلك العذاب حصل لكم، غير ظلم ولا جور من ربكم، وإنما هو بما قدمت أيديكم من المعاصي التي أثرت لكم ما أثرت، وهذه سنة اللّه في الأولين والآخرين، فإن دأب هؤلاء المكذبين أي: سنتهم وما أجرى اللّه عليهم من الهلاك بذنوبهم}.
(ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى التعذيب، و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطابـ (الباء) حرف جرّ
(ما) حرف مصدريّ ،
(قدّمت) فعل ماض، و (التاء) للتأنيث
(أيدي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (كم) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّلـ (ما قدّمت ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك.
و (الواو) عاطفة
(أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ-
(الله) لفظ الجلالةاسم أنّ منصوبـ (ليس) فعل ماض ناقص جامد- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي الله
(الباء) حرف جرّ زائد
(ظلّام) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس
(اللام) زائدة للتقوية
(العبيد) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به للمبالغة ظلّام.
والمصدر المؤوّلـ (أنّ الله ... ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّلـ (ما قدّمت) .
وجملة: «ذلك بما قدّمت أيديكم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قدّمت أيديكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .
وجملة: «ليس بظلّام ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
- القرآن الكريم - الأنفال٨ :٥١
Al-Anfal8:51