الرسم العثمانيثُمَّ أَمَاتَهُۥ فَأَقْبَرَهُۥ
الـرسـم الإمـلائـيثُمَّ اَمَاتَهٗ فَاَقۡبَرَهٗ
تفسير ميسر:
لُعِنَ الإنسان الكافر وعُذِّب، ما أشدَّ كفره بربه!! ألم ير مِن أيِّ شيء خلقه الله أول مرة؟ خلقه الله من ماء قليل- وهو المَنِيُّ- فقدَّره أطوارا، ثم بين له طريق الخير والشر، ثم أماته فجعل له مكانًا يُقبر فيه، ثم إذا شاء سبحانه أحياه، وبعثه بعد موته للحساب والجزاء. ليس الأمر كما يقول الكافر ويفعل، فلم يُؤَدِّ ما أمره الله به من الإيمان والعمل بطاعته.
أي أنه بعد خلقه له أماته فأقبره أي جعله ذا قبر والعرب تقول قبرت الرجل إذا ولي ذلك منه وأقبره الله وعضبت قرن الثور وأعضبه الله وبترت ذنب البعير وأبتره الله وطردت عني فلانا وأطرده الله أي جعله طريدا قال الأعشى; لو أسندت ميتا إلى صدرها عاش ولم ينقل إلى قابر.
ثم أماته فأقبره أي جعل له قبرا يوارى فيه إكراما ، ولم يجعله مما يلقى على وجه الأرض تأكله الطير والعوافي ; قاله الفراء . وقال أبو عبيدة ; أقبره ; جعل له قبرا ، وأمر أن يقبر . قال أبو عبيدة ; ولما قتل عمر بن هبيرة صالح بن عبد الرحمن ، قالت بنو تميم ودخلوا عليه ; أقبرنا صالحا ; فقال ; دونكموه . وقال ; أقبره ولم يقل قبره ; لأن القابر هو الدافن بيده ، قال الأعشى ;[ ص; 189 ]لو أسندت ميتا إلى نحرها عاش ولم ينقل إلى قابريقال ; قبرت الميت ; إذا دفنته ، وأقبره الله ; أي صيره بحيث يقبر ، وجعل له قبرا ; تقول العرب ; بترت ذنب البعير ، وأبتره الله ، وعضبت قرن الثور ، وأعضبه الله ، وطردت فلانا ، والله أطرده ، أي صيره طريدا .
وقوله; ( ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ) يقول; ثم قَبَضَ رُوحه، فأماته بعد ذلك. يعني بقوله; ( أَقْبَرَهُ ) صيره ذا قبر، والقابر; هو الدافن الميت بيده، كما قال الأعشى;لَــوْ أسْــنَدَتْ مَيْتـا إلـى نَحْرِهـاعــاشَ وَلــمْ يُنْقَــلْ إلـى قـابِرِ (3)والمقبر; هو الله، الذي أمر عباده أن يقبروه بعد وفاته، فصيره ذا قبر. والعرب تقول فيما ذُكر لي; بترت ذنَب البعير، والله أبتره، وعضبت قَرنَ الثور، والله أعضبه؛ وطردت عني فلانا، والله أطرده، صيره طريدا.--------------------الهوامش ;(3) البيت لأعشى بني قيس بن ثعلبة ( ديوانه طبع القاهرة 139 ) من قصيدة يهجو بها علقمة بن علاثة ، ويمدح عامر بن الطفيل في المنافرة التي جرت بينهما . وهو من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن ( 185 ) قال ; فأقبره ; " أمر بأن يقبر ... " والذي يدفن بيده هو القابر ، قال الأعشى ; " لو أسندت ... " البيت. ا هـ وفي ( اللسان ; قبر ) وقبره يقبره ويقبره ( كيحفر ويدخل ) ; دفنه . وأقبره ; جعل له قبرا ، وأقبر ; إذا أمر إنسانا بحفر قبر . قال أبو عبيدة ; قالت بنو تميم للحجاج ، وكان قتل صالح بن عبد الرحمن أقبرنا صالحا ؛ أي; ائذن لنا في أن نقبره ، فقال لهم ; دونكموه . وقال الفراء في قوله تعالى ; { ثم أماته فأقبره } " أي ; جعله مقبورا ، ممن يقبر ، ولم يجعله ممن يلقي للطير والسباع " ولا ممن يلقى في النواويس ، كأن القبر مما أكرم به المسلم . ا هـ .
{ ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ } أي: أكرمه بالدفن، ولم يجعله كسائر الحيوانات التي تكون جيفها على وجه الأرض،
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - عبس٨٠ :٢١
'Abasa80:21