الرسم العثمانيوَلَا تَرْكَنُوٓا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَلَا تَرۡكَنُوۡۤا اِلَى الَّذِيۡنَ ظَلَمُوۡا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُۙ وَمَا لَـكُمۡ مِّنۡ دُوۡنِ اللّٰهِ مِنۡ اَوۡلِيَآءَ ثُمَّ لَا تُنۡصَرُوۡنَ
تفسير ميسر:
ولا تميلوا إلى هؤلاء الكفار الظلمة، فتصيبكم النار، وما لكم من دون الله من ناصر ينصركم، ويتولى أموركم.
وقوله "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس; لا تداهنوا وقال العوفي عن ابن عباس; هو الركون إلى الشرك. وقال أبو العالية لا ترضوا بأعمالهم وقال ابن جرير عن ابن عباس; ولا تميلوا إلى الذين ظلموا وهذا القول حسن أي لا تستعينوا بالظلمة فتكونوا كأنكم قد رضيتم بأعمالهم "فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون" أي ليس لكم من دونه من ولي ينقذكم ولا ناصر يخلصكم من عذابه.
قوله تعالى ; ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون فيه أربع مسائل ; الأولى ; قوله تعالى ; ولا تركنوا الركون حقيقة الاستناد والاعتماد والسكون إلى الشيء والرضا به ، قال قتادة ; معناه لا تودوهم ولا تطيعوهم . ابن جريج ; لا تميلوا إليهم . أبو العالية ; لا ترضوا أعمالهم ; وكله متقارب . وقال ابن زيد ; الركون هنا الإدهان وذلك ألا ينكر عليهم كفرهم .الثانية ; قرأ الجمهور ; تركنوا بفتح الكاف ; قال أبو عمرو ; هي لغة أهل الحجاز . وقرأ طلحة بن مصرف وقتادة وغيرهما ; " تركنوا " بضم الكاف ; قال الفراء ; وهي لغة تميم وقيس . وجوز قوم ركن يركن مثل منع يمنع .الثالثة ; قوله تعالى ; إلى الذين ظلموا قيل ; أهل الشرك . وقيل ; عامة فيهم وفي العصاة ، على نحو قوله تعالى ; وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا الآية . وقد تقدم . وهذا هو الصحيح في معنى الآية ; وأنها دالة على هجران أهل الكفر والمعاصي من أهل البدع وغيرهم ; فإن صحبتهم كفر أو معصية ; إذ الصحبة لا تكون إلا عن مودة ; وقد قال حكيم ;عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتديفإن كانت الصحبة عن ضرورة وتقية فقد مضى القول فيها في " آل عمران " و " المائدة " . وصحبة الظالم على التقية مستثناة من النهي بحال الاضطرار . والله أعلم .الرابعة ; قوله تعالى ; فتمسكم النار أي تحرقكم بمخالطتهم ومصاحبتهم وممالأتهم على إعراضهم وموافقتهم في أمورهم .
القول في تأويل قوله ; وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (113)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; ولا تميلوا ، أيها الناس ، إلى قول هؤلاء الذين كفروا بالله، فتقبلوا منهم وترضوا أعمالهم ، (فتمسكم النار)، بفعلكم ذلك (26) ، وما لكم من دون الله من ناصر ينصركم ووليّ يليكم (27) ، (ثم لا تنصرون) ، يقول; فإنكم إن فعلتم ذلك لم ينصركم الله، بل يخلِّيكم من نصرته ويسلط عليكم عدوّكم.* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.*ذكر من قال ذلك;18602- حدثني المثني قال ، حدثنا عبد الله قال ، حدثنا معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله; (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) ، يعني; الركون إلى الشرك.18603- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن يمان، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية; (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا) ، يقول; لا ترضوا أعمالهم.18604- حدثني المثني قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، عن أبي العالية في قوله ; (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا) ، يقول; لا ترضوا أعمالهم. يقول; " الركون "، الرضى.18605- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية، في قوله; (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا) ، قال; لا ترضوا أعمالهم ، (فتمسكم النار).18606- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج; (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا) ، قال; قال ابن عباس; ولا تميلوا إلى الذين ظلموا.18607- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله; (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) ، يقول; لا تلحقوا بالشرك، وهو الذي خرجتم منه.18608- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد، في قوله; (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) ، قال; " الركون " ، الإدهان. وقرأ; وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ، [سورة القلم; 9] ، قال; تركنُ إليهم، ولا تنكر عليهم الذي قالوا، وقد قالوا العظيمَ من كفرهم بالله وكتابه ورسله. قال; وإنما هذا لأهل الكفر وأهل الشرك وليس لأهل الإسلام. أما أهل الذنوب من أهل الإسلام ، فالله أعلم بذنوبهم وأعمالهم. ما ينبغي لأحد أن يُصَالح على شيء من معاصي الله ، ولا يركن إليه فيها.----------------------الهوامش ;(26) لنظر تفسير " المس " فيما سلف ص ; 353 ، تعليق ; 6 ، والمراجع هناك .(27) لنظر تفسير " الأولياء " فيما سلف من فهارس اللغة ( ولي ) .
{ وَلَا تَرْكَنُوا ْ} أي: لا تميلوا { إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ْ} فإنكم، إذا ملتم إليهم، ووافقتموهم على ظلمهم، أو رضيتم ما هم عليه من الظلم { فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ْ} إن فعلتم ذلك { وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ْ} يمنعونكم من عذاب الله، ولا يحصلون لكم شيئا، من ثواب الله. { ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ْ} أي: لا يدفع عنكم العذاب إذا مسكم، ففي هذه الآية: التحذير من الركون إلى كل ظالم، والمراد بالركون، الميل والانضمام إليه بظلمه وموافقته على ذلك، والرضا بما هو عليه من الظلم. وإذا كان هذا الوعيد في الركون إلى الظلمة، فكيف حال الظلمة بأنفسهم؟!! نسأل الله العافية من الظلم.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - هود١١ :١١٣
Hud11:113