الرسم العثمانييَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا
الـرسـم الإمـلائـييَقُوۡلُ اَهۡلَكۡتُ مَالًا لُّبَدًا
تفسير ميسر:
يقول متباهيًا; أنفقت مالا كثيرًا. أيظنُّ في فعله هذا أن الله عز وجل لا يراه، ولا يحاسبه على الصغير والكبير؟
قوله تعالى "يقول أهلكت مالا لبدا" أي يقول ابن آدم أنفقت مالا لبدا أي كثيرا قاله مجاهد والحسن وقتادة والسدي وغيرهم.
يقول أهلكت أي أنفقت . مالا لبدا أي كثيرا مجتمعا .
وقوله; ( يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا ) يقول هذا الجليد الشديد; أهلكت مالا كثيرا، في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم، فأنفقت ذلك فيه، وهو كاذب في قوله ذلك، وهو فعل من التلبُّد، وهو الكثير، بعضه على بعض، يقال منه; لبد بالأرض يَلْبُد; إذا لصق بها.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس; ( مَالا لُبَدًا ) يعني باللبد; المال الكثير.حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( مَالا لُبَدًا ) قال; كثيرا.حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; أخبرني مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله; ( أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا ). قال; مالا كثيرا.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله; ( أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا ) ; أي كثيرا.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، مثله.حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد، في قوله; ( مَالا لُبَدًا ) قال; اللبد; الكثير.واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الأمصار; ( مَالا لُبَدًا ) بتخفيف الباء. وقرأه أبو جعفر بتشديدها.والصواب بتخفيفها، لإجماع الحجة عليه.
فـ { يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا } أي: كثيًرا، بعضه فوق بعض.وسمى الله تعالى الإنفاق في الشهوات والمعاصي إهلاكًا، لأنه لا ينتفع المنفق بما أنفق، ولا يعود عليه من إنفاقه إلا الندم والخسار والتعب والقلة، لا كمن أنفق في مرضاة الله في سبيل الخير، فإن هذا قد تاجر مع الله، وربح أضعاف أضعاف ما أنفق.
الضمير الفاعل في(يقول) يعود على شخص بعينه .
جملة: «يقول ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أهلكت ... » في محلّ نصب مقول القول.
- القرآن الكريم - البلد٩٠ :٦
Al-Balad90:6