وَالَّيْلِ إِذَا يَغْشٰىهَا
وَالَّيۡلِ اِذَا يَغۡشٰٮهَا
تفسير ميسر:
أقسم الله بالشمس ونهارها وإشراقها ضحى، وبالقمر إذا تبعها في الطلوع والأفول، وبالنهار إذا جلَّى الظلمة وكشفها، وبالليل عندما يغطي الأرض فيكون ما عليها مظلمًا، وبالسماء وبنائها المحكم، وبالأرض وبَسْطها، وبكل نفس وإكمال الله خلقها لأداء مهمتها، فبيَّن لها طريق الشر وطريق الخير، قد فاز مَن طهَّرها ونمَّاها بالخير، وقد خسر مَن أخفى نفسه في المعاصي.
قوله تعالى "والليل إذا يغشاها" فكان أجود وأقوى والله أعلم. ولهذا قال مجاهد "والنهار إذا جلاها" إنه كقوله تعالى "والنهار إذا تجلى" وأما ابن جرير فاختار عود الضمير في ذلك كله على الشمس لجريان ذكرها وقالوا في قوله تعالى "والليل إذا يغشاها" يعني إذا يغشى الشمس حين تغيب فتظلم الآفاق. وقال بقية بن الوليد عن صفوان حدثني يزيد بن ذي حمامة قال; إذا جاء الليل قال الرب جل جلاله غشي عبادي خلقي العظيم فالليل يهابه والذي خلقه أحق أن يهاب. رواه ابن أبي حاتم.