إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصّٰلِحٰتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
اِلَّا الَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡا وَ عَمِلُوا الصّٰلِحٰتِ وَتَوَاصَوۡا بِالۡحَقِّ ۙ وَتَوَاصَوۡا بِالصَّبۡرِ
تفسير ميسر:
إلا الذين آمنوا بالله وعملوا عملا صالحًا، وأوصى بعضهم بعضًا بالاستمساك بالحق، والعمل بطاعة الله، والصبر على ذلك.
فاستثنى من جنس الإنسان عن الخسران الذين آمنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم " وتواصوا بالحق " وهو أداء الطاعات وترك المحرمات.
قوله تعالى ; إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبرقوله تعالى ; إلا الذين آمنوا استئناء من الإنسان ; إذ هو بمعنى الناس على الصحيح .قوله تعالى ; وعملوا الصالحات أي أدوا الفرائض المفترضة عليهم ; وهم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قال أبي بن كعب ; قرأت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والعصر ثم قلت ما تفسيرها يا نبي الله ؟ قال ; والعصر قسم من الله ، أقسم ربكم بآخر النهار ; إن الإنسان لفي خسر ; أبو جهل إلا الذين آمنوا ; أبو بكر ، وعملوا الصالحات عمر . وتواصوا بالحق عثمان وتواصوا بالصبر علي . - رضي الله عنهم - أجمعين . وهكذا خطب ابن عباس على المنبر موقوفا عليه .وعنى وتواصوا أي تحابوا ; أوصى بعضهم بعضا وحث بعضهم بعضا .بالحق أي بالتوحيد ; كذا روى الضحاك عن ابن عباس . قال قتادة ; بالحق أي القرآن . وقال السدي ; الحق هنا هو الله - عز وجل - .وتواصوا بالصبر على طاعة الله - عز وجل - ، والصبر عن معاصيه وقد تقدم . والله أعلم .
( إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) يقول; إلا الذين صدّقوا الله ووحَّدوه، وأقرّوا له بالوحدانية والطاعة، وعملوا الصالحات، وأدّوا ما لزمهم من فرائضه، واجتنبوا ما نهاهم عنه من معاصيه، واستثنى الذين آمنوا من الإنسان، لأن الإنسان بمعنى الجمع، لا بمعنى الواحد.وقوله; ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ) يقول; وأوصى بعضهم بعضا بلزوم العمل بما أنـزل الله في كتابه، من أمره، واجتناب ما نهى عنه فيه.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ) والحق; كتاب الله.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ) قال; الحقّ كتاب الله.حدثني عمران بن بكار الكلاعي، قال; ثنا خطاب بن عثمان، قال; ثنا عبد الرحمن بن سنان أبو روح السكوني، حمصيّ لقيته بإرمينية، قال; سمعت الحسن يقول في ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ) قال; الحقّ; كتاب الله.وقوله; ( وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) يقول; وأوصى بعضهم بعضا بالصبر على العمل بطاعة الله.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ( وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) قال; الصبر; طاعة الله.حدثني عمران بن بكار الكُلاعي، قال; ثنا خطاب بن عثمان، قال; ثنا عبد الرحمن بن سنان أبو روح، قال; سمعت الحسن يقول في قوله; ( وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) قال; الصبر; طاعة الله.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن ( وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) قال; الصبر; طاعة الله.آخر تفسير سورة والعصر
وقد يكون خاسرًا من بعض الوجوه دون بعض، ولهذا عمم الله الخسار لكل إنسان، إلا من اتصف بأربع صفات:الإيمان بما أمر الله بالإيمان به، ولا يكون الإيمان بدون العلم، فهو فرع عنه لا يتم إلا به.والعمل الصالح، وهذا شامل لأفعال الخير كلها، الظاهرة والباطنة، المتعلقة بحق الله وحق عباده ، الواجبة والمستحبة.والتواصي بالحق، الذي هو الإيمان والعمل الصالح، أي: يوصي بعضهم بعضًا بذلك، ويحثه عليه، ويرغبه فيه.والتواصي بالصبر على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله المؤلمة.فبالأمرين الأولين، يكمل الإنسان نفسه، وبالأمرين الأخيرين يكمل غيره، وبتكميل الأمور الأربعة، يكون الإنسان قد سلم من الخسار، وفاز بالربح [العظيم].
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة