الرسم العثمانيقُتِلَ الْإِنسٰنُ مَآ أَكْفَرَهُۥ
الـرسـم الإمـلائـيقُتِلَ الۡاِنۡسَانُ مَاۤ اَكۡفَرَهٗؕ
تفسير ميسر:
لُعِنَ الإنسان الكافر وعُذِّب، ما أشدَّ كفره بربه!! ألم ير مِن أيِّ شيء خلقه الله أول مرة؟ خلقه الله من ماء قليل- وهو المَنِيُّ- فقدَّره أطوارا، ثم بين له طريق الخير والشر، ثم أماته فجعل له مكانًا يُقبر فيه، ثم إذا شاء سبحانه أحياه، وبعثه بعد موته للحساب والجزاء. ليس الأمر كما يقول الكافر ويفعل، فلم يُؤَدِّ ما أمره الله به من الإيمان والعمل بطاعته.
يقول تعالى ذاما لمن أنكر البعث والنشور من بنى آدم "قتل الإنسان ما أكفره" قال الضحاك عن ابن عباس "قتل الإنسان" لعن الإنسان وكذا قال أبو مالك وهذا الجنس الإنسان المكذب لكثرة تكذيبه بلا مستند بل بمجرد الاستبعاد وعدم العلم قال ابن جريج "ما أكفره" أي ما أشد كفره وقال ابن جرير ويحتمل أن يكون المراد أي شيء جعله كافرا أي ما حمله على التكذيب بالمعاد وقد حكاه البغوي عن مقاتل والكلبي وقال قتادة "ما أكفره" ما ألعنه.
قوله تعالى ; قتل الإنسان ما أكفره ؟ قتل أي لعن . وقيل ; عذب . والإنسان الكافر روى الأعمش عن مجاهد قال ; ما كان في القرآن قتل الإنسان فإنما عني به الكافر . وروى الضحاك عن ابن عباس قال ; نزلت في عتبة بن أبي لهب ، وكان قد آمن ، فلما نزلت والنجم ارتد ، وقال ; آمنت بالقرآن كله إلا النجم ، فأنزل الله - جل ثناؤه فيه - قتل الإنسان أي لعن عتبة حيث كفر بالقرآن ، ودعا عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال ; اللهم سلط عليه كلبك أسد الغاضرة فخرج من فوره بتجارة إلى الشام ، فلما انتهى إلى الغاضرة تذكر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فجعل لمن معه ألف دينار إن هو أصبح حيا ، فجعلوه في وسط الرفقة ، وجعلوا المتاع حوله ، فبينما هم على ذلك أقبل الأسد ، فلما دنا من الرحال وثب ، فإذا هو فوقه فمزقه ، وقد كان أبوه ندبه وبكى وقال ; ما قال محمد شيئا قط إلا كان . وروى أبو صالح عن ابن عباس ما أكفره ; [ ص; 188 ] أي شيء أكفره ؟ وقيل ; ما تعجب ; وعادة العرب إذا تعجبوا من شيء قالوا ; قاتله الله ما أحسنه ! وأخزاه الله ما أظلمه ; والمعنى ; اعجبوا من كفر الإنسان لجميع ما ذكرنا بعد هذا . وقيل ; ما أكفره بالله ونعمه مع معرفته بكثرة إحسانه إليه على التعجب أيضا ; قال ابن جريج ; أي ما أشد كفره ! وقيل ; ما استفهام أي أي شيء دعاه إلى الكفر ; فهو استفهام توبيخ . و ( ما ) تحتمل التعجب ، وتحتمل معنى أي ، فتكون استفهاما .
وقوله; ( قُتِلَ الإنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ) يقول تعالى ذكره; لعن الإنسان الكافر ما أكفره.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال مجاهد.حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال; ثنا عبد الحميد الحِماني، عن الأعمش، عن مجاهد قال; ما كان في القرآن قُتِلَ الإنسانُ أو فُعل بالإنسان، فإنما عنِي به; الكافر.حدثنا ابن حميد، قال; ثنا مهران، عن سفيان ( قُتِلَ الإنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ) بلغني أنه; الكافر.وفي قوله; ( أكْفَرَهُ ) وجهان; أحدهما; التعجب من كفره مع إحسان الله إليه، وأياديه عنده. والآخر; ما الذي أكفره، أي; أيّ شيء أكفره.
{ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ } لنعمة الله وما أشد معاندته للحق بعدما تبين، وهو ما هو؟
(ما) تعجبيّة نكرة تامة بمعنى شيء في محلّ رفع مبتدأ ،
(من أيّ) متعلّق بـ (خلقه) ،
(من نطفة) متعلّق بـ (خلقه) الثاني
(الفاء) عاطفة وكذلك
(ثمّ) في المواضع الثلاثة
(السبيل) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره المذكور بعده..
جملة: «قتل الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما أكفره ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.وجملة: «أكفره ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(ما) التعجّبيّة.
وجملة: «خلقه
(الأولى) » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلقه
(الثانية) » لا محلّ لها بدل من جملة خلق الأولى.
وجملة: «قدّره ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقه الثانية.
وجملة: «
(يسّره) السبيل» لا محلّ لها معطوفة على جملة قدّره.
وجملة: «يسّره ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «أماته ... » لا محلّ لها معطوفة على الجملة المقدّرة.
وجملة: «أقبره ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أماته.
وجملة: «شاء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أنشره» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
- القرآن الكريم - عبس٨٠ :١٧
'Abasa80:17